جزيرة أنطاليا التركية

جزيرة أنطاليا التركية
جزيرة أنطاليا التركية

جزيرة أنطاليا في تركيا

تقع جزيرة أنطاليا في جنوب غرب تركيا، وتعد ميناءً لتركيا على البحر الأبيض المتوسط، وقد كانت المدينة تُعرف باسم أتاليا، وهو الاسم المذكور في كتاب أعمال الرسل على أنه الميناء الذي أبحر منه بولس وبرنابا إلى أنطاكيا، وقد تأسست في القرن الثاني قبل الميلاد على يد أتالوس الثاني الذي كان ملك بيرجاموم، وتقع المدينة على منحدر حاد مُحاط بالعديد من الآثار القديمة، مع وجود متحف أثري بارز فيها، كما تتشكل أراضيها من رواسب من الكروم والمنغنيز، وتضم أنطاليا مطارًا يعد البوابة الرئيسية للمنتجعات الساحلية في تركيا،[١]وتقع المدينة على الخريطة على خط عرض 36.91 درجة، وخط طول 30.70 درجة، وعلى ارتفاع يبلغ حوالي 61 مترًا فوق مستوى سطح البحر، كما يبلغ عدد سكانها حوالي 758,188 نسمة.[٢]


معلومات عن جزيرة أنطاليا

تعد جزيرة أنطاليا واحدة من أجمل أماكن السياحة في تركيا، وقد أُطلق عليها جنة الأرض وهي تتميز بالمناخ المعتدل وطبيعتها الخلابة، كما أنها مفضلة للكثير من السُياح حول العالم، إذ تعد رابع أكثر المدن زيارة حول العالم، وفي أنطاليا معالم السياحة الطبيعية الساحرة كالشلالات والشواطئ، وفيها معالم سياحية تاريخية، ولأن جزيرة أنطاليا تقع على الجهة الجنوبية الغربية من تركيا على سواحل البحر المتوسط، فهي تتمتع بأجمل الشواطئ مثل شاطئ لارا وشاطئ كانياليتي.

وتعدّ اسطنبول من المدن القريبة من أنطاليا؛ إذ تبعد عن مدينة أنطاليا حوالي 698 كيلومترًا، ويمكننا الذهاب من اسطنبول إلى أنطاليا بالسيارة خلال حوالي 8 ساعات ونصف، وتستغرق الرحلة بالطائرة ساعة وعشر دقائق، وتبعد أنطاليا عن أنقرة حوالي 479 كيلومترًا وتستغرق الرحلة إليها بالسيارة 6 ساعات وربع، وبالطائرة ساعة وعشر دقائق.[٣]


السياحة في جزيرة أنطاليا

تضم مدينة أنطاليا العديد من المعالم السياحية والأثرية، ومن أبرزها ما يأتي:[٤][٥]

  • متحف أنطاليا: يضم هذا المتحف العديد من المعارض التي تغطي الفترة الممتدة بين العصور الحجرية والبرونزية إلى العصر البيزنطي، إذ يقدم المعرض الموجود في قاعة الحفريات الإقليمية العديد من اكتشافات المدن القديمة، أما قاعة الآلهة فتعرض العديد من التماثيل المثيرة لحوالي 15 آلهة أولمبية والكثير منها ما زال في حالة ممتازة، كما تضم تابوتًا يعود إلى القرن الثالث الميلادي، بينما يتكون الطابق العلوي من المتحف من مجموعة من العملات المعدنية والقطع الأثرية الذهبية، بالإضافة إلى العديد من الآثار العثمانية والبيزنطية، و2000 عملة من العملات الليسية، ويقع هذا المتحف غرب منطقة كاليسي التاريخية.
  • موقع ييفلي ميناري التاريخي: يضم هذا الموقع مئذنة مميزة شُيدت من قِبل السلطان علاء الدين كيكوباد الأول خلال فترة أوائل القرن الثالث عشر الميلادي، وتعد تلك المئذنة رمزًا لمدينة أنطاليا، كما تضم مسجدًا مجاورًا للمئذنة يعود إلى تاريخ 1373م، وما يزال قيد الاستخدام، كما يوجد داخل المجمع الخاص بالموقع مركزًا للحرف يعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي، ودير ضخم يعود إلى نفس القرن الميلادي، كما يضم مقبرتين؛ تعود إحداها إلى القرن الرابع عشر الميلادي والأخرى إلى عام 1502م، بالإضافة إلى تمثال أتاتورك للفروسية الواقع في الساحة الغربية الواسعة.
  • مسجد السلطان علاء الدين كامي: يقع هذا المسجد في الأزقة الخلفية لمدينة كاليجي، وقد بدأ ككنيسة أرثوذكسية يونانية في عام 1834م، وقد حُولت إلى مسجد في عام 1958م، مع الحفاظ على السقف المطلي الأصلي في قاعة الصلاة، والزخارف النجمية المعقدة الموجودة فيها، ويمكن زيارة المسجد خلال فترة ما بعد الظهر عندما تُفتح أبوابه.
  • متحف سونا وإنان كراج في كاليسي: يعد هذا المتحف متحفًا مصغرًا للإنثوغرافيا، يقع في قصر أنطاليا الذي رُمم مؤخرًا، ويضم الطابق الثاني من المتحف سلسلة من الديوراما التي تصور بالحجم الطبيعي بعض أهم الطقوس والعادات في أنطاليا خلال الفترة العثمانية، كما تعد مجموعة سيراميك تشاناكالي الموجودة في الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية آيا يورجي من أكثر الأمور إثارة للإعجاب في المتحف.
  • مسجد تيكيلي محمد باشا كامي: بُني هذا المسجد من قِبل تيكلي محمد باشا كامي حاكم المحافظين في المدينة، وقد رُمم المسجد على نطاق واسع خلال الفترة بين عامي 1886م و1926م، من خلال إضافة النقوش العربية الجميلة، بالإضافة إلى البلاط في أعلى النوافذ وعلى طول القاعدة الخاصة بالقبة.
  • الكنيسة اليونانية: تعود تلك الكنيسة الصغيرة إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وقد جُددت في عام 2007م، وتتميز بالتصميم الداخلي الجميل، بالإضافة إلى وجود العديد من اللوحات الجدراية والزخارف المنحوتة يدويًا فيها.
  • الميناء الروماني: يقع هذا الميناء عند قاعدة منحدر كاليسي في مدينة أنطاليا، ويعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وقد استمر بالعمل كميناء حتى أواخر القرن العشرين عندما بُني ميناء جديد على بعد يبلغ حوالي 12 كيلومتر غرب المدينة، في الطرف البعيد من كونيالتي بلاجي، وقد رُمم هذا الميناء خلال فترة الثمانينات، ويعد الآن مرسى لليخوت وقوارب التنزه، ويحيط به العديد من الحدائق والمقاهي والمطاعم.
  • مركز أنطاليا للثقافة والفنون: يضم هذا المركز الثقافي المعاصر برنامجًا حيويًا للمعارض التي تغطي حياة الفنانين والأبطال المحليين، بالإضافة إلى الفنانين العالميين؛ كبيكاسو وأرهول.
  • منطقة أوليمبوس: وهي من المناطق التي يتمتع الزائر بزيارتها لما فيها من هواء نقي وبحر لطيف وطبيعة خلابة وأغلب الطلاب يذهبون إليها للتخييم.
  • منطقة كاش: وهي من الأماكن الساحلية الممتعة المميزة وتبعد كاش 190كم جنوب غرب أنطاليا وهي تجمع بين المعالم التاريخية والشواطئ الخلابة والأسواق والمطاعم التركية الشهيرة والفنادق الفاخرة ويمكن للزائر أن يمارس رياضة الغوص والإبحار والتسلق على جبالها المرتفعة الرائعة.
  • منطقة كالكان: يعود تاريخها إلى عام 3000 قبل الميلاد وقد استوطنتها الحضارة الليقية التي خلّفت معالم تدل على حضارة إنسانية وفكرية، وقد حافظت كالكان على مر التاريخ على نشاطها وحيويتها لاحتوائها على ميناء يوصف بأنّه الأكثر أمنًا.
  • منطقة سيدا: وهي واحدة من المراكز السياحية القديمة لأنّها تحتوي على آثار تاريخية مثل متحف السيدة وحمام روما.
  • منطقة فتحية: وهي تقع على بعد 200 كيلو متر جنوب غرب أنطاليا وهي مركز سياحي مشهور في تركيا خاصة في فصل الصيف ويزورها العديد من السياح من مختلف الدول الأوربية والعربية، وتتميز بتنوع طبيعتها الهادئة وبجمالها وتكون مقصدًا للسياح في أي فصل من فصول السنة ويتمتع الزائر بأنشطتها مثل الغوص والتسلق على مرتفعات الجبال والمشي على الأقدام في الأنهار والسهول والتحليق المظلي.
  • منطقة كمير: تقع جنوب مدينة أنطاليا وتتميز بالهدوء مقارنة بضجيج المدن، كما تحتوي على الكثير من المطاعم وفنادق ومرافق سياحية.
  • مدينة كاليتشي: هي مدينة تقع في قلب أنطاليا ويفوح تاريخها العريق، وتعرف بأنطاليا القديمة فهي المركز التاريخي للمدينة، وتقع في الجزء الشرقي من مدينة أنطاليا على طول الساحل البحر الأبيض المتوسط، وهي مدينة محاطة بأسوار الحجارة الضخمة ومليئة بالآثار التي تعود إلى حضارات مختلفة كالبيزنطية والعثمانية والسلجوقية والرومانية التي تركت أثرًا في المدينة وبنائها، ويوجد في المدينة العديد من المساجد القديمة، والكنائس، والحمامات التاريخية، والمنازل الخشبية المتهالكة، والمقاهي، والمحلات التجارية، ويزورها العديد من السياح لمشاهدة تاريخها الممتع والعريق القديم الغالب على آثار المدينة.[٦]


تاريخ جزيرة أنطاليا

تأسست مدينة أنطاليا في القرن الثاني قبل الميلاد كميناء بحري من قِبل ملك بيرجاموم، وقد وقعت تحت حكم الرومان بعد تسليمها لهم من قِبل خليفة الملك أتالوس الثالث، كما بُني فيها بوابة تُدعى بوابة هادريان والتي تعد بوابة رخامية مكونة من ثلاثة أقواس متماثلة، وذلك إحياءً لذكرى زيارة الإمبراطور هادريان للمدينة في عام 130م، كما كانت المدينة خلال العصور الوسطى معقلًا بيزنطيًا، ونقطة انطلاق مهمة للجيوش المتجهة إلى فلسطين خلال الحروب الصليبية، كما استولى عليها حاكم السلاجقة التركي كاي خسرو في عام 1207م، وقد أصبحت في عهده مدينة وميناءً مهمًا، وفي عام 1391م احتلها السلطان العثماني بايزيد الأول لأول مرة، وقد دمجها في الإمبراطورية العثمانية في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، وقد تأخر في جعلها جزءًا من الدولة العثمانية نتيجة الاضطراب الذي نجم في المنطقة نتيجة غزو تيمورلنك لها.

وطالبت إيطاليا بأنطاليا والمناطق الخلفية منها لتكون جزءًا منها خلال الاتفاقية الثلاثية في عام 1917م، والتي قسم الإمبراطورية العثمانية في فترة ما بعد الحرب بين كل من؛ فرنسا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، وفي عام 1919م احتلت إيطاليا المنطقة، إلا أنها طُردت منها في يوليو من عام 1921م من قِبل القوات الوطنية التركية.[٧]


المراجع

  1. "Antalya", encyclopedia, Retrieved 28-8-2019. Edited.
  2. "Where Is Antalya, Turkey?", worldatlas,2-10-2015، Retrieved 28-8-2019. Edited.
  3. "اين تقع انطاليا وكم تبعد عن اسطنبول"، www.urtrips.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-05-2019. بتصرّف.
  4. "Antalya attractions", lonelyplanet, Retrieved 28-8-2019. Edited.
  5. "10 وجهات سياحية ساحرة في أنطاليا"، www.ahlanantalya.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-05-2019. بتصرّف.
  6. ""كاليتشي" بصمة الإمبراطوريات القديمة في أنطاليا"، turkpress، اطّلع عليه بتاريخ 04-05-2019. بتصرّف.
  7. "Antalya", britannica, Retrieved 28-8-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :