العقل الباطن
خلق الله عز وجل الإنسان بأحسن صورة، فكان في خلقه إبداع ودقة، فخلق له الأعضاء من سمع وبصر وفؤاد وحاسة الشم وكافة الأعضاء الحيوية في الجسم، وخلق له الظروف التي تساعده على العيش بطريقة سويّة على هذه البسيطة، فخلق له عقلًا يمكِّنه من إعمار هذا الكون، ووضع في هذا العقل الأسرار والخفايا، وجعل له عقلًا باطنًا لا يمكن إدراكه بالعين المجردة.
العقل الباطن أو ما يُعرف أيضًا باسم العقل اللاواعي، هو المكان الذي تُخزّن فيه الخبرات المكبوتة، والغرائز الجنسية والنفسيّة، ولا يمكن تحديد مكان العقل الباطن؛ فهو ليس له مكان محدّد محسوس في جسم الإنسان، ويمتلك قوّة خفيّة تخلق الأفكار للدماغ، ويعمل على مدار اليوم حتّى أثناء النوم، إذ يؤثر على سلوك الإنسان سلبًا أو إيجابًا، ويساعد الإنسان في الوصول لأهدافه، بإزالة العقبات وتغيير السلوك بغية تحقيق الأهداف.[١]
كيفية السيطرة على العقل الباطن
من الممكن السيطرة على العقل الباطن وتحسين برمجته بهدف تحقيق الأهداف المهمة في الحياة عن طريق ما يأتي:[٢]
- التفكر بعظمة الله سبحانه وتعالى: إنّ ديمومة استشعار محبّة الله سبحانه وتعالى، توصل الإنسان لحالة من الصحة النفسية والسكينة والانسجام.
- الحديث الإيجابي: وذلك بتكرار الحديث مع النفس بكلمات كلّها إيجابية مثل؛ أنا إنسان ناجح، أنا سعيد، أنا متفائل، أنا متفوّق، أنا أتمتّع بصحة جيدة.
- التفكير الإيجابي: وذلك باستحضار الأشياء الجميلة الّتي تُسعد الإنسان وتمنح عقله الراحة والاسترخاء.
- رسم الصور الذهنية: إن تخيّل الصور في الذهن واستحضارها بشكل دائم من الأمور المهمة الّتي تساهم في السيطرة على العقل الباطن؛ لتحقيق كل ما يصبو الإنسان للوصول إليه.
- استمرارية التخيل: فالإنسان المثابر لا يتوقف عن تصور أحلامه وتخيلها، حتّى يشعر بأنها أصبحت حقيقة وواقعًا ملموسًا.
- تدوين الأهداف: إن استخدام الأوراق في كتابة كل ما يجول في عقل الإنسان من أفكار ومشاعر، يساهم كثيرًا في الغوص في أعماق العقل الباطن واستظهار كل ما في داخل النفس البشرية من أسرار وخفايا.
- رياضة التأمل: إنّ ممارسة رياضة التأمّل لها تأثير على العقل الباطن من خلال الجلوس بعيدًا عن الضوضاء في مكان هادئ وجميل، مع الحرص على ارتداء الملابس المريحة، والجلوس بطريقة مريحة، والحفاظ على استقامة الظهر والحرص على التنفّس بعمق وبطريقة سليمة، وذلك سيجعل الأفكار تنساب وسيكون الاتصال اكبر بين العقل الواعي والعقل الباطن، مما سيجعل التفكير أكثر إبداعًا وانفتاحًا.
- قانون التفكير المتساوي: ينص هذا التفكير على أنّ ما تفكر به من أمور تتحول لحقيقة عن طريق رؤية أشياء شبيهة بها، فلو حصر شخص ما تفكيره بالسعادة فإنه سيجد أنّ الأحداث والأفكار ستذكره بها وتقوده لها باستمرار، مما سيدفع نفسيّة المرء للتحسن دائمًا.
- تنمية المهارات الإبداعية: عندما يمتلك الإنسان موهبة فنيّة فعليه أن يسعى جاهدًا لتنميتها، وتتعد المواهب لدى الناس فمنها ما يكون كتابة أو عزفًا أو نحتًا أو رسمًا أو تصميمًا، فينميها من خلال التدريب المستمر، حتى تتطور القدرات العقليّة وتصبح أكثر صلة مع العقل الباطن.
- استشارة الشخص لنفسه: وذلك بتخيل محادثة خياليّة بين العقل الواعي والعقل الباطن، باعتبار أن العقل الباطن عبارة عن مستشار يمتلك الحكمة والإجابة على جميع الاستفسارات التي تجول في رأس الأنسان ومن الرائع أنّ هذا العقل الباطن سيقدم الإجابات على جميع الاستفسارات وسيقدم حلولًا ناجحة عالية الدِّقّة.[٣]
صفات العقل الباطن
من الجدير بالذكر أنّ للعقل الباطن صفات عدّة يتميّز بها، وهي:[٤]
- العمل على مدار اليوم حتّى أثناء النوم.
- تنظيم الذكريات وتخزينها.
- استعادة نشاط الفرد عندما يريد هو ذلك.
- تحريك المشاعر والعواطف لدى الأفراد.
- تمهيد الطريق وتسخير العقبات أمام الأفراد بغية مساعدتهم في الوصول لأهدافهم.
- الاستجابة للأفكار السلبية والإيجابيّة الّتي يواجهها الإنسان لنفسه.
- ابتكار العادات لدى الأفراد وإنتاج عادات جديدة.
- تعلُّم العادات من الآخرين.
المراجع
- ↑ Shimaa Elznaty، "ماهو العقل الباطن وكيف يعمل واين يوجد"، معلومة ثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-15. بتصرّف.
- ↑ "أسرار العقل الباطن: ماهو؟ كيف يعمل؟ وكيف تسيطر عليه؟"، النجاح، 13 -11- 2017، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-15. بتصرّف.
- ↑ "8 نصائح مهمة للتحكم في العقل الباطن"، النجاح، 2017-11-27، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-15. بتصرّف.
- ↑ آلاء ماضي، "هي وظائف العقل الباطن"، الموسوعة العربية الشاملة ما، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-15. بتصرّف.