بحث عن محمد نجيب

محمد نجيب

محمد يوسف نجيب هو قائد الثورة التي تدعى بثورة يوليو ضد الحكم الملكي في مصر عام 1952م، ويعد أول رئيس لمصر بعد أن أصبح نظام الحكم فيها جمهوريًا، وأصبحت تُمسمى جمهورية مصر العربية، وكان والده "يوسف نجيب" أحد الضباط المصريين في الجيش السوداني، وهو من شارك في تخليص السودان من ثورة المهدي من خلال الحملة التي سُميت آنذاك بحملة "دنقلة الكبرى"، وكانت ولادة محمد الابن في السودان بساقية المعلا التابعة للخرطوم، أما تاريخ الولادة لم يكن محددًا، ولكن التاريخ الموجود في ملفه العسكري هو 19 فبراير عام 1901م، فكانت طفولته في السودان مع والده الملقب بالبكباشي يوسف نجيب، فدرس حتى أنهى المرحلة الثانوية في السودان ليعود بعدها لمصر وينضم إلى المدرسة الحربية في العام 1917.

وبعد تخرجه من المدرسة الحربية عمل ضابطًا في الجيش المصري في السودان التي ارتبط بها ارتباطًا كبيرًا، لا سيما أنه تربى فيها وبدأ حياته كعسري فيها، ومن الجدير بالذكر أن أحد الشوارع الكبرى في العاصمة السودانية الخرطوم سُمي على اسمه حتى اليوم، فهو من رموز وحدة وادي النيل في فترة خدمته في السودان؛ إذ بقي محمد نجيب يعمل في السودان حتى العام 1924م، وعند مقتل السردار الإنجليزي في ذلك العام عاد إلى مصر، فكان إلى جانب مسؤولياته العسكرية يدرس ويحصل على الشهادات العليا، فحصل على إجازة في تخصص الحقوق في العام 1927م، وأتبعه بدراسة الدبلوم العالي في الاقتصاد السياسي بعد ذلك بسنتين، وفي العام 1939م حصل على درجة أركان حرب بعد نيله دبلومًا في الدراسات العليا بالقانون الخاص، ليبدأ بعد ذلك التحضير لرسالة الدكتوراة ولكن مسؤولياته وتنقلاته لم تتح له فرصى إتمامها.

وقد رفض محمد نجيب الأوضاع التي كانت قائمة في مصر آنذاك نتيجة الانتداب الإنجليزي، فقد شهد له التاريخ رفضه تأدية التحية العسكرية لأحد الشخصيات العسكرية المهمة للإنجليز، وكان ذلك عند مروره من أمامه في محطة مصر التي وصلها محمد نجيب سرًا قادمًا من السودان لمعاونة أهله في مصر بعد اندلاع ثورة 1919م، فروح المدافعة عن بلاده كان لها الأولوية على القواعد العسكرية وما يترتب عنها من عقوبات، فكان ممن يؤيدون قائد الثورة آنذاك "سعد زغلول"، وقد كان من أوائل من عبروا عن احتجاجهم على قرار نفي "سعد زغلول" لجزيرة سيشل، كما سجل له التاريخ موقفه في حادثة 1942م عندما حاصرت الدبابات الإنجليزية قصر الملك وتهديده حتى يعيد "مصطفى النحاس" لرئاسة الوزراء أو يتنازل عن عرشه، فقدم نجيب استقالته وأبدى الاستياء من التدخل الإنجليزي في شؤون مصر الداخلية، ولكن الملك آنذاك رفض استقالته وأعاده للجيش، وأخيرًا بقي الحديث عن مشاركة محمد نجيب في حرب فلسطين، وتوليه رئاسة مصر بعد ثورة الضباط الأحرار. [١]


ثورة الضباط الأحرار

شارك أركان حرب محمد نجيب في حرب فلسطين، فكان مساعده عبد الحكيم عامر في الوحدة العسكرية التابعة لنجيب، فبدأت علاقته مع الضباط الأحرار الذين كان يقودهم جمال عبد الناصر نزداد، والضباط الأحرار أُطلق على تنظيم يضم ضباطًا في سن الشباب من المصريين، فتنظيمهم يسعى لإيجاد قائد يتقبله الجيش المصري، وبالتالي يكون هو من يمثل الشعب كقائد لعموم البلاد، ومن ضمن الشخصيات المرشحة لهذه المهمة الصعبة هو محمد نجيب، ووقد وقف ضد الملك فاروق بعد حادثة حريق القاهرة في العام 1952م، واستبدال الملك اللواء "حسين سري عامر" قائدًا للحدود وسلاحها عوضًا عنه، ومما زاد شعبيته نجاحه في انتخابات نادي الضباط المصريين كتحدٍ للملك فاروق آنذاك، ورفض أيضًا تعيين اللواء حسين في مجلس الإدارة التابع لنادي الضباط بعد فوزه، فقرر الملك حل النادي ومنع المساعدات المالية عنه، مما دفع نجيب للمزيد من التحريض ضد الملك وأصر أن يطاح به.

بعد حالة الاحتقان بين الضباط الأحرار وقيادة البلاد الملكية تأكد محمد نجيب من شقيقه " علي نجيب" القائد عسكري لحامية القاهرة، عن مكان مؤتمر رئاسة أركان القيادة، فما كان من المقدم" يوسف صديق" إلا التقدم باتجاه مقر المؤتمر ومحاصرة القادة واعتقالهم، وذلك بالتزامن مع سيطرة الضباط الأحرار على مقرات الحكومة الهامة، وإعلان الضابط أنور السادات البيان الأول لإنهاء فترة الملكية في مصر، وفي تاريخ 18 تموز من العام 1953م أعلن محمد نجيب انتهاء النظام الملكي في مصر وقيام الجمهورية العربية المصرية، وأنه هو من يرأس البلاد ومجلس القيادة التابع للثورة، مما عزز التفاف المصريين حوله لدعمه للجيش وعدّه النظام الديمقراطي الذي يمثل الشعب. [٢]


الإطاحة بمحمد نجيب

تولى محمد نجيب قيادة مصر وأصبح رئيس الجمهورية العربية المصرية في العام 1952م، وكان أول ما أراد تحقيقه هو عودة الجيش إلى ثكناته العسكرية والعودة للنظام النيابي واستقرار الأوضاع، فأصبحت شعبية نجيب عند جميع فئات الشعب كبيرة ولها صدى واسع في معظم الأراضي المصرية، وعلى ما يبدو أن ذلك لم يكن محببًا لدى بعض الضباط الذين شاركوه بالثورة ضد الملك فاروق والإطاحة بالنظام الملكي، فما كان منهم إلا أن أطاحوا به بقيادة الضابط المصري " جمال عبد الناصر"، ووضعوه في إقامة جبرية في العام 1954م؛ إذ بقي هو وأسرته مدة 30 عامًا بعيدًا عن أي تدخلات سياسية، فمنع من الخروج أو مقابلة أي أحد خارج حدود أسرته، وكذلك بدأ اسمه وحياته تُمحى من تاريخ مصر. [٣]


المراجع

  1. "اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية"، naguib.bibalex، اطّلع عليه بتاريخ 6-7-2019. بتصرّف.
  2. "محمد نجيب.. مأساة رئيس منسي تلخّص حلما مصريا موؤودا"، aljazeera، 19-2-2019، اطّلع عليه بتاريخ 6-7-2019. بتصرّف.
  3. "حدث في مثل هذا اليوم: عبد الناصر يطيح باللواء محمد نجيب"، ahdath، اطّلع عليه بتاريخ 6-7-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :