موقع بغداد
يمتاز الموقع الجغرافي لبغداد بتوافر المياه وتناقص أخطار الفيضانات، وتقع مدينة بغداد بمحاذاة ضفتي دجلة في سهل لا يتجاوز ارتفاعه 35 مترًا، بين خطي طول 44 درجة و 32 دقيقة شرقًا، وبين دائرتي عرض 33 درجة و 16 دقيقة و 35 درجة شمالًا، وبنيت الجسور على طرفي نهر دجلة فأصبح الوصول سهلًا ولا يحتاج لعناء كبير، وتشكلت 27 منطقة مختلفة في بغداد أشهرها الكرخ والرصافة، ونظام الري في بغداد من أبرز المؤثرات القديمة فيها، وتتميز بغداد بأهميتها الثقافية والتعليمية، ففيها العديد من الصروح الدراسية التاريخية، كما تُعد المدينة المركز الاقتصادي والإداري لدولة العراق.[١][٢]
تعد بغداد عاصمة الجمهورية العراقية ومركز محافظة بغداد، يبلغ عدد سكانها قرابة 8.5 مليون نسمة، مما يجعلها أكبر مدينة في العراق وثاني أكبر مدينة في الدول العربية بعد القاهرة، وتأتي المدينة في المرتبة 35 عالميًا بعدد السكان، واختلفت الآراء في تسمية المدينة؛ إذ اعتقد أن الاسم جاء من الاسم البابلي بعل جاد؛ أي معسكر بعل، واعتقد بأن الاسم جاء من بعل داد؛ أي إله الشمس باللغة الأمورية البابلية، وبعض العلماء أرجع أصل التسمية للاسم الكلداني بلداد وبل هو إله الكلدانيين، ورجح البعض بأن الاسم مشتق من كلمة كدادا الآرامية والتي تعني بيت الغنم، وبعض المؤرخين قالوا بأن الاسم فارسي وهو باغ داد؛ أي البستان وقد أنشأ هذا البستان كسرى أنوشروان ملك الفرس في القرن السادس الميلادي، وذكر المؤرخ المسلم ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان بأن الاسم فارسي ومعناه عطية الصنم أو عطية الملك، بينما للمدينة أسماء إسلامية أخرى غير بغداد كمدينة المنصور، والمدينة المدورة ومدينة السلام.[١]
تاريخ بغداد
بُنيت بغداد في عهد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور في القرن الثامن الميلادي في عام 710م على شكل دائرة، وكان شكل الدائرة جديد بالنسبة للمعمار العربي والإسلامي في ذلك الوقت؛ فقد كانت تبنى المدن إما بشكل مربع أو بيضاوي، وفور الانتهاء من بنائه أصبحت عاصمة الخلافة العباسية وعاصمة الحضارة الإسلامية، وبسنوات قليلة بعد بنائها أصبحت بغداد لها مكانة عظيمة في العالم القديم، وكانت أهم مراكز العلم المتنوع وملتقى للعلماء والأدباء، وربما سبقت عواصم الحضارات الأخرى التي كانت في منطقة الرافدين من قبلها، كبابل عاصمة البابلين وقطيسفون (مدائن كسرى) عاصمة الفرس، ووصلت لذروتها في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد وأصبحت عاصمة العالم القديم، وامتدت الأبنية امتدادًا عظيمًا، وبعد الرشيد خلفه أولاده الأمين والمأمون وفي عهدهم حوصرت بغداد لأول مرة؛ إذ حاصر المأمون المدينة وكان أخوه الخليفة الأمين داخل بغداد في قصر الخلد على شاطئ دجلة، وحاول الأمين الفرار في أوائل عام 814م، وأثناء فراره قبض عليه وقتل وانتهى حصار بغداد، وبانتهاء الحصار تبين مقدار الدمار والخراب الذي حصل للمدينة.[٢][٣]
في القرن الثالث عشر وصلت الدولة العباسية لأقصى درجات الضعف، وفي عام 1258 هجم جيش هولاكو خان المغولي على بغداد وحاصروا المدينة ثم دخلوها وقتلوا آخر خليفة عباسي في بغداد وهو الخليفة المستعصم وأولاده وبطانته، واستباح الجيش المغولي المدينة وقتلوا أغلب سكانها ودمروا وأحرقوا مبانيها وقصورها كمكتبة بغداد العظيمة، وبعد أن استقرت الأوضاع في بغداد لعدة عقود عاد القائد المغولي تيمورلنك في عام 1400م لاحتلال بغداد وفتك بأهلها، وفي عام 1507م-1508م استولى إسماعيل شاه الصفوي على المدينة، وبعد الحروب العثمانية الصفوية دخل السلطان العثماني سليمان القانوني المدينة في عام 1534م، وأعاد الشاه الصفوي عباس الأول احتلال بغداد في عام 1623م، لكن استعاد العثمانيون المدينة بعد النصر بمعركة بغداد تحت قيادة السلطان مراد الرابع في عام 1638م وبقيت تحت الحكم العثماني لعام 1917م.[٢][٣]
في عام 1917م دخل البريطانيون بغداد بعد هزيمتهم للأتراك، وكان عدد سكان المدينة يقارب 200 ألف نسمة، وفرض بعد عدة ثورات نظام الانتداب البريطاني في عام 1920م وامتد حتى عام 1932م، وأصبحت بغداد عاصمة للملكة العراقية الهاشمية، وفي عام 1958م وإثر الانقلاب العسكري وقتل آخر ملوك مملكة العراق أعلنت الجمهورية العراقية المستقلة وكانت عاصمتها بغداد، وفي عام 2003م تعرضت المدينة للاحتلال الأمريكي وإسقاط الحكومة العراقية مما سبب الدمار الكبير لها وقتل عدد كبير من السكان.[٢][٣]
معالم بغداد
في بغداد حضارة كبيرة امتدت لعدة القرون، وفي بغداد بالرغم من دمارها وحصارها لعدة مرات الكثير من المعالم السياحية الرائعة، ومنها:[٣][٢]
- المدرسة المستنصرية: وقد أسست في عام 1233م على يد الخليفة المستنصر بالله.
- جامع الخلفاء: بناه الخليفة علي المكتفي بالله بين أعوام 902م-908م، وهو مسجد جميل يقع في شرقي القصر الحسني.
- منارة جامع الخلفاء: وهي منارة تابعة لمسجد الخلفاء، وهي أثر معماري باقٍ من الزمن العباسي، فهي مكونة من الآجر فقط وفيها نقوش رائعة.
- جامع الإمام الأعظم: وهو جامع الإمام حنيفة النعمان، وهو من المدارس والمساجد التاريخية في بغداد.
- شارع الرشيد: شارع من أقدم الشوارع في بغداد، وفي الفترة العُثمانية كان يعرف بشارع خليل باشا جاده سي.
- القصر الجمهوري: يقع القصر في حي كرادة مريم الراقي، على ضفة نهر دجلة في منطقة الكرخ، وكان القصر مقرًا للعائلة الحاكمة، وبعد احتلال العراق في عام 2003م أصبح مقرًا للعمليات.
- برج بغداد: وهو برج سياحي في منطقة المأمون غرب بغداد ارتفاعه 205 م ويوجد في قمته عبارة الله أكبر، بني في عام 1991م.
- محطة بغداد المركزية: وهي من أقدم محطات القطار في المنطقة، بُنيت عام 1948م وافتتحت رسميًا في عام 1952م، وسميت بالمحطة العالمية لأنها كانت تدور في محطات للشرق والغرب.
