أين توجد مدينة عنجر

مدينة عنجر

هي المدينة الأثرية الوحيدة المُتبقية من العصور الأموية في لبنان والشرق الأوسط في العموم، ويعود اسمها للعين المتفجرة عند سفوح الجبال في تلك المنطقة (عين جرّا)، بناها في القرن الثامن الميلادي الخليفة الوليد بن عبد الملك الأموي في عام 715 ميلادية، واستعمل المهندسين البيزنطيين في بنائها التيجان والأعمدة مما تبقى من آثار العمارة البيزنطية والرومانية في المقالع المُجاورة لعنجر، وقد عُرف عن هؤلاء المهندسين معرفتهم الوثيقة بتاريخ العمارة الرومانية والإغريقية القديمة، إلا أن تلك العمارة التاريخية لم تدم فقد هدمها الخليفة مروان الثاني خلال معركة قامت قرب عنجر سنة 744 هجرية في القرن الرابع عشر، وأصبحت المدينة عبارة عن آثار مُهدمة مهجورة ومطمورة في الطين والمستنقعات لتاريخ 1943 حين قررت وزارة السياحة اللبنانية إعادة ترميم آثار عنجر والتنقيب عن آثارها.[١]


موقع مدينة عنجر

تقع مدينة عنجر في لبنان في مُحافظة البقاع، تحديدًا على الطريق التي تربط ميناء بيروت ودمشق على سفوح جبل لبنان في منطقة مجدل عنجر وينابير عين جر التي أُخذ منها اسم عنجر، وقِيل بأن الخليفة الوليد هو الذي أمر ببنائها إلا أن بعض الأقاويل تُرجح ابن الخليفة العباس لبناء عنجر، لكن الآثار تُثبت بأن المدينة هُدمت قبل الانتهاء من بنائها كاملةً مع نهاية الحكم الأموي، وأثبتت الدراسات الأثرية بأن الأحجار المستخدمة في بناء المدينة أُخذت من مقالع تُسمى بكامد اللوز قريبة من موقع البناء، وهي مقالع لبقايا الآثار الرومانية والبيزنطية كما أشرنا سابقًا، يُقال بأن هذا هو سبب هدم المدينة بسهولة، إذ أن الأحجار كانت قديمة وصغيرة الحجم وغير مصقولة جيدًا فذلك أدى لعدم تماسها وثباتها، وأن بعض الأعمدة طويلة جدّا وقواعدها غير ثابتة وصغيرة، وأن الأرض المبنية فوقها المدينة رطبة ورخوة ولا تحتمل بناء مبانٍ ثقيلة وصروح فوقها فتهتز وتقع من أقل هزة أرضية أو أحداث قاسية حصلت بجانبها فيما سبق كما الحرب التي رُجحت أن المدينة تهدمت بسببها.[٢]

ومن خلال عدة نقوش متفرقة على الأحجار عُرف بأن العاملين في بناء المدينة كانوا من سجناء الحرب البيزنطية، بالإضافة إلى عمال نسطوريين جاء بهم من شمال العراق للعمل بالبناء، كما وُجد صحائف من ورق البُردى في صعيد مصر كُتبت باللغة الإغريقية تُثبت سنوات بناء المدينة ونقوش باللغة العربية على أسوار المدينة عبارة عن كلمات دينية وأسماء أشخاص تعود إلى العصور الأموية عام 741، كما وُجدت في المدينة على مساحات شاسعة فارغة لم يُعرف ماذا حلّ بها لكن العلماء وضعوا لها احتمالان أحدهما أن المدينة لم يُكمل بنائها وهُدمت قبل الإنتهاء، أو أن هذه المساحات كانت في السابق عبارة عن ساحات مزروعة وحدائق داخل المدينة.[٣]


آثار مدينة عنجر

بُنيت مدينة عنجر التاريخية والأثرية على شكل مستطيل يحيطها سور يبلغ طوله حوالي 730 مترًا وعرضه 310 أمتار، على زواياها أربعة أبراج دائرية يبلغ سُمكها ما يُقارب المترين، وباقي الأسوار كان عليها 36 برجًا نصف دائري يُحيط بها من الحجر الكلسي، وهي الأسوار التي عُثر على النقوش والكتابات عليها يبلغ عددها 60 نقشًا، منها واحد يعود إلى سنة 123 هجري، وأول التنقيبات أظهرت قصر حوله ساحة تبلغ مساحتها حوالي 40 مترًا مربعًا فيها أقواس تقسم القصر إلى قسمين، وبالقرب منه وُجد قصر آخر يُشبه القصر الأول بزخارف رومانية ويونانية، ثم عُثر على مسجد أثري بني فوق آثار مسجد قديم أكبر من الأول، فيه بقايا فسيفساء ونظام للتدفئة صُنع من الطين والصلصال.

أما في الحي الجنوبي عُثر على بقايا مساكن على شكل حارات تفصل بينها أزقة متوازية وفي منتصفها ساحة غير مسقوفة، ووجد قرب البوابة الشمالية من المدينة حمام عربي تركي التصميم بُني حسب التقاليد البيزنطية والرومانية، وعلى الأسوار الخارجية والأقواس وُجدت أماكن لقذف الأعداء والغزاة بالحمم من خلالها، وتتوسط الأسوار بوابات أثرية خلفها شارعان يلتقيان عند بوابة رئيسية فيها أربع فتحات تؤدي إلى بوابات فرعية أُخرى لداخل المدينة، وعند كل بوابة قناة للمياه تصُب في بركة خارج سور المدينة حيث الحمامات والمساكن. يسكن مدينة عنجر في الوقت الحالي الجالية الأرمنية المعروفة بحسن استقبالها وكرمها، ويقصد الزوار والسياح مدينة عنجر للاستمتاع بالطبيعة الخلابة المُحيطة بها والأشجار الداعية للاسترخاء والمطاعم التي تُقدم المأكولات التقليدية الشهية بجانب أسماك الترويت النهرية، إذ يختار الزائر السمكة التي يرغب بها بنفسه طازجة تُصداد أمامه وتُطهى بالطريقة التي يرغب بها، بجانب توفير عدد من الأطباق الأرمنية التقليدية والاستمتاع بمياه النهر المُتدفقة ومشاهدة الآثار الأموية التاريخية العريقة في هذه المدينة الرائعة الجمال.[٤]


المراجع

  1. "عنجر"، yabeyrouth، اطّلع عليه بتاريخ 28-8-2019. بتصرّف.
  2. "عنجر .. أجمل التاريخ قطعة من الجنة سقطت سهواً عند بدء الخليقة"، addiyarcomcarloscharlesnet، 1-7-2014، اطّلع عليه بتاريخ 28-8-2019. بتصرّف.
  3. "عنجر"، qantara-med، اطّلع عليه بتاريخ 28-8-2019. بتصرّف.
  4. (7-9-2011)، "آثار مدينة عنجر في البقاع اللبناني"، alquds، اطّلع عليه بتاريخ 28-8-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :