محتويات
الالتهاب الرئوي
يشير الالتهاب الرئوي عمومًا إلى حصول التهاب داخل الفراغات الهوائية الخاصة بالرئتين بسبب التعرض لأحد أشكال العدوى البكتيرية، أو الفيروسية، أو حتى الفطرية، ويصنف خبراء الصحة الالتهاب الرئوي إلى عدة أنواع بناةً على خصائص مختلفة؛ فمنهم مثلًا من يصنف الالتهاب الرئوي بناةً على طريقة انتقاله إلى نوعين أساسين، هما الالتهاب الرئوية المكتسب من المجتمع والالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى، بينما هنالك خبراء آخرون خبراء آخرون يصنفون المرض بناءً على نوعية العدوى التي أدت إليه، مثل الاتهاب الرئوي البكتيري، أو التهاب الرئوي الفيروسي، أو الالتهاب الرئوي الفطري، ومن النادر أن يصنف الخبراء المرض إلى التهاب رئوي حاد وآخر مزمن، لكن هذا لا يعني أن المرض لا يُمكن وصفه بالحاد أحيانُا؛ فالالتهاب الرئوي مشهورٌ بخطورته على الصحة، خاصة عند الكبار بالسن والأفراد الذين يُعانون أصلًا من ضعف في الجهاز المناعي؛ إذ تشير التقارير إلى وفاة 50 ألف شخص بهذا المرض سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية[١].
أعراض وعلامات الالتهاب الرئة الحاد
يتسبب الالتهاب الرئوي في البداية بظهور أعراضٍ شبيهة بأعراض الزكام أو نزلة البرد، وقد يشكوا المريض من الأعراض الآتية أيضًا[٢]:
- نغير لون الجلد إلى اللون الارجواني بسبب قلة الأكسجين في الجسم.
- السعال الذي يُصاحبه الكثير من البلغم.
- آلام الصدر التي تزداد حدتها عند أخذ نفسٍ عميق.
- الشعور بالارتباك، خاصة عند الكبار بالسن.
- الإحساس بالتعب والارهاق.
- القشعريرة وارتجاج الجسم.
- تسارع في ضربات القلب.
- الحمى وارتفاع الحرارة.
- تسارع في التنفس.
- آلام العضلات.
- الإسهال.
- التعرق.
- الصداع.
- فقدان الشهية عند المريض. [٣]
- الغثيان والقيء، سيما عند الأطفال الصغار. [٣]
أسباب الإصابة بالتهاب الرئة الحاد
يحدث الالتهاب الرئوي كما ذكرنا سابقًا نتيجة التعرض لمثيرات الحساسية التي تسبب الالتهاب الأكياس الهوائية الصغيرة في الرئتين، مما يسبب صعوبة مرور الأكسجين عبر الحويصلات الهوائية للوصول إلى مجرى الدم، وقد تشمل مسببات التهاب الرئة أيضًا ما يأتي[٤]:
- الأدوية: إذ تسبب مجموعة متنوعة من الأدوية التهاب الرئة بما في ذلك بعض المضادات الحيوية وأنواع عديدة من أدوية العلاج الكيميائي بالإضافة إلى أدوية تنظيم دقات القلب، كما أن تناول جرعة زائدة من الأسبرين يمكن أن يسبب التهاب الرئة.
- الفطريات والفيروسات والبكتيريا: تسبب بعض أنواع البكتيريا والفطريات والفيروسات التهاب الرئة، وهي تشمل ما يلي:[٥]
- التهاب ذات الرئة البكتيري: إن السبب الأكثر شيوعًا للالتهاب الرئوي البكتيري بكتيريا العِقْدِيَّةُ الرِّئَوِيَّة، بيد أنه ثمة أنواع أخرى من البكتيريا المسببة لهذا المرض مثل؛ المَفْطورَةُ الرِّئَوِيَّة، والمُسْتَدْمِيَةُ النَّزْلِيَّة، والفَيلَقِيَّةُ المُسْتَرْوِحَة.
- التهاب ذات الرئة الفيروسي: يحدث التهاب ذات الرئة الفيروسي أساسًا جراء الإصابة بفيروسات الجهاز التنفسي المختلفة، مثل؛ فيروسات الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي. ويكون التهاب ذات الرئة الفيروسي في معظم الأحيان أخف شدة من لتهاب ذات الرئة البكتيري، وغالبًا ما تتحسن الأعراض عند المريض بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع دون علاج.
- الالتهاب الرئوي الفطري: تسبب الفطريات الموجودة في التربة أو فضلات الطيور أحيانًا الالتهاب الرئوي عند الناس، سيما عند الأفراد الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، وتتضمن قائمة الفطريات المسببة للالتهاب الرئوي كلًا من فطريات المتكيسة الرئوية الجؤجؤية، وفطريات المستخفية، وفطريات ذات النوسجات.
- العلاجات الإشعاعية: يخضع البعض للعلاجات الإشعاعية في الصدر، مثل حالات سرطان الرئة والثدي مما قد يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي، كما يمكن أن يحدث هذا أيضًا عند تعريض كامل الجسم للعلاج الإشعاعي مثل حالات زراعة نخاع العظم.
وقد تزيد بعض العوامل من فرصة الإصابة بالتهاب الرئة والتي تتضمن بعض المهن أو الهوايات بما في ذلك[٦][٤]:
- الزراعة: إذ يتعرض المزارعون العمال في المزارع بشكل كبير إلى الرذاذ والمبيدات الحشرية، بالإضافة إلى استنشاق الجسيمات الصغيرة المحمولة داخل القش عند نقله من مكان لآخر، مما يسبب التعرض للالتهاب الرئوي المهني، ويمكن أن يسبب استنشاق جزيئات العفن أثناء حصاد الحبوب والتبن التهاب الرئة أيضًا.
- التعامل مع الطيور: غالبًا ما يتعرض الأشخاص الذين يتعاملون مع الدواجن أو الأشخاص الذين يربون الطيور للريش أو الفضلات ومواد أخرى يمكن أن تسبب التهابًا رئويًّا.
- أحواض المياه الساخنة: تحتوي هذه الأماكن على العديد من الكائنات الدقيقة والعفن الذي يتراكم بسبب وجود الرطوبة والبيئة الدافئة، ويؤدي استنشاقها إلى الإصابة بالتهاب الرئة.
مضاعفات الالتهاب الرئة الحاد
يُصاب الكثير من الأفراد بمضاعفات الالتهاب الرئوي حتى بعد تلقيهم للعلاج، ومن بين هذه المضاعفات ما يلي[٧]:
- تجرثم الدم: يؤدي وصول البكتيريا إلى الدم من الرئتين إلى انتشار أوسع للعدوى في أعضاء أخرى من الجسم.
- صعوبات تنفسية: يحتاج بعض المصابون بالالتهابات الرئوية الحادة إلى الذهاب إلى المشفى لاستعمال جهاز التنفس الاصطناعي لمساعدتهم على التنفس أحيانًا.
- تراكم السوائل حول الرئتين: يتسبب التهاب الرئة في دفع السوائل إلى التجمع داخل الفراغات الضيقة في طبقات الرئة والتجويف الصدري، وقد تصل العدوى التنفسية إلى هذا السائل أيضًا ليُصبح من الضروري تصريف السائل من الصدر عبر إجراء عملية جراحية خاصة بذلك.
- تقيّح الرئة: يلجأ الأطباء إلى استخدام المضادات الحيوي للتخلص من التقيّح المتراكم داخل الرئة، وقد يلجأ البعض كذلك إلى إجراء العمليات الجراحية لتصريف القيح خارج الرئة أيضًا.
علاج التهاب الرئة الحاد
إن الوقاية دائمًا تكون خيرًا من العلاج، لذا فمن المهم تجنب مصادر تهيج الأكياس الهوائية في الرئة، أو ارتداء الأقنعة التي تغطي الفم والأنف عند التعرض لكل من الطيور أو العفن من أي نوع أو أي من المواد الكيميائية[٦]، ويتوقف علاج الالتهاب الرئوي على نوع وشدة المرض، لكن يُمكن ذكر أبرز الأساليب العلاجية الخاصة بهذا المرض على النحو الآتي[٨]:
- علاجات المشفى: يُصبح من الضروري نقل المصاب إلى المشفى عند الشك بإصابته بالتهاب رئوي حاد أو شديد للغاية، وعادةً ما يبدأ الأطباء والممرضون بمراقبة معدل التنفس، ودرجة الحرارة، ومعدل دقات القلب عند المصاب، ثم يبدؤون بإعطائه العلاجات المناسبة، التي قد يكون من بينها الآتي:
- المضادات الحيوية عبر الوريد.
- العلاجات التنفسية، التي قد تتضمن حقنًا مباشرةً للأدوية داخل الرئتين أو تعليم المريض تمارين تنفسية محددة لمساعدته على التنفس بأريحية.
- العلاج بالأكسجين، الذي يهدف إلى تزويد جسم المصاب بكمية مناسبة من الأكسجين عبر وضع قناع الأكسجين فوق وجهه أو أنبوب الأكسجين داخل أنفه.
- الأدوية: يصف الأطباء مضادات حيوية، أو مضادات فيروسية، أو مضادات فطرية لعلاج الالتهاب الرئوي، وهذا يعني أن الأمر يتوقف برمته على نوع العدوى التي تسببت بحصول المرض، وفي حال كانت العدوى المتسببة بالمرض هي عدوى بكتيرية، فإن الطبيب قد يصف مضادات حيوية تؤخذ عبر الفم، وقد يلجأ كذلك إلى وصف أدوية لتخفيف حدة الألم والحمى؛ كالاسيتامينوفين والايبوبروفين.
- العلاجات المنزلية: يجب على المصاب بالالتهاب الرئوي أن يأخذ الأدوية التي وصفها الطبيب لعلاج المشكلة ضمن الجرعات الصحيحة وفي مواعيدها المناسبة، كما يجب عليه الالتزام بالراحة وعدم الذهاب إلى المدرسة أو العمل حتى تتحسن حالته المرضية، وعادةً ما ينصح الأطباء هؤلاء المرضى بشرب الكثير من السوائل أيضًا.
وقد ينطوي العلاج في بعض الحالات أيضًا على استخدام الستيرويدات القشرية، وهي الأدوية التي تساعد في الحد من الالتهاب في الرئتين من خلال إضعاف الجهاز المناعي، ومع ذلك فإن إضعاف الجهاز المناعي ليس بالأمر الجيد إذ يعرض الشخص للمزيد من المخاطر والالتهابات أو هشاشة العظام، لذا قد يكون هذا العلاج خطيرًا[٤].
مراجع
- ↑ Charles Patrick Davis, MD, PhD (17-8-2018), "Pneumonia"، Medicine Net, Retrieved 15-4-2019. Edited.
- ↑ Judith Marcin, MD (27-11-2017), "What you should know about pneumonia"، Medical News Today, Retrieved 15-4-2019. Edited.
- ^ أ ب "Pneumonia Symptoms and Diagnosis", lung, Retrieved 2019-9-18. Edited.
- ^ أ ب ت "Pneumonitis", mayoclinic,9 - 3 - 2018، Retrieved 17 - 6 - 2019. Edited.
- ↑ "Everything You Need to Know About Pneumonia", healthline, Retrieved 2019-9-18. Edited.
- ^ أ ب Stephanie Watson (20 - 4 - 2017), "Pneumonitis: Symptoms, Types, and More"، healthline, Retrieved 17 - 6 - 2019. Edited.
- ↑ "Pneumonia", Mayo Clinic,13-3-2018، Retrieved 15-4-2019. Edited.
- ↑ Timothy J. Legg, PhD, CRNP (31-5-2017), "All About Pneumonia and How to Treat It Effectively"، Healthline, Retrieved 15-4-2019. Edited.