بلجيكا
تُعد بلجيكا دولة أوروبية تقع في الجهة الشمالية الغربية من قارة أوروبا، وتحدّها مجموعة من الدول، ألمانيا واللوكسمبورغ من الشرق، وفرنسا من جهة الجنوب والجنوب الغربي، وهولندا من الشمال، وتعد بلجيكا من إحدى دول البنلوكس، وعاصمتها هي بروكسل، وأيضًا تعد مقرًا للحلف الشمالي الأطلسي "الناتو"، ويتمثّل نظام الحكم في بلجيكا بالحكم الملكي الدستور، ويعد المجتمع البلجيكي مجتمعًا متنوعًا؛ إذ عملت الهجرات المتكررة إلى بلجيكا إلى ظهور التنوع الثقافي والاجتماعي الّذي أثر على الحياة العامة فيها.[١]
الأماكن الّتي يمكن زيارتها في بلجيكا
تحتوي بلجيكا على الكثير من الأماكن الجميلة الّتي يمكن للسائح الذهاب إليها والتمتّع بها، ومن هذه الأماكن:[٢]
- قصر بروكسل الكبير: يعد هذا المتحف تحفة من الفن المعماري القوطي، واعتبر كأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو؛ بسبب مزيجها المتميّز من الأساليب المعمارية والفنية، إذ يطل هذا القصر على مساحة مزدحمة بالسيّاح والسيّارات في جميع الأوقات من العام.
- ساحة القتال: تعد هذه الساحة من أكثر الأماكن جذبًا للسيّاح، إذ تحتوي على الخنادق المحفورة في فترة الحرب العالمية الثانية، والعديد من مقابر الجنود الّذين لقوا حتفهم في هذه الساحة أثناء المعركة.
- متحف هورتا: يعد المهندس المعماري هورتا من أكثر المهندسين شهرة في أوائل القرن العشرين، إذ اشتهر بتصميم عرف باسم آرت نوفو، كما يعيش في مبانيه الّتي صممها العديد من العائلات البلجيكية، واعتبرت هذه المباني من المواقع التراثية العالمية لدى اليونسكو، ويحتوي هذا المتحف على أعمال هورتا الرائعة الّتي يمكن للزائر من التنقّل في أرجاء المكان والتعرّف على القطع الفنية المعروضة.
- كاتدرائية القديس بافو: تعد هذه الكاتدرائية من أكثر معالم الجذب الساحي في بلجيكا، إذ يمتاز المبنى بارتفاعه وبنوافذه الزجاجية ذات الألوان المتناغمة، ويأتي معظم الزوّار لمشاهدة الأعمال الفنية الشهيرة الّتي تزيّن المكان، وتحديدًا التحفة الفنية الفلمنكية المعروفة باسم مذبح غنت.
- كنيسة الدم المقدّس: تدمج هذه الكنيسة بين الفن المعماري الروماني والفن المعماري القوطي، وتحتوي على قطع فنية تزيّن أرجاء المكان، وسميّت الكنيسة بهذا الاسم؛ لاعتقادهم بوجود قارورة فيها تحتوي على دم يسوع الّذي أُعيد إلى بلجيكا بعد الحملة الصليبية الثانية.
- وادي موسى: يعد هذا الوادي من أفضل الأماكن الّتي يستهدفها الجميع لقضاء وقت مع الطبيعة الريفية في بلجيكا، إذ تعد فرصة مثالية للتمتّع بالمناظر الخلّابة والهادئة، وتتخلل هذه المنطقة العديد من الغابات الكثيفة، ونهر، إضافة إلى منحدرات من الحجر الجيري، كما تحتوي على مسارات طويلة ومريحة للسير لمسافات طويلة، كما يمكن ممارسة رياضة ركوب الدرّاجات.
تاريخ بلجيكا
احتل شعب بلجيكا المنطقة في عام 57 قبل الميلاد من قبل يوليوس قيصر، وأطلق تسمية بيليكا على المنطقة، وفي 15 قبل الميلاد، جعل أوغسطس غاليا بيليكا مقاطعة للإمبراطورية الرومانية، وفي القرن الخامس عشر ميلاديًا تغلب على هذه الرومانيين من قبل الفرنجة، وبحلول القرن الثامن أصبحت بلجيكا جزءًا من إمبراطورية شارلمان، لكن سرعان ما تدهورت هذه الإمبراطورية، وفي القرن العاشر ظهرت عدة وحدات إقطاعية، وأصبحت بلجيكا مقسّمة لعدة قطاعات وشملت فلاندرز، وهينو، ونامور، ودوقية برابانت، والأسقف الأمير لييج، وخلال القرون الثلاثة التالية ازدهرت مدن التجارة في مدن مقاطعة فلاندرز، وأصبحت أنتويرب وبروج وايبر مزدهرة وغنية جدًا، وبحلول القرن الخامس عشر أصبحت معظم الأراضي الّتي تشكل حاليًا بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج تحت حكم دوقات بورغوندي نتيجة سياسة من التزاوج من خلال زواج ماري بوغوندي من الأرشيدوق ماكسيميليان من النمسا، وأصبحت تلك المقاطعات من أوائل القرن السادس عشر جزءًا من إمبراطورية هابسبورغ، واتحدت هولندا مع إسبانيا في عهد فيليب الثاني عام 1555 ميلاديًا، الّذي كرّس نفسه لقمع البروتستانتية، الأمر إلى أدّى إلى ثورة في البلاد.[٣]
تعرّضت بلجيكا وإسبانيا لخلاف أدى إلى نشوب حرب بينهم، وانتهت هذه الحرب الّتي كانت تسمى "حرب الخلافة الإسبانية" في عام 1713 ميلاديًا، إذ أصبحت بلجيكا جزءًا من الإمبراطورية النمساوية، ودخل بلجيكا في فترة الانتعاش والتقدم تحت قيادة ماريا تيريزا وابنها جوزيف الثاني، وتسببت هذه الإصلاحات الإدارية الأخيرة في استياء واسع النطاق، الأمر الّذي أدى إلى نشوب ثورة في عام 1789 ميلاديًا، إذ هزم ليوبولد الثاني جوزيف الثاني، وأعاد البلجيكيون احتلال البلاد، لكن نظامه لم يحظى بتأييد شعبي كبير، وبحلول عام 1792 ميلاديًا غزا الجيش الفرنسي المقاطعات البلجيكية الّتي تنازل عنها رسميًا لفرنسا بموجب معاهدة كامبو فورميو عام 1797 ميلاديًا.[٣]
تعرضت بلجيكا لهجوم مرة أخرى في عام 1940 ميلاديًا عندما قصفت القوات الجوية الألمانية المطارات البلجيكية ومحطات السكك الحديدية، إضافة إلى قصفها لمراكز الاتصالات دون سابق إنذار، إذ غزيت الأراضي البلجيكية، وكانت القوات البريطانية والفرنسية والبلجيكية محاصرة في شمال وغرب بلجيكا، واستسلم الملك ليوبولد الثالث في شهر مايو من نفس العام وأُسر في الحرب، ومع توالي الأحداث الكثيرة على البلاد وبحلول عام 2004 ميلاديًا، عمل المرشّح للانتخابات فلامز بلوك اليميني على زيادة نسبته في التصويت للانتخابات الإقليمية والأوروبية، ومع ذلك شهدت المحكمة البلجيكية العليا أن الحزب كان عنصريًا وجرّده من الحق في تمويل الدولة والوصول إلى التلفاز، وفي مايو 2005 ميلاديًا نجحت الحكومة من التصويت بالثقة، مما مكّنها من وضع حدّ للنزاع حول حقوق التصويت للناطقين بالفرنسية في المناطق الناطقة الهولندية حول بروكسل، إذ جاءت بعد شهور من المفاوضات بشأن القضية الّتي أشعلت المظاهرات وأعمال الشغب، وجعلت الحكومة على شفا الانهيار.[٣]