بحث حول البيبليوغرافيا

البيبليوغرافيا

الببليوغرافيا من الكلمات الأوروبية القديمة التي استحدثت إلى اللغة العربية وعُرّبت في العصر الحديث، وهي كلمة يونانية الأصل مركبة من كلمتين البيبليو وتعني الكتاب، وغرافيا وتعني يكتب، فيصبح معناها الإصطلاحي الكتابة والتأليف عن الكتب، وهذا ما يفسر كون مفهوم الببليوغرافيا عند ظهورها في القرن السابع عشر اقتصر على أنها تُشير إلى نسخ الكتب فقط، ثم بدأ التحول تدريجيًا في مفهومها بعد ذلك إلى أن أصبحت تعني الكتابة عن الكتب، ويقصد بالبيبليوغرافيا اصطلاحًا أنها إعداد وتصميم القوائم المتسلسلة بنظم معينة، يُلَمُّ من خلالها بالمواد والأعمال المكتوبة سواءً أكانت علميةً أم إنسانيةً أو في أي مجال آخر، فيكون محتواها المواد الخاصة بالمؤلف والناشر والبلد والمواضيع والعنوانين وغيرها، بحيث تجيب الببليوغرافيا عن الأسئلة المتعلقة بالمحصول الفكري، كعدد مؤلفات أحد الكتّاب وأسماء مؤلفاته، وكل ما جد من جديد في موضوع ما، كذلك الاستفسارات بخصوص دور النشر والفترات الزمنية التي نُشِرَت فيها كتب معينة، فكل الإجابات تتكفل الببليوغرافيا بالإجابة عنها، أما عن المصطلحات المعربة والألفاظ العربية التي تُستخدم للدلالة على ما يكتب عن الكتب والمؤلفات فهي كثيرة، ومن هذه المصطلحات[١]:

  • الفهرس: يسمى أيضا بالفهرست، وهو الجزء المكتوب الذي يحتوي فيه أسماء الكتب مرتبةً وفق تسلسل ونظام معينين، مثل: الفهرست لابن النديم
  • الوراقة: وهى مهنة صناعة الورق للكتابة ونسخ الكتب عليها، ثم بيعها والتجارة فيها، وبالرغم من أن البعض استخدمها كمرادف لكلمة ببليوغرافيا، إلا أن هذا المفهوم يختلف إلى حد ما بمفوم الببليوغرافيا، ولم يُكتب له القبول والانتشار.
  • المعجم: وهو الكتاب الذي يضم فيه الكلمات المرادفة لبعضها أو الكلمات مختلفة اللفظ لكنها ذات معنى واحد، مثل: معجم لسان العرب.
  • النشرة: وصف صغير يوجز في طرح موضوع كبير بكافة جوانبه، مثل: النشرات العربية المطبوعة للتربية والثقافة والعلوم.
  • الدليل: وهو المفتاح الذي يُستدل من خلاله عند البحث عن موضوع ما، ويُشار إليه كأحد أعمال الببليوغرافيا، مثل: دليل المطبوعات.


فوائد الببليورافيا

يُمكن للببليوغرافيا أن تحقق الفوائد الآتية[١]:

  • توجِّه الباحثين على مصادر مرجوة في بحثهم عن موضوع البحث.
  • تؤمن للباحث حرية الاختيار بين مصادر موضوع بحثه التي يرغب بها، كذلك تُطلعه على مصادر جديدة لم يحسب لها الباحث في باله حسابًا.
  • توفر إمكانية التحقق من معلومات والمعطيات من خلالها، ما إن كانت صحيحةً لاستكمال البحث أم غير ذلك.
  • الببليوغرافيا هي مفتاح أبواب مصادر المعرفة والمعلومات، وهي توفر الجهد والوقت لإنجاز الباحث لبحثه وبشكل أسرع وأشمل وأدق.


أصناف الببليوغرافيا

تُقسم الببليوغرافيا إلى ستة أبواب، كل باب يضم عدة أنواع، والأبواب الرئيسة تُقسم لما يأتي[٢]:

  • الباب الوظيفي: ويتمثل بالطبيعة الوظيفية المنشودة للببليوغرافيا، كفهارس المكتبات.
  • الباب المكاني: ويتمثل بارتباط طبيعة المكان بالببليوغرافيا، كالببليوغرافيا العالمية والببليوغرافيا الإقليمية.
  • الباب الزمني: يرتبط بالمؤلفات على اعتبارها مراجع أم مؤلفات جارية، كالببليوغرافيا الراجعة.
  • المجال الموضوعي: وهنا تربط الببليوغرافيا المؤلفات بناءً على تشابه الموضوعات فيما بينها، فمنها العلمية والأدبية وغير ذلك، كالببليوغرافيا المتخصصة.
  • باب المعالجة: مثل الببليوغرافيا الحصرية والببليوغرافيا التحليلية، اللتان تهتمان بتحليل وتقديم وتحقيق المراجع والمؤلفات.
  • الببليوغرافيا المرتبطة بأمور أخرى كالهيئات الناشرة، والمؤلفين، واللغات.


الأعمال الببليوغرافية العربية القديمة

بدأ العرب والمسلمون يولون الاهتمام بالببليوغرافيا منذ القرون الأولى من تاريخ الدولة الإسلامية، وترجع أسباب ذلك إلى[٣]:

  • توسع حركات التأليف والترجمة خصوصًا لعلوم السابقين.
  • انتشار استخدام الورق وكثرة النساخين وانتشار مهنة الوراقة.
  • تشجيع الخلفاء والأمراء ودعمهم للعلم والعلماء.


نماذج من الأعمال الببليوغرافية العربية القديمة

أما النماذج عن المؤلفات الببليوغرافية العربية القديمة فهي[٤]:

  • الفهرست لابن النديم: الفهرست هو أول عمل ببليوغرافي عربي مستقل ومنظم وشامل يجمع الكتب المؤلفة والمترجمة، إذ حصر ابن النديم فيه المخطوطات والمؤلفات منذ بدء العلوم وصولًا إلى زمانه في القرن العاشر للميلاد، وقسَّم كتابه الفهرست لعشرة أبواب يُسمى كل باب مقالةً، بعد ذلك قسَّم كل باب إلى ثلاثة وثلاثين فنًا، أما عن منهجه فقد اتبع طريقًا منظمًا في الترتيب والوصف، فكان يُعرِّف بكل علم من العلوم ثم يُترجم المؤلفين الذين صنفوا في ذلك العلم، ثم يسرد أسماء كتبهم، مع إعطاء وصف لكل كتاب.
  • مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم للطاشكبري زادة: كتاب موسوعي يحتوى مقدماتٍ وافيةً عن تاريخ العلوم وتصنيفها، وهو من التراجم النادرة النفيسة، إذ جمع فيها أسماء الكتب المؤلفة في أنواع العلوم في عصره مع تراجم مختصرة للمؤلفين.
  • كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة: كتاب ببليوغرافي جامع، يُعد أشمل الأعمال الببليوغرافية الإسلامية، فقد جمع فيه أكثر من أربعة عشر ألفًا من الكتب العربية والفارسية والتركية.


الببليوغرافيات العربية الحديثة

تطورت أعمال الببليوغرافيا في الوطن العربي في العصر الحديث تطورًا لافتًا للنظر، خصوصًا بُعيد الحرب العالمية الثانية، فكانت من أولى الأولويات لدى المؤسسات والهيئات ودور النشر والأفراد، فكانت درجة الاهتمام بها كبيرةً، ذلك كون العمل الببليوغرافي أهم الوسائل التي تقوم على المحافظة على التراث الثقافي العربي، والتعريف بماهيته وأصله وأبعاده التاريخية، واتسع حجم الأعمال الببليوغرافية العربية نتيجةً لاتساع مجال النشر والتأليف الحديث في الدول العربية، وضرورة تواجد الأعمال الببليوغرافية التي تُعرف بالإنتاج الفكري وتوصل إليه، إضافةً لتأسيس الهيئات الثقافية والببليوغرافية والمنظمات على المستوى العربي، فاهتمت أيضًا بإيضاح النتاج الفكري لكل دولة عربية على حدة، ثم تصديرها للمكتبات الوطنية في مختلف الدول، ليبقى الفكر العربي محفوظًا في طيات التاريخ[٥].


المراجع

  1. ^ أ ب "الببليورافيا"، علم المكتبات والتوثيق، اطّلع عليه بتاريخ 16-4-2019.
  2. "الببليوغرافيا: مفهومها، مناهجها،أنواعها "، مغرس، اطّلع عليه بتاريخ 16-4-2019.
  3. "مفهوم الببليوغرافيا عند ابن النديم في كتابه الفهرست -. رحيم حلو محمد البهادلي-جامعة البصرة"، تاريخ المغرب، اطّلع عليه بتاريخ 16-4-2019.
  4. "نشأة علم الببليوغرافيا عند المسلمين : محاولات مبكرة سبقت ابن النديم ومهدت لفهرسته "، الحياة، اطّلع عليه بتاريخ 16-4-2019.
  5. "نبذة عن علم الببليوغرافيا"، الحوار المتمدن، اطّلع عليه بتاريخ 16-4-2019.

فيديو ذو صلة :