تعريف الذوق
تعتبر كلمة الذوق من الكلمات الكثيرة التداول في المجتمع وهي تعني آدابُ السلوك التي تقتضي معرفة ما هو لائق أو مناسب في موقف اجتماعي معين أو مناسبة ما، وهو جزء لا يتجزء عن مكارم الأخلام التي يجب أن يتحلى بها المسلم في مجتمعه، فهو يعكس تربيته ودينه والتزامه بتعاليم تلك العقيدة والشريعة السمحاء، ولقد ذهب الكثير من علماء الاجتماع والمشايخ إلى أبعد من ذلك التعريف فرأوا أنه الفطرة التي جُبلت عليها النفس الإنسانية في طريقة ونمط حياتها، وقال ابن القيم رحمه الله عنه: (الذوق هو استعمال الخلق الجميل)، وهو أساس للخير الذي تبرز صورة العقل عليه، فعندما يستقيم تفكير الإنسان تستقيم طريقة تعامله ونهجه في طريق حياته، وهو لا يرتبط بالدين وحسب وإنما على الإنسان مهما اختلفت ديانته وعرقه ولونه أن يتسم به ويحاول ما استطاع أن يتخلق به[١].
صور للذوق العام
هنالك العديد من الصور المجتمعية الطيبة للذوق العام، وسنتناول العديد منها في هذه السطور:
- احترام الكبير وسعة الصدر وذلك يعني أن الإنسان قد يتعرض في موقف معين للإنزعاح من شخص يفوقه عمرًا فيختار أن يترفع عن الرد من باب الذوق لا من باب الضعف وقلة الحيلة.
- الامتناع عن الفحش والتفحش في الألفاظ فلقد أصبح من المتداول وكثير الاستعمال أن ينطق الإنسان بكلمات بذيئة ذات أبعاد سلبية؛ فهي تعود الشخص على تكرارها دون انتباه، أما الشخص الذي يتحلى بالذوق فيكف عنها ولا يقولها احترامًا لسمع الغير.
- الرفق بالصغير والاهتمام به ورعايته والرحمة والعطف عليه، فتلك من مكارم الأخلاق إلى جانب كونها من سمات أصحاب الذوق الرفيع.
- حسن الاستماع للغير وتجنب المقاطعة أو تعمد الإساءة لوجهات النظر الأخرى خلال الحوار، فاللحديث في المجالس آداب لا يحرص على اتباعها إلى ذو ذوق.
- الحفاظ على حقوق الطريق التي أشار إليها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من إماطة الأذى عن الطريق وغض البصر وإفساح السير للآخرين تعد اليوم شيئًا من الإتكيت والذوق، مع أن الإسلام أشار إليها قبل قرون عدة.
- احترام آداب اللباس، وكذلك تناول الطعام سواء أكان الإنسان لوحده أو مع الآخرين، فذلك من إبداء حسن الاعتبار والقدر لهم والحرص على عدم أذيتهم بصوت المضغ.
- الحرص على النظافة العامة من التطيب والتعطر والاستحمام فالمظهر العام يعكس اهتمام الإنسان بنفسه وتقديره لمن هم حوله.
- طيب النفس والكرم والجود وتجنب البخل من صفات أصحاب الذوق أيضًا[٢].
آثار الذوق على المجتمع
يعود التحلي بالذوق على الكثير من الخصال الطيبة على الفرد وعلى المجتمع ومن ذلك:
- انتقال العادة من شخص إلى آخر وذلك لأن الشيء الحَسن يُقتدى من الغير.
- الحصول على احترام الناس ونيل تقديرهم فذو الخلق يرقى بنفسه بين الناس.
- إشاعة المروءة والمودة والتآلف والاهتمام بالآخرين والحفاظ على مشاعرهم قدر الإمكان.
- نيل رضا الله عز وجل وذلك لإشاعة أمر طيب يدعو إليه الدين الإسلامي.
- القضاء على المشاعر السلبية والأحقاد والضغائن والأفكار السوداوية التي قد تنجم بين الأشخاص[٣].
- ↑ "الذوق حياة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-19.
- ↑ "مفهوم الذوق العام في الإسلام "، مصرس، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-19.
- ↑ "سلامة الذوق وأثره في الأفراد والأمة"، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-19.