محتويات
الخلافة الراشدية
هي دولة الخلفاء الراشدين الذي تزعموا أمر الدولة الإسلامية عقب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثاني عشر من ربيع الأول عام 11 هجري، الموافق 632م، وهي دولة الخلافة الوحيدة التي كان الحكم فيها قائمًا على التشاور لا على التوريث، وقد أجمع المؤرخون أن مدة الخلافة الراشدية استمرت 30 عامًا، وكانت عاصمة الدولة وقتذاك المدينة المنورة، وقد توسعت رقعة دولة الإسلام والمسلمين في عهد الخليفة عثمان بن عفان فشملت مناطق عديدة خارج حدود شبة الجزيرة العربية، بما فيها الشام والقوقاز من الناحية الشمالية، ومصر وتونس من الناحية الغربية، والهضبة الإيرانية وآسيا الوسطى من الناحية الشرقية، مما يعني أنها شملت كل أراضي الإمبراطورية القارسية، وثلثي أراضي الإمبراطورية البيزنطية، وسنتحدث في هذا المقال حول عدد الخلفاء الراشدين العظام، بالإضافة إلى نبذة ملخصة عن كل خليفة.
عدد الخلفاء الراشدين
عدد الخلفاء الراشدين بالإجماع ودون خلاف 4 خلفاء، وهم من خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن العشرة المبشرين بالجنة، وهم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب على الترتيب بدءًا من الخليفة الأول وحتى الرابع، والحديث عن سيرهم طويل ولكن سنسرد نبذة مختصرة عن كل واحد:
أبو بكر الصديق
هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي، ولد سنة 51 قبل الهجرة الموافق 573م، وهو أول رجل آمن بالدعوة المحمدية التي كُلِف بها النبي عليه الصلاة والسلام، وإنما لقب بالصديق لكثيرة تصديقه النبي في كل خبر يأتيه، ولقب بالعتيق لأنه أعتق من النار فقد حرم الخمر على نفسه حتى قبل الإسلام، وكان له مواقف عظيمة في عصير النبوة فبذل الغالي والنفيس في سبيل الدعوة الإسلامية، ورافق الرسول صلى الله عليه وسلم في هجرته إلى المدينة المنورة، بايعه المسلمون على الخلافة بعد وفاة الرسول، فكان خير خليفة فأرسى دعائم الإسلام وخاض حروب الردة، وبلغت فتوحاته بلاد الشام والعراق، ثم توفي عن عمر يناهز 63 سنة، مما يعني أن خلافته استمرت سنتين و3 أشهر ونيف.
عمر بن الخطاب
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى العدوي القرشي، يكنى بأبي حفص، ولقبه الرسول المصطفى بالفاروق لأنه يفرق بين الحق والباطل، وهو أول من لُقّب بأمير المؤمنين، وأول قاضٍ في الإسلام علمًا أنه لم يأته طيلة ولايته خصمان؛ إذ كان المسلمون آنذاك أخوة فإذا اختصموا سرعان ما يُحل الخلاف، وهو أيضًا أول من بدأ التاريخ بسنة الهجرة، وأول من دون الدواوين، وكانت الدراهم وقتذاك على نقس الكسروية فأضاف عليها الطابع الإسلامي بعبارات: الحمد، والتوحيد، وغير ذلك، كما نصّب 12 ألف منبر خلال فترة خلافته، ورد النساء السبايا في حرب الردة إلى عشائرهن، واستمرت خلافته 10 سنوات و6 شهور إلى أن اغتاله أبو لؤلؤة الفارسي وهو يؤم المسلمين في صلاة الفجر وكان عمره 63 سنة.
عثمان بن عفان
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص الأموي القرشي، ولد في مكة المكرمة بعد البعثة بقليل، كان من الأغنياء والأشراف في الجاهلية، ثم أسلم وصار من كبار رجال الإسلام، لُقب بذي النورين لأنه تزوج من ابنتي رسول الله صلة الله عليه وسلم، ولم يجمع بينهما فتزوج رقية وبعد وفاته تزوج أختها أم كلثوم، اشتهر بجمع القرآن الكريم في نسخة واحدة لحفظه من الضياع والتحريف، وهو أول من هاجر إلى الحبشة لحفظ الإسلام ثم لحق به عدد كبير من المسلمين، وشهدت خلافته توسعًا كبيرًا وفتوحات إسلامية عظيمة فقد غزا الروم برًا وبحرًا، وفتح جزيرة قبرص، وأول من فكر بغزو القسطنطينية وأوروبا، قتله حوالي ألفا رجل اختلفت أغراضهم لكنهم أجمعوا كلهم على عزله سنة 35 هجري.
علي بن أبي طالب
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصهره أيضًا، شارك الرسول في كل الغزوات باستثناء غزوة تبوك إذ كان يرعى عياله، وقد بويع بالخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، فطالبه الصحابة بالاقتصاص من قتلة عثمان فتريث علي، فغضب المسلمون وبدأت الفتن، ومنها واقعة الجمل في سنة 36 هجري، واقعة صفين سنة 37، ثم واقعة النهروان سنة 38، قتله عبد الرحمن بن ملجم الخارجي في رمضان عن عمر يناهز 63 سنة.