موقع دولة غانا
هي جمهوريّة إفريقيّة تقع على الجزء الشمالي لساحل خليج غينيا الواقع في الجهة الغربيّة من القارة الإفريقيّة، إذ يتحدّها من الجهة الشماليّة بوركينا فاسو، ومن الجهة الشرقيّة توجو، ومن الجهة الغربيّة ساحل العاج، ويشار إلى أنّها دولة محوريّة في الغرب الإفريقي، كما أنّها نالت استقلالها عن بريطانيا في عام 1957 للميلاد، واللغة الرسميّة لسكانها هي اللغة الإنجليزيّة، وعاصمتها مدينة أكرا، هذا بجانب أنّها كانت تعرف قديمًا باسم ساحل الذهب.[١]
يسود في دولة غانا مناخ يجمع بين الاستوائي والمداري، إذ يسود المناخ الإستوائي في الجهة الجنوبيّة من البلاد، ويتميّز بأمطاره الوفيرة، ودرجات حرارته المرتفعة، ولكن المناطق القريبة من الساحل تكون قليلة الأمطار بسبب موازاة الرياح لها، كما يسود في الجهة الجنوبيّة والشماليّة المناخ المداري الذي يتأثر برياح الهرمتان الجافة القادمة من الصحراء الكبرى، أما المناطق الجنوبيّة والوسطى فتتأثر بالرياح الموسميّة الماطرة التي تكون في فصل الصيف.[١]
تاريخ غانا
أول من سكن أرض غانا بعض الجماعات القادمة من الممالك الإفريقيّة الواقعة في الشمال الغربي للقارة الإفريقيّة في عام 1200 للميلاد، وفي عام 1471 للميلاد نزل مجموعة من المستكشفين البرتغاليين على شاطئ البلاد، وأطلقوا عليه حينها اسم ساحل الذهب، وتبعهم بعد ذلك الهولنديون للمنافسة في الحصول على الذهب، وفي عام 1642 للميلاد بسط الهولنديون سيطرتهم على كافة مناطق البرتغاليين، وأنهوا سيادتهم على ساحل الذهب، وفي القرن الخامس عشر للميلاد ظهرت بعض الدويلات الإقطاعيّة الصغيرة جمعت في القرن السابع عشر للميلاد تحت سيادة دولة مركزيّة واحدة عرفت باسم دولة أشانتي القويّة، ولكن سرعان ما قضى عليها الإنجليز، واحتلو عاصمتها كوماسي عام 1896 للميلاد، وفي بداية القرن العشرين بدأت تظهر بعض حركات المقاومة الوطنيّة ضد الحكم الإنجليزي الذي بسط سيطرته على كافة أنحاء البلاد في القرن التاسع عشر للميلاد.
كما ظهرت حركات المقاومة الوطنيّة بصورة فعليّة بعد الحرب العالميّة الأولى، إذ تشكل حينها مؤتمر وطني خاص بدول الجزء الغربي للقارة الإفريقيّة متضمنًا نيجيريا وساحل الذهب وسيراليون وغامبيا، وفي ظل ذلك كانت الظروف الإقتصاديّة متدهورة، وزاد الوضع سوءًا بعد انتهاء الحرب العالميّة الثانية، وتشكل فيما بعد حزب قومي في البلاد عام 1947 للميلاد عرف باسم حزب مؤتمر شاطئ الذهب الإتحادي، وبسبب ذلك حدثت الكثير من المجريات التي أدت إلى استنزاف الدماء والبشر في العاصمة أكرا عام 1948 للميلاد، واستدعي الناشط السياسي كوامي نكروما عام 1909 للميلاد من بريطانيا، ولكنه اختلف فيما بعد مع قادة الحزب على مبادئهم، وتفرق عنهم، وعمل على تأسيس حزب المؤتمر الشعبي في عام 1949 للميلاد، وطالب بالاستقلال الذاتي، ودعا لحماية الفقراء ورعايتهم، وإتباع أساليب المقاومة المسالمة، وهذا ما أدى إلى اتهامه بالشيوعيّة، وعلى إثرها اعتقل وسجن لمدّة ثلاث سنوات، وفي عام 1951 للميلاد جرت انتخابات عامة فاز فيها حزب المؤتمر الشعبي، وأطلق سراح نكروما من السجن وترأس الحكومة، وحسن من موقفه السياسي في الإنتخابات الجارية في 1954 للميلاد، وفي عام 1957 للميلاد أعلن استقلال البلاد، وبدأ بأعمال التطوير والتحسين فيها في متخلف المجالات، كما استطاعت ساحل الذهب الإنضمام إلى مجموعة دول الكومونولث عام 1960 للميلاد بحيث أصبحت تعرف باسم غانا.[٢]
السياحة في غانا
توجد في غانا العديد من الأماكن السياحية التي يقصدها السياح بكثرة من أهمها ما يأتي:
- محميّة القرود: تتميّز محميّة القرود بكونها متواجدة على مساحة طبيعيّة واسعة تضم مجموعة متنوعة ومختلفة من القرود التي تنتمي لأنواع عديدة من الفصائل، وعند زيارة هذه المحميّة يقدم الحارس للزائر قرون الموز لتقديمها للقرود التي تأتي لتناولها، وتقفز بعدها على الأكتاف في تجربة شيّقة وممتعة.[٣]
- المتحف الوطني: يعدّ المتحف الوطني من أقدم المتاحف الموجودة في دولة غانا، كما أنّه من أبرز المعالم السياحيّة الموجودة فيها، والذي يضم بين جدرانه مجموعة من المقتنيات الأثريّة التي تعود بتاريخها إلى العصور الحجريّة، بالإضافة إلى وجود الفخار، والملابس، واللوحات الفنيّة، والآلات الموسيقيّة القديمة، وقطع النسيج اليدوي.[٣]
- الحديقة الوطنيّة: تتميّز هذه الحديقة بكونها من أجمل الأماكن السياحيّة في البلاد، وهي من أكبر الحدائق التي تجسد صورة الحياة البريّة المتمثلة بوجود الحيوانات الأليفة كالخنازير والفيلة، والحيوانات المتوحشة كالفهود والضباع، وتوجد أيضًا الطيور التي تتجمّع حول المياه خاصةً في شهر كانون الأول، بالإضافة إلى وجود حديقة أبورى المنشأة عام 1890 للميلاد، والتي تتميّز بإنتاج المطاط والكاكاو.[٣]
- النصب التذكاري لنكروما: يتمثل هذا النصب التذكاري بحديقة تحتوي على ضريح زعيم دولة غانا كوامى نكروما، والمصنوع من الرخام الإيطالي، والذي يحتوي في منتصفه نجمة ذات لون أسود، وتحيط به مجموعة من نوافير الماء، ويدل هذا الضريح على الوحدة بين الشعب، وعلى أنّ الزعيم نكروما ما زال خالدًا في ذاكرة الشعب.[٣]
- حصن كوماسى: شيّد حصن كوماسى في عام 1820 للميلاد على الطراز المعماري الأوروبي القديم الخاص بتصميم القلاع والحصون، وأهم ما يميّز هذا الحصن القلعة المبنية من الجرانيت، ويشار إلى أنّ هذا الحصن أصبح في وقتنا الحالي متحف يحتوي على العديد من آثار دولة غانا التي تعبّر عن تاريخها وثقافتها.[٣]
- حديقة كاكوم: وهي من أجمل وأشهر المناطق السياحيّة في البلاد، والمتمثلة بغابة تحتوي على مجموعة كبيرة من الحيوانات التي تنتمي لأربعون نوعًا كالجاموس والفيلة وقرود الكولوبوس، و250 نوعًا من الطيور، و650 نوعًا من الفراشات التي تعد الفراشة الخطافية الكبيرة أهمها، ويتخلل الحديقة جسر ممر الستارة الذي يوفر للزائر التجول والتعرف عن كثب على الحيوانات البريّة والأنواع النباتيّة المختلفة الموجودة في الحديقة.[٣]