محتويات
تعريف علم النفس الاجتماعي
علم النفس الاجتماعي هو العلم الذي يهتم بسلوك البشر التي ورائها العمليات العقلية التي تنتج عنهم، وهذه العمليات لها دوافع وآثار، وهو فرع من فروع علم النفس بل هو من أهمها، وبالتالي يدرس هذا العلم بشكل منهجي علمي هذه السلوكيات ويتنبأ بها من خلال اكتشاف التفاعلات الاجتماعية بين الأفراد في المجتمعات، والتي تشمل سلوكيات الجماعة، والإدارك الاجتماعي، ومفهوم القيادة والتصرفات غير المنطوقة والموائمة مع المجتمع، وكذلك العدوانية وأسبابها وسبل تفاديها كظاهرة اجتماعية سيئة، فالأمر لا يقتصر على دراسة المؤثرات الاجتماعية فحسب، وإنما دراسة إداراك الإنسان وتفاعلاته مع الآخرين، إذ نجد أن جميع ما ذُكر عن علم النفس الاجتماعي يهدف حصرًا لفهم السلوك الخاص للإنسان، إذ يتبني منهج الفهم والمحاولة للوصول إلى تفسير المتغيرات الخاصة بسلوك ما، ويتنبأ بهذه المتغيرات وما لها من تأثير من خلال صياغة الفروض في محاولة للتأكد من صحتها، وفي النهاية يتوصل للتفسير العلمي حول صدق هذه الفرضيات من عدمه، ليعطي التوصيات الخاصة ويتحكم أو يضبط هذه العوامل [١].
العلاقة بين علم النفس وعلم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي
للتعمق أكثر في فهم علم النفس الاجتماعي لا بد من التفريق بينه وبين علم النفس وعلم الاجتماع، فثمة رابطة قوية تجمع هذه العلوم الثلاثة، فعلم النفس يهتم عمومًا بدراسة سلوك الفرد وأسلوب تفكيره الواعي أو غير الواعي، في حين نجد أن علم الاجتماع يهتم بدراسة حياة البشر اجتماعيًا كجماعات ومجتمعات ولا يُعنى بدراسة الفرد، فالعلاقة ليست مباشرة بين علم النفس وعلم الاجتماع، وهنا ياتي دور علم النفس الاجتماعي لسد الفجوة بين العلمين، والذي يدرس سلوك الأفراد وأفكارهم في علاقته بالآخرين، فكل من هذه العلوم الثلاثة يرى أي مشكلة تخص الأفراد أو الجماعات من وجهة نظر مختلفة عن الآخر.
وللتوضيح يمكن أن يوجد موضوع كالتسول الذي يعدّ ظاهرة مزعجة في المجتمعات، فعلم النفس يهتم من جهة نظره للسمات التي الشخصية للشخص المتسول، ويبحث عن السمات الشخصية للفرد المتسول، أما علم الاجتماع فيذهب لدراسة فيما إذا كان التسول هو ظاهرة اجتماعية، وهل تصل لأن تصبح نظامًا اجتماعيًا في المجتمع، وهل يرتبط بطبقة دون الأخرى، في حين أن علم النفس الاجتماعي يدرس السمات المتعلقة بالفرد التي تدفعه لأن يصبح متسولًا ومدى تأثير الواقع الاجتماعي على تعزيز هذه الظاهرة، بمعنى سيورد علم النفس الاجتماعي على تساؤل مفاده هل أن هذا الشخص الحامل لسمات التسول في مجتمع يقبل التسول سيصبح متسولًا، والعكس إذا كان المجتمع رافضًا لهكذا ظاهرة ولا يقبلها هل سيبقى هذا الشخص متسولًا؟ [٢].
نتائج بعض الدراسات في علم النفس الاجتماعي
أفضت الدراسات المتعمقة في علم النفس الاجتماعي بعض الحقائق لهذه الدراسات، والتي خرجت بنتيجة عامة تقول بأن مشاعر الأفراد التي يشعرون بها، وتصرفاتهم التي يقومون بها لا يعرفون في كثير من الأحيان دوافعها، في إشارة إلى أن النفس البشرية ينتابها الكثير من الضبابية والغموض وغير مفهومة للكثيرين، إذ نشر موقع متخصص في علم النفس الاجتماعي بعض الحقائق لتفسير القرارات اليومية التي يتخذها الفرد، وهي كالآتي [٣]:
- يفيد التقرير بأن الفرد يتأثير كثيرًا بما يحيط به، وضرب مثالًا لعدد من الأشخاص شاركوا بتجربة لتقسيم مبلغ مالي مع شريك آخر، فوضعوهم في ظروف مغرية فيها أغراض ثمينة، الأمر الذي أدى لمضاعفة قابليتهم في أخذ النصيب الأكبر، في حين لم تكن هذه القابلية موجودة في ظروف ليس فيها أي مغريات، أي أنهم تأثروا بهذه الأغراض حتى وإن لم يفصحوا عن السبب الحقيقي.
- يفيد التقرير أن العوامل الاجتماعية والبيئية تؤثر على تصرفاتنا كثيرًا، ولكن الأفراد يجهلون هذه الأسباب التي تشكل تصرفاتهم، وفي دراسات أخرى أشارت أن البشر غير قادرين على تحديد الدوافع الكامنة وراء تصرفاتهم بشكل عام.
- يفيد التقرير بأن التصرفات الأخلاقية تتعاظم عندما يتعرض الأفراد للمراقبة، وأنه في تجربة مشاركين في تنظيف مكان ما خرجت الدراسة بأن الأفراد كانوا أكثر فاعلية في التنظيف فقط لوجود صور فيها أعين، إذ أشار مشاركو الدراسة بأن الأعين تعني التدقيق الاجتماعي بصفتها العامة.
- يفيد التقرير بأن ثمة اعتقاد عند الأفراد بأن الأشخاص الجذابين هم أشخاص موهوبون، والتي تُعرف بأثر الهالة، إذ كانت الدراسة التي أُجريت على عدد من المشاركين الذكور تطلب منهم تقييم مقال لفتاة لا يعرفونها، فوضعت أمام ثلثهم صورة لفتاة جذابة يُفترض أنها هي من كتبت المقال، في حين وُضعت أمام ثلث آخر صور لفتاة غير جذابة، والثلث الأخير لم توضع أمامه أي صورة، فالنتائج كانت أن من اعتقدوا أن الفتاة جذابة كان تقيمهم إيجابيًا أكثر ممن اعتقدوا أنها فتاة ليست جذابة، في حين كانت نتائج من لم توضع أمامهم صورة في الأصل متوسطة.
- يفيد التقرير بأن ثمة تأثير للجماعة على الأشخاص، أو ما يُسمى بتأثير المارة، إذ خرجت النتائج بأن الفرد يكون أكثر تفاعلًا في حال وجود الجماعة.
- يفيد التقرير بأن أداء الفرد يكون في الاتجاه الأفضل عندما يتوقع منه الآخرون ذلك، فاكتشف العديد من علماء النفس أن استخدام موضوع " سقف التوقعات" التي يرغبون بتحصيلها من الطلبة ستؤثر على أدائهم، إذ أجرى العلماء تجربة على عدد من الطلبة في اختبار رقم 1، واختاروهم بشكل انتقائي لفت انتباههم وشجعهم، الأمر الذي أدى في حصولهم لعلامات أفضل في الاختبار رقم 2، مما يعني أن أدائهم كان أفضل لشعورهم بتوقع أساتذتهم أن يكون آداؤهم مميزًا.
المراجع
- ↑ "علم النفس الاجتماعي "، feedo، اطّلع عليه بتاريخ 22-8-2019. بتصرّف.
- ↑ محمد جمال (26-8-2017)، "علم النفس الاجتماعي: لماذا نرتكب الحياة بهذه الطريقة؟"، manshoor، اطّلع عليه بتاريخ 22-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "ست حقائق في علم النفس الاجتماعي... وراء قراراتك وتصرفاتك اليومية"، alyom، 10-1-2017، اطّلع عليه بتاريخ 22-8-2019. بتصرّف.