بحث حول الصابون

الصابون

يعرف الصابون بأنه مادة تُنتج لتُمزج مع الماء لتقليل التوتر السطحي، ومن ثم التخلص من المواد غير المرغوب فيها والتي تكون ملتصقة على سطح البشرة والمتمثلة بالمواد الدهنية، ويكون ذلك من خلال خاصية كيمائية تعرف بالرغوة، أما التعريف الكيميائي للصابون فهو يعرَّف على أنه مزيج من أملاح كربوكسيلية لها سلاسل طويلة ينتج من عملية تميُّه الزيوت أو الدهون بوجود وسط قلوي، ويُحضر الصابون عن طريق عملية التصبُّن التي تحدث للأحماض الدهنية، والتصبُّن هو تفاعل كيميائي يحدث فيه غلي الإستر مع المحلول المائي لهدروكسيد الصوديوم لمدة محددة من الزمن مع الانتباه لعدم تبخر أي مادة من إناء التفاعل[١].


تاريخ الصابون

كانت إنطلاقة صناعة الصابون من مدينة بابل عام 2800 قبل الميلاد، وذلك من خلال مزج الشحوم والرماد معًا وغليهما، كما تؤكد كتابات وُجدت على ورق البردي أن المصريين القدماء تمكنوا عام 1550 قبل الميلاد من صناعة مادة تشبه الصابون عن طريق غلي الزيوت النباتية مع الأملاح القلوية واستخدموه في التنظيف، أما الفنيقيون فقد استخدموا شحوم الماعز ورماد الخشب للحصول على الصابون، كما استخدم الرومان في القرن الأول الميلادي الأملاح في صناعة الصابون.[٢]

توصّل الكيميائيون المسلمون لطريقة صُنع الصابون في القرن السابع الميلادي، وكان لهم دورًا واضحًا في تقدُّم صناعة الصابون، وذلك عن طريق إضافة الكثير من التعديلات على مكوناته، وفي القرن الرابع عشر الميلادي انتشرت طريقة صناعة الصابون في كل من فرنسا وإيطاليا، واقترح الفرنسيون استخدام زيت الزيتون كبديل للدهون الحيوانية، وكان هذا نجاحًا باهرًا.

وفي عام 1783 م اكتشف الكيميائي كارل ويلهيلم مادة جديدة هي الجليسرين والتي خرجت نتيجة تفاعل زيت الزيتون المغلي الممزوج بمادة أكسيد الرصاص، وهي مادة ذات رائحة عطرية أصبحت واحدة من المواد المستخدمة في صناعة الصابون وقت لاحق، وفي عام 1791 توصّل العالم الفرنسي ليبلانك الطريقة الكيميائية التي جعلت من عملية صناعة الصابون عملية سهلة وممكنة، مما أدى إلى انخفاض ثمنه.[٢]

وبعد أكثر من 20 عامًا، توصّل عالم فرنسي آخر لمعرفة الرابط بين الجليسرين والمود الدهنية والأحماض التي كانت بداية صناعة الصابون الحديث من عندها، وفي أواسط القرن التاسع عشر الميلادي، صُنع نوع من الصابون مختص بالاستحمام فقط، وفي عام 1970م تمكن الكيميائيون من صناعة صابون اليد السائل، وصُنع الصابون الخاص ببشرة الوجه، واليوم أصبحت تتوفر أنواع كثيرة من الصابون المختلفة، والتي صُنعت لأغراض متعددة.[٣]


استخدامات الصابون

للصابون استخدامات متعددة، منها[٤]:

  • يعدّ الصابون بكافة أنواعه مادة ممتازة لتنظيف الجسم والشعر كجزء من نظام العناية بالبشرة الطبيعية.
  • يستخدم الصابون الأسود الأفريقي لأغراض علاجية، مثل علاج الأمراض الجلدية والتخلص من الندوب، وتنظيف النقاط السوداء، والتحسس الجلدي، والتخلص من روائح الجسم، والأكزيما وعلاج جروح الحلاقة .
  • يستخدم الصابون الحلبي أيضًا لأغراض علاجية مثل علاج العديد من مشاكل الجلد، وهو لطيف على البشرة ويمكن استخدامه لبشرة الأطفال الرضع والأطفال، ويُنصح به كذلك لأصحاب البشرة الحساسة.
  • يُعدّ صابون مرسيليا من المنظفات الشديدة الفعالية للملابس وهو يناسب جميع أنواع الملابس والأقمشة، لما يتمتع به من خصائص تقشيرية وشديدة التنظيف وخصائص مطهرة.


أنواع الصابون

للصابون أنواع كثيرة ومتعددة، ومن أهمها[٥]:

  • الصابون الصلب: والذي يًنتج باستخدام الزيوت والدهون التي تضُم نسبة عالية من الأحماض المشبعة.
  • الصابون شبه السائل: ويدخل في صناعته كل من زيت بذر الكتان وزيت بذر القطن وزيت السمك.
  • الصابون الصلب أو الصابون البحري: ويُحضّر من زيت جوز الهند، إذ ينتج صابون مُقاوم للذوبان في الماء العذب، غير أنه يذوب وينتج الرغوة في الماء المالح.
  • الصابون الشفاف: ويُستخدم في تحضيره كل من زيت الخروع وزيت جوز الهند ذي الجودة العالية والشحوم.
  • الصابون الفاخر أو صابون القشتالي: وهذا النوع من الصابون يُنتج من زيت الزيتون، إذ إن المكون الرئيس لزيت الزيتون هو الإستر الثلاثي الممزوج بحامض الأولييك.
  • صابون الحلاقة: ويتميز بأنه صابون طري وهو فيه نسبة من البوتاسيوم والصوديوم وحمض السيتاريك.
  • كريم الحلاقة: يُنتج من صابون الحلاقة وزيت جوز الهند.


كيفية صناعة الصابون

يُصنع الصابون بإحدى طريقتين، هما:[٥]

  • طريقة صناعة الصابون استخدام الحرارة:
    • في كأس زجاجي يتم عمل خليط يتكون من هيدروكسيد الصوديوم NaOH بتركيز 1M و100 مل من الزيت ويوضع معه 40 مل من هيدروكسيد الصوديوم.
    • يتم تحريك الخليط إلى أن يصبح كثيف القوام.
    • يُسكب بعد ذلك الخليط السابق في قوالب مخصصة، ويُغلّف ويُترك حتى يصبح صلبًا.
  • طريقة صناعة الصابون باستخدام الحرارة:
  • في كأس زجاجي نضع خليط يتكون من هيدروكسيد الصوديوم NaOH وتركيزه 1M، يضاف إليه 10 مل من محلول هيدروكسيد الصوديوم ويُسخّن.
  • يُخلط معه بعد ذلك 100 مل من الزيت إلى محلول هيدروكسيد الصوديوم الساخن مع الاستمرار بالتحريك.
  • ثم يخلط معه 30 مل من محلول هيدروكسيد الصوديوم مع التحريك والتسخين المستمر إلى أن يغلي الخليط.
  • ثم يضاف 40 مل من ملح الطعام مع إبقاء التسخين مستمرًا حتى تتكون طبقتان؛ الأولى علوية وهي الصابون، وتُفصل وتُسكب في قوالب وتُغلّف إلى أن تصبح صلبة.


المراجع

  1. "ماهو الصابون؟"، sites.google، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "من اخترع الصابون…..اليك بعض المعلومات التى تنم عن الدول التى اخترعت الصابون."، murtahil، 2018-12-25، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-5. بتصرّف.
  3. "اول من صنع الصابون واستخدمه"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-5.بتصرّف.
  4. ruoaa (2018-10-5)، "ملف كامل عن فوائد و استخدامات الصابون الطبيعي بأنواعه"، ruoaa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-5. بتصرّف.
  5. ^ أ ب المهندس أمجد قاسم (2012-11-6)، "صناعة الصابون وأنواعه"، al3loom، اطّلع عليه بتاريخ 2010-8-5. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :