محتويات
علم النفس الاجتماعي
يعرف بالإنجليزية Social psychology وقد عرفه بعضهم على أنه علم يختص بدراسة سلوك الشخص أثناء تفاعله مع المواقف الاجتماعية، وعرفه موريس روكلن على أنه علم يهتم بدراسة التفاعلات المتبادلة بين الفرد والمجموعات المتفاعل معها[١]، وبتعبير آخر فإنه فرع من فروع علم النفس، يدرس مدى استجابة الفرد لأي مثيرات اجتماعية من خلال دراسته ككائن اجتماعي، وملاحظة الخصائص النفسية الخاصة بالجماعات وأنماط التفاعل الاجتماعي بين أفراد المجموعة الواحدة، فكثير ما تتأثر سلوكيات ومعتقدات واختيارات المرء بعلاقته بالعالم الخارجي أو بنظرة الآخرين له، فعلم النفس يهتم بدراسة هذه الظاهرة، وهو علم معقد؛ لأن سلوك الإنسان الاجتماعي معقد جرّاء تأثّره بعوامل وظروف عديدة، وتجدر الإشارة إلى أن هذا العلم مرتبط بعلوم النفس الأخرى مثل؛ علم النفس الفسيولوجي، وعلم نفس النمو، ومفهوم الصحة النفسية، ومفهوم التنشئة الاجتماعية.[٢]
أنواع الجماعات في علم النفس الاجتماعي
ذكرنا آنفًا في تعريف علم النفس الاجتماعي أنه يدرس تأثير وتأثّر الفرد بالجماعات، فمن أنواع هذه الجماعات ما يلي:
- الجماعة المرجعية: هي جماعات يرجع إليها المرء بهدف تقويم سلوكه اجتماعيًا، فهي جماعة فاعلة فرديًا وجماعيًا.
- الجماعة الأولية: هي مجموعة من الأفراد الذين تربطهم علاقات مختلفة بما فيها المعرفة، أو الصداقة، أو المحبة.
- الجماعة الثانوية: هم الذين يسعون نحو إثارة الشغب بدافع لفت النظر والقوة.
- الجماعة الرسمية: يقصد بها كل مؤسسة أو هيئة رسمية تسعى لتحقيق هدف معين مرتبط بمصلحتها.
- الجماعة غير الرسمية: هي جماعة تتكون عفويًا مع الزمن جرّاء وجود أفرادٍ ما في مكان ما يجمعهم رابط ما وعلاقة إنسانية طبيعية.[٢]
أهداف علم النفس الاجتماعي
فيما يلي أهداف علم النفس الاجتماعي:
- فهم ماهية التفاعل بين الفرد والجماعة وبالتالي علاج أي اضطرابات اجتماعية.
- تحسين سلوك الناس اجتماعيًا.
- تعزيز العلاقة الأسرية بما يضمن جودتها، وهو ما يؤدي في محصلة الأمر إلى زيادة الترابط بين أفراد المجتمع ككل.
- المساعدة في حلّ المشاكل الأسرية.
- تقوية العلاقات بين فرق العمل.[١]
- توضيح مبادئ العدالة والحرية وأساس العلاقات الاجتماعية السلمية بهدف التغيير الإيجابي.
- المساهمة في بناء المجتمع في مواضيع عديدة كالتربية والتعليم، المؤسسات العسكرية، الأعلام، الصحة النفسية، وغير ذلك.
- فهم التأثيرات الإيجابية والسلبية للخبرات الجماعية.
- بناء شخصية الفرد في الجوانب التفاعلية لحياته والبيئات التي يتعايش معها وتؤثر فيه.
- التأثير على المجتمع ككل في قضايا عالمية تتعلق بالعبودية والحرية والأمن والأمان.
- فهم التنظيم الاجتماعي وتوجيهه بهدف التماسك الاجتماعي.
- فهم طبيعة القوانين التي تضبط العلاقات الإنسانية بين العمال في نطاق معين، بالإضافة إلى فهم العلاقة بين مستوى الروح الاجتماعية المعنوية والصحة النفسية من ناحية، وبين مستوى الإنتاج والإنجاز من ناحية أخرى.
- فهم سلوك الفرد وبالتالي ديناميكية التفاعل مع الغير حسب الخلفيات الثقافية والاجتماعية.
- علاج القضايا المستقبلية والتحذير من الأزمات والمشكلات، وهو ما يعد وسيلة لبناء المستقبل، وتقديم خطط علاجية لمشاكل مختلفة على الصعيد الاقتصادي والسياسي مثل؛ نشوء الحروب والأزمات المالية وما شابه.[٣]
مواضيع علم النفس الاجتماعي
فيما يلي المواضيع التي يتناولها علم النفس الاجتماعي:
- ماهية العوامل المتداخلة التي تلعب أثرًا في طبيعة استجابة الأشحاص والجماعات لأي مثيرات اجتماعية.
- دراسة آلية كسب السلوك خلال المراحل الحياتية، فكل مرحلة تختلف عن سابقتها وتتميز بمعالم متباينة.
- دراسة آلية التواصل الاجتماعي.
- دراسة العوامل المؤثرة في العلاقات بين الناس.
- دراسة علم نفس القيادة.
- فحص الاضطرابات وحلها.
- دراسة مدى تأثير الأسرة على الطفل.[١]
علاقة علم النفس الاجتماعي بالعلوم الأخرى
يرتبط علم النفس الاجتماعي بعلوم أخرى على النحو التالي:
- علم الاجتماع: الذي يهتم بدراسة الجماعات من حيث كيفية نشأتها، وآلية تفاعلها مع بعضها البعض، وتطورها التدريجي، وهو ما لا يمكن دراسته دون الاستعانة بعلم النفس الاجتماعي الذي يدرس العلاقة بين الفرد والجماعة.
- علم التجارة: فهو مهم لأنه يوسع مدارك الشخص حول أفضل وأيسر طرق التواصل مع العملاء والتأثير عليهم وإقناعهم بالمنتج أو الخدمة، بالإضافة إلى مدى ملائمة الاستثمار المقترح لها.
- علم السياسة: الذي يعد في المحصلة جزءًا لا يتجزأ من علم المنفس الاجتماعي؛ وذلك لأن السياسيين يحتاجون لفهم آلية تفاعل الأفراد في السياقات الاجتماعية لإقناعهم بوجهات نظرهم، وآلية تفاعلهم أيضًا مع الأحداث السياسية التي تعد نموذجًا للتفاعل بين الفرد والجماعة.[١]
تصرفات يومية تتعلق بعلم النفس الاجتماعي
ذكرنا في بداية المقال أن علم النفس يدرس تصرفات الفرد والجماعة اجتماعيًا تبعًا لدوافع وتأثيرات مختلفة، فكثير ما يشعر الشخص بتصرفات غريبة دون معرفة دوافعها، ومنها:[٤]
- تأثر الناس بكل ما يحيط بهم، وقد تبين ذلك جرّاء دراسة طلبت من المشاركين تقسيم مبلغ 10 دولارات مع شريك، فقد تضاعفت قابليتهم لجعل نصيبهم من المال أكبرعندما جلسوا في غرفة تتضمن حقيبة ومحفظة جلدية وقلم حبر مقارنة بما لو جلسوا في غرفة خالية من ذلك، ولما سُئلوا عن دوافعهم لم يذكروا محتويات الغرفة واكتفوا بالقول أنهم تصرفوا وفق ما هو منصف.
- جهل الأسباب الحقيقية وراء التصرفات، وقد تبين ذلك جرّاء دراسة أعطي فيها المشاركون حبوبًا على أنها أدوية فيما هي ليست بأدوية، وقيل لهم أنها تخفض الأعراض المرتبطة بتلقي الصدمة الكهربائية، فلما تناولوا الحبوب وافقوا على تلقي صدمة تعادل 4 أضعاف ما يمكن احتماله دون تناول هذه الحبوب، التي هي أصلًا ليس لها علاقة بالصدمة، ولما سُئلوا عن السبب أجاب ربعهم بالحبوب، وذلك عوضًا عن قولهم أن تلقي الصدمة ناجم عن عملهم في صناعة أجهزة المذياع منذ عمر مبكر.
- التصرف الأخلاقي الزائد عن الحدّ الطبيعي جرّاء وجود عين راصدة للتصرفات، فقد بينت الدراسة أن المشاركين يميلون إلى تنظيف المقصف جرّاء رؤية ملصقات صور أعين، وقد أكد المؤلفون على رمزية الأعين كونها تشير إلى التدقيق الاجتماعي، ولذلك فقد يكون هذا سبب ميل المشاركين إلى السلوك التعاوني.
المراجع
- ^ أ ب ت ث Maha Abdelwadood (18-8-2018)، "أهمية علم النفس الاجتماعي"، موثوق، اطّلع عليه بتاريخ 28-7-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب [%D9%85%D8%AD%D8%AF%D8%AB"علم النفس الاجتماعي"]، الاكاديمية البريطانية العربية للتعليم العالي، اطّلع عليه بتاريخ 28-7-2019. بتصرّف.
- ↑ الأستاذ بدر حسين (7-10-2018)، "أهمية علم النفس الاجتماعي"، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 28-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "ست حقائق في علم النفس الاجتماعي... وراء قراراتك وتصرفاتك اليومية"، sociologieinformation، 10-1-2017، اطّلع عليه بتاريخ 28-7-2019. بتصرّف.