الفرق بين المنهج والمنهجية

الفرق بين المنهج والمنهجية
الفرق بين المنهج والمنهجية

المنهج

المنهج فـي اللغة هو عبارة عن السبيل الواضح البيّن الذي لا لبس فيه، أما بمفهومه العام فقد عُرّف المنهج بأنه مجموعة المراحل والخطوات المنظمة والمنسقة فيما بينها، والتي تكوّن عند ارتباطها طريقًا متبعًا يؤدي إلى الغرض النهائي المطلوب، وهذا التعريف الواسع ذو اشتمال ينطبق على مفهوم المنهج في كل زمان ومكان، إذ كان من الصعب فيما مضى الاتفاق على تحديد معنى واضح له ليكون صالحًا لكل زمان ومكان، ذلك لأنه مصطلح يجمع بين تعاريف متنوعة ومعانٍ متعددة، ارتبطت بالتطورات التي سادت الفكر البشري.[١]


المنهج القديم والمنهج الحديث

مفهوم المنهج القديم

عُرّف المنهج قديمًا على أنه المحتوى الذي يتعلمه الأفراد، إذ يتضمن هذا المحتوى كافة المعلومات، والمصطلحات، والمفاهيم، والحقائق المنظمة في العديد من المواد والمساقات الدراسية، والتي تُوزّع على مراحل وفترات زمنية متعددة، وفيما يأتي بعض السلبيات والمآخذ على المناهج المعتمدة قديمًا: [٢]

  • عدم وجود روابط وثيقة بين المواد الدراسية الممنهجة ورغبات الأفراد وميولهم.
  • الاهتمام بالجوانب المعرفية فقط دون الاهتمام بأي من النواحي الأخرى.
  • الاهتمام بالجوانب النظرية على حساب الجوانب العملية.
  • غياب الاهتمام بالنشاطات المنهجية واللامنهجية، إذ تقع هذه النشاطات على هامش المواد الدراسية.
  • وضع قيود على النمو المهني للمعلم.


مفهوم المنهج الحديث

ظهر هذا المفهوم الحديث كرد فعل ناشئ عن السلبيات المعقدة التي وجهت إلى المفهوم القديم للمنهج، فالمنهج الحديث هو جميع الخبرات التربوية والتعليمية التي تهيّئها الهيئة التدريسية أو اللجنة التعليمية للفرد داخل أي مؤسسة وخارجها، لغرض مساعدتهم على التكامل في النواحي جميعها وتعديل توجهاتهم، ويستند المفهوم الحديث للمنهج إلى نقاط أساسية عدة، منها:[٢]

  • يلقي بالمسؤولية الأكبر على الهيئات التعليمية بالدرجة الأولى.
  • يهتم المنهج الحديث بصقل الجوانب الشخصية لدى الطالب، ويهتم بنموه الشامل المتوازن بالإضافة إلى الاهتمام بتعلمه للجانب العلمي والمعرفي.
  • المنهج الحديث ذو طابع مرن يمكن أن ينسجم مع أي تعديل وتغيير بناءً علـى ما يستجد فـي مجال المعرفة والعلم من اكتشافات ونظريات.
  • يكسب الطلبة مهارات كثيرة متنوعة للتعامل مع المشكلات التي قد تعترضهم أثناء حياتهم العملية والنظرية.
  • تتنوع طرق ووسائل وأساليب التدريس بتنوع خبرات المنهج.


المنهجية

المنهجية هي الطريقة التي تهتم بتحديد الهيكل العام لكل علم، وبتحديد الطريقة التي يتشكل ويتمظهر بها أي فرع من العلوم، فهي العلم الذي يبحث في مناهج البحث العلمي والطرق العلمية الت يستخدمها العلماء والباحثون من أجل الوصول إلى الحقيقة، وتختص المنهجية بدراسة الطرق التي تتيح الوصول إلى معرفة علمية للأشياء والظواهر.

أمّا المنهج فهو خلاصة الإجراءات والعمليات الذهنية التي يتبعها الباحث، وذلك لإظهار حقيقة الأشياء أو الظواهر التي يدرسها، كما أنّ المنهجية بمفهومها الواسع يمكن أن تعرف بنهج أو طريق فلسفي، بمعنى أنها فكر سائد ومجمع على صحته في مجال ما، وهي تقوم على ثلاثة مبادىء أساسية، هي:[٣]

  • مبدأ إثبات القيمة العقلية مع الأفكار السابقة.
  • مبدأ التصور النظري للهيكلية المراد العمل بها.
  • مبدأ التحقق التحليلي.

تتجسد هذه المبادىء في سبع مراحل :

  • مرحلة تحديد المشكلة المراد حلها.
  • مرحلة جمع المعلومات حول المشكلة.
  • مرحلة تحديد حجم البحث وأبعاده.
  • مرحلة بناء النموذج التحليلي المناسب للبحث.
  • مرحلة فرز المعلومات الواردة وتصنيفها.
  • استنتاج المعلومات المطلوبة ضمن خطة الصياغة النهائية.
  • الخلاصة.


أنواع المنهجية

تتمثل أنواع المنهجية بما يأتي:[٤]

  • المنهجية الحسية: وهي مجموعة العلوم والمعرفة التي تحصل عليها الإنسان من خلال الملاحظة البسيطة بواسطة حواسه الجسمية المجردة.
  • المنهجية الفلسفية التأملية: وهي مجموعة العلوم والمعرفة التي تحصل عليها الإنسان بواسطة التفكير والتأمل الفلسفي لمعرفة الأسباب البعيدة للظواهر والأمور.
  • المنهجية التجريبية: وهي العلوم والمعرفة التي تتحقق على أساس الملاحظات العلمية المنظمة والمقصودة للظواهر، والأشياء والأمور ووضع الفروض واستخراج النظريات العامة والقوانين العلمية الثابتة واكتشافها.


وظيفة المنهجية

إن أهمية المنهجية تنبثق من خلال الوظائف التي تؤديها على النحو الآتي:[٤]

  • وظيفة التحليل والتفسير: إنّ الغاية الأولى التي ينشدها العلم هي اكتشاف القوانين العلمية العامة وقولبتها للظواهر والأحداث المتشابهة والمترابطة من أجل الخروج بتفسير علمي لها، وذلك عن طريق التصنيف والتحليل بواسطة مختلف الفرضيات العلمية، وإجراء تجارب علمية تصل في النهاية إلى القوانين العلمية الموضوعية العامة والشاملة لتفسير هذه الظواهر والوقائع والأحداث.
  • غاية الضبط والتحكم: هي من الوظائف الأساسية المهمة للمنهجية، فهي تهدف إلى الوصول إلى التحكم العلمي بالظواهر والأحداث من أجل السيطرة على مجرياتها وتوجيهها واستغلال النتائج لخدمة الإنسانية.
  • غاية التنبؤ: وتتعلق هذه الغاية بالتعرف على سبل سير الأحداث والظواهر الطبيعية والاجتماعية بهدف التأثير عليها وأخذ الاحتياطات والإجراءات العلمية لتفادي آثارها السلبية على الإنسانية ، والأمثلة على ذلك التنبؤ بموعد خسوف القمر وكسوف الشمس، ومعرفة تقلب الرأي العام سياسيًّا.


القانون

إنّ لمفهوم القانون عدة معانٍ حسب المجالات المرتبطة به، فهو بمفهومه الاجتماعي مجموعة القواعد والأسس التي تضبط السلوك والعلاقات بين الناس في المجتمع، والتي يؤدي مخالفة العمل بها إلى سبيل العقاب على المخالف وبالقوة إذا احتاج الأمر هذا، أما القانون بفهومه العلمي فهو مجموعة المعادلات والمسلمات التي ترتبط مع بعضها لتبين تفاسير خواص ومسارات الطبيعة وظواهرها والأجسام بحسب حالتها، وبمفهومه الفلسفي هو الحق والعدل والميزان، وتُدرّس علوم القانون بكل أشكالها في الجامعات والكليات، وبالتالي إنّ القانون يمثل العلم والفن في آن واحد، فهو فرع من فروع العلوم كونه يهدف إلى استنباط من ملاحظة الوقائع والظواهر تفسيراتها النهائية، وهو فن يتجسد في تطبيقات معارف علمية مكتسبة على أرض الواقع من أجل إعداد قوانين ملائمة.[٥]


المراجع

  1. خالد حسين، "المنهج .. مفهومه وأسسه العامة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2019.
  2. ^ أ ب "الفرق بين المنهج القديم والحديث"، مداد، 2007-11-08، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2019.
  3. "تعريف المنهجية"، المرجع الالتكتروني للمعلوماتية، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2019.
  4. ^ أ ب "أنواع منهجية البحث العلمي"، المنارة للاستشارات، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2019.
  5. "قانون"، المعرفة، 17-4-2015، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2019.

فيديو ذو صلة :