أشكال الصخور النارية

أشكال الصخور النارية
أشكال الصخور النارية

الصخور النارية

ترتبط جميع أنواع الصخور النارية بدورة مستمرة في الطبيعة، إذ تنتقل من شكل إلى آخر مع حدوث تغيّر على شكلها وملمسها أيضًا، كما تحدث العديد من التغيرات في تركيبها الكيميائي خلال مراحل تكوّنها المختلفة، وتتشكّل الصخور النارية نتيجة التبريد الذي يحدث للصهارة أو الحمم البركانية، إذ تُعدُّ جزءًا كبيرًا من القشرة القاريّة للأرض، بالإضافة إلى أنّها تشكّل جميع القشرة المحيطية تقريبًا، ويرتبط المفهوم الرئيسي لكلّ الصخور النارية بأنّها مواد تعرّضت لدرجات حرارة مرتفعة كافية لإذابتها، إذ تتميّز بحبيباتها المعدنية التي تشكّلت نتيجة حدوث التبريد الذي أكسبها الصلابة والقوة النسبية، وتشكّل المعادن الأساسية الصخورَ النارية التي يغلب عليها اللون الأسود واللون الأبيض، بالإضافة إلى اللون الرماديّ أيضًا، إذ تتفاوت في حجم البلورات المكوّنة لها بين الصخور النارية الخشنة ذات البلورات الكبيرة، والصخور النارية الناعمة ذات البلورات الدقيقة أيضًا.[١]


أشكال الصخور النارية

تتشكّل الصخور البركانية نتيجة تصلّبٍ في المواد الصخرية المنصهرة، وتضمُّ الصخور النارية نوعين أساسيين:[٢]

  • الصخور النارية الجوفية: تُعدّ الصخور النارية الجوفية مواد منصهرةً تتبلور داخل سطح الأرض، إذ يسمح التبريد البطيء الذي يحدث لها في باطن الأرض في تكوينَ البلورات ذات الأحجام الكبيرة على مدى آلاف أو ملايين السنين، وتتميّز الصخور النارية الجوفية بنسيجها الخشن نتيجة المدة الزمنية الطويلة التي تستغرقها حبيبات الصخور حتى تتشكّل وتُكوّن شكلها النهائي، ومن أبرز الأمثلة على الصخور النارية الجوفية:[٣]
    • صخور الديوريت: التي تتميّز بخشونة نسيجها المُركّب بين صخور الجرانيت وصخور البازلت، إذ تنشأ هذه الصخور نتيجة العديد من العمليات الأرضية التي تضمُّ تداخلًا كبيرًا بين أجزاء القشرة القارية، وغالبًا ما تتشكّل هذه الأجزاء فوق حدود الصفائح المتقاربة عند حدوث الانزلاق بين الصفائح المحيطية أسفل الصفائح القارية على سطح الأرض.[٤]
    • صخور الغابرو: التي تتميّز بنسيجها الخشن الذي يتميز بالألوان الداكنة المتداخلة، إذ تظهر عادةً بالألوان السوداء والخضراء الغامقة، وتتألف صخور الغابرو من معادن البلاجيوكليز وصخور الأغويط أيضًا، وينتشر هذا النوع من الصخور بكثرة داخل القشرة المحيطية العميقة، كما تُستخدم صخور الغابرو في العديد من صناعات البناء والتشييد، إذ يدخل في مكونات المواد الأساسية في مواقع البناء، بالإضافة إلى استخدامه في صناعة أسطح الطاولات المبنية من الحجر المصقول، وفي صناعة بلاط الأرضيات أيضًا.[٥]
    • صخور الجرانيت: التي تتميّز بألوانها الفاتحة ذات الحبيبات كبيرة الحجم التي يمكن رؤيتها وملاحظتها بالعين المجردة، إذ يتشكّل هذا النوع من الصخور من معدن الكوارتز ومعدن الفلسبار، بالإضافة إلى معدن الميكا ومعدن الأمفيبول أيضًا، إذ تُكسب هذه المعادن صخور الجرانيت اللون الأحمر أو اللون الوردي، كما يمكن أن تظهر هذه الصخور بالألوان الرمادية والبيضاء مع وجود الحبيبات المعدنية الداكنة المرئية في جميع أنحاء الصخر.[٦]
    • صخور البيغماتيت: التي تتشكّل خلال المرحلة الأخيرة من تبلور المواد المنصهرة، إذ تحتوي هذه الصخور على البلورات ذات الأحجام الاستثنائية الكبيرة، كما أنّها تضمُّ بعض الأنواع النادرة من المعادن التي لا توجد غالبًا في الأنواع الأخرى من الصخور النارية.[٧]
    • صخور البيريدوتيت: ذات الألوان الداكنة التي يُعدُّ معدن أوليفين المكوّن الأساسي لها، كما تحتوي هذه الصخور على معادن المافيك التي تضمُّ معادن البيروكسينات، بالإضافة إلى معادن الأمفيبوليات أيضًا، وتتميّز صخور البيريدوتيت بنسب مادة السيليكا المنخفضة مقارنةً بالصخور البركانية الأخرى، كما يحتوي على نسب قليلة جدًا من معادن الكوارتز والفلسبار أيضًا.[٨]
  • الصخور النارية السطحية: تنتج الصخور النارية السطحية نتيجة تبلور الصهارة المتدفقة من فوهات البراكين فوق سطح الأرض، إذ تبرد وتتصلب مباشرةً عندما تتعرض لدرجة حرارة الجو الباردة نسبيًا، ويسمح التبريد السريع الذي يحدث على سطح الأرض في تكوين البلورات ذات الأحجام الصغيرة، إذ تتميّز الصخور النارية السطحية بالنسيج الحُبيبيّ ناعم الملمس نتيجة المدّة الزمنية القصيرة التي تستغرقها حبيبات الصخور حتى تتشكّل وتكوّن شكلها النهائي، ومن أبرز الامثلة على الصخور النارية السطحية:[٣]
    • صخور الأنديزيت: التي تتميّز بالحبيبات الدقيقة التي تظهر باللون الرمادي الخفيف أو الداكن، كما يمكن أن يحمل نسيجها اللون البني أيضًا، إذ تُعدّ صخور الأنديزيت غنيّةً بمعادن الفلسبار، ومعادن البلاجيوجلاز، بالإضافة إلى أنّها يمكن أن تضم معدن البيوتيت أو معدن البيروكسين أو حتى معدن الأمفيبول، ولا يمكن لها غالبًا أن تضم معدن الكوارتز.[٩]
    • صخور البازلت: التي تتميّز بألوانها الداكنة جدًا وهي ذات حبيبات دقيقة، إذ تتألف من معادن البلاجيوجلاز ومعادن بيروكسين أيضًا، وتتشكل صخور البازلت فوق سطح الأرض من تدفّق الحمم البركانية أو نتيجة عوامل طبيعية تنشأ من تداخل الطبقات الصخرية الرقيقة عبر طبقات صخرية أقدم منها عمرًا، كما تتميّز صخور البازلت بتشابه مكوناتها مع صخور الغابرو الجوفية، إذ يكمن الاختلاف فقط في حجم الحبيبات المُشكّلة للصخور.[١٠]
    • صخور الداسيت: التي تتميّز بألونها الفاتحة؛ إذ غالبًا ما يدخل في تركيبها معدن البورفيري الذي يكسبها تلك الألوان، كما يمكن العثور على الكثير من صخور الداسيت في تدفقات الحمم البركانية وقبابها، بالإضافة إلى أماكن السدود والحطام الناجم من انفجار البراكين، إذ عادةً ما ينتشر هذا النوع من الصخور النارية السطحية على القشرة القارية فوق مناطق انقسام الصفائح الأرضية.[١١]
    • صخور السبج: التي تتشكل نتيجة حدوث التبريد السريع للمواد الصخرية المنصهرة الذي يكسبها عشوائية في ترتيب الذرات ضمن البنية البلورية لها، إذ تضمّ مادةً تُعرف باسم الميتالويد.[١٢]


مواقع تشكّل الصخور النارية

تتشكّل الصخور البركانية أو النارية ضمن العديد من الأماكن الرئيسية الموجودة على كوكب الأرض، ومن أبرزها:[١]

  • عند الحدود الظاهرة والفاصلة بين صفائح كوكب الأرض مثل أماكن ظهور المحيطات، إذ تنحرف الصفائح وتشكّل العديد من الفجوات الممتلئة بالصهارة البركانية.
  • عند الحدود المتقاربة بين مساحات القارات، إذ تصطدم هذه المساحات الأرضية الكبيرة ببعضها، ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة فيها إلى تعرّضها للذوبان وتشكيل الصخور النارية المختلفة.
  • عند مناطق انزلاق الصفائح المحيطية الكثيفة أسفل صفائح محيطية أو صفائح قاريّة أخرى، إذ يساعد وجود المياه في القشرة المحيطية الهابطة أسفل القشرة الأخرى في تقليل درجات حرارة الانصهار، وتتدفق الصهارة التي ترتفع إلى سطح الأرض مُشّكلةً البراكين.
  • عند ما يُعرف في علم الجيولوجيا باسم البقع الساخنة، إذ تنشأ نتيجة تحرّك القشرة القارية أو المحيطية فوق مصدر حراري يتدفّق من أعماق باطن الأرض، كما تشكّل البقع الساخنة صخورًا ناريةً تمتاز بالتركيب البلوري الدقيق.


أماكن انتشار الصخور النارية

تنتشر الصخور النارية السطحية البازلتية في قيعان البحار العميقة، إذ تتشكّل فوق مناطق الانصهار الكبيرة التي تحدث على كوكب الأرض، كما يمكن بسهولة إيجادها ضمن مناطق أقواس الجزر البركانية، أو حتى على طول الحواف التي تفصل بين مساحات القارات، بينما تنتشر الصخور النارية الجوفية الجرانيتية في العديد من الأماكن ضمن مساحات القارات، إذ يمكن الحفر بسهولة داخل الأرض للوصول إلى أماكن صخور الجرانيت، كما تتميّز الصخور الجوفية بكونها أقلّ كثافة من الصخور السطحية أيضًا.[١]


استخدامات الصخور النارية

تُستخدم صخور الجرانيت غالبًا في واجهات المباني المختلفة لأن الصخور النارية تتميّز بالصلابة والمظهر الجذاب، إذ يضمُّ العديد من بلورات المعادن الواضحة للعيان وهي ذات ألوان مختلفة، وتُستخدم صخور البازلت في تشكيل العديد من أعمدة الجسور العملاقة لأنها مصدر غني بالحديد، ويشيع استخدامه في المكونات الأساسية في صناعة الخرسانات المُستخدمة في العديد من أغراض البناء، كما تُستخدم الصخور النارية في صناعة الكثير من المنتجات المحلية التي يُفضّلها الناس غالبًا لإزالة الجلد الميت من أسفل أقدامهم.[١٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Andrew Alden (18-8-2019), "Everything You Need to Know About Igneous Rocks"، thoughtco, Retrieved 8-10-2019. Edited.
  2. "What are igneous rocks?", usgs, Retrieved 7-10-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Hobart M. King, "What are Igneous Rocks?"، geology, Retrieved 8-10-2019. Edited.
  4. Hobart M. King, "Diorite"، geology, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  5. Hobart M. King, "Gabbro"، geology, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  6. Hobart M. King, "Granite"، geology, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  7. Hobart M. King, "Pegmatite"، geology, Retrieved 14-10-2019. Edited
  8. Hobart M. King, "Peridotite"، geology, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  9. Hobart M. King, "Andesite"، geology, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  10. Hobart M. King, "Basalt"، geology, Retrieved 14-10-2019. Edited.
  11. Hobart M. King, "Dacite"، geology, Retrieved 14-10-2019. Edited
  12. Hobart M. King, "Obsidian"، geology, Retrieved 14-10-2019. Edited
  13. "Igneous Rocks: Examples and Uses", mylearning, Retrieved 10-10-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :