محتويات
السياحة الفضائية
راجت السياحة الفضائية في أفلام الخيال العلمي، فكثير ما شاهدنا ركابًا على متن سفينة فضائية يتنزهون في الفضاء بين الكواكب والنجوم، ولكن الأمر لم يعد حكرًا على الأفلام، بل بات من الممكن التنزه خارج المدار في رحلة تضاهي التنزه في الحديقة أو ما شابه، لكنها تختلف عنها في كلفتها بلا شك، إذ ما زالت تتطلب أموالًا طائلة، مما جلعها حكرًا على الأثرياء في وقتنا الحاضر، وتجدر الإشارة إلى تسمية هذه الرحلات برحلات الفضاء الشخصية والاكتشاف الفضائي المدني؛ للدلالة على أن المتنزهين هم مواطنون هدفهم الترفيه عن النفس، وليسوا برواد فضاء يهدفون لاكتشاف ما أو آداء تجربة علمية، ويبقى السائح مخيرًا في نوع الرحلة الفضائية، فتوجد رحلات مدارية وأخرى تحت مدارية وثالثة بعد مدارية، علمًا بأن بلوغ الفضاء يبدأ من ارتفاع 100 كيلومترًا عن سطح الأرض.[١]
تاريخ السياحة الفضائية
دخلت سياحة الفضاء حيز التنفيذ منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، ومن الرحلات الفضائية الخاصة بالمواطنين ما يلي:[١]
- عام 2001 كانت نقطة البداية، فقد دفع المليونير الأمريكي دينيس تيتو عشرين مليون دولار لقضاء إجازة مدتها 8 أيام على متن محطة الفضاء الدولية.
- عام 2002 تلاه مارك شاتلورث من جنوب أفريقيا.
- عام 2005 تلاه الأمريكي غريغوري أولسن.
- عام 2006 خاضت التجربة الإيرانية أنوشة أنصاري.
- عام 2007 تصدرت أمريكا للمرة الثالة التجربة على يد تشارلز سيموني في عامي 2007، و2009.
- عام 2008 حلق ريتشارد جاريوت في الفضاء.
- عام 2009 حلق الكندي غاي لاليبريتيه في أيلول سبتمبر عام 2009، وكانت هذه آخر رحلة فضائية خاصة بالمواطنين، إذ لم يخض التجربة من ذلك الوقت حتى يومنا الحاضر أيّ مواطن عادي.
شركات السياحة الفضائية
فيما يلي بعض الشركات التي توفر رحلة السياحة إلى الفضاء:
- شركة فيرجين جالاكتيك: تقع في مدينة لندن، ولديها فروع في بلدان عديدة من العالم، قامت بتجربة فاشلة في هذا المجال، إذ تحطم الصاروخ أنتاريس الذي يحمل المركبة سبيس شيب تو بعد ثوانٍ قليلة من انطلاقه، وهذا الحادث الذي جعل القائمين على المشروع يفكرون أكثر لتوفير قدر أكبر من السلامة، لا سيما وأن عدد السياح المسجلين ألف سائح، وقد دفع مسبقًا كل واحد منهم 200 ألف دولار أمريكي.
- شركة إكسكور إيروسبيس: تقع في موهافي في نيو مكسيكو، تقدم رحلة رخيصة جدًا تقدر بنحو 95 ألف دولار وسط أجواء خصوصية تضمن السائح والطيار فقط.
- شركة سبيس أدفينتشرز وإكسكاليبور ألماز: تقع في جزيرة مان في المملكة المتحدة، تقدم رحلات إلى محطة الفضاء، والقمر، وكويكبات أخرى قريبة من الأرض، وذلك من خلال تكنولوجيا صاروخية روسية.[١]
- شركة أوريون سبان: صرحت هذه الشركة في مؤتمر سبيس 2.0 في مدينة سان خوسيه في كاليفورنيا، اعتزامها تدشين محطة أورورا لتصبح أول فندق في المدار الأرضي المنخفض، وسيكون جاهزًا بحلول عام 2022، وبحسب الشركة فإن النزلاء سيستقرون على متن هذه المحطة التي ترتفع 200 ميل عن سطح الأرض ليتسمتعوا بمشاهدة كوكب الأرض والشفق القطبي من علو، علمًا بأن سعر الرحلة 9.5 مليون دولار أمريكي للشخص الواحد لمدة 12 يومًا، وفي الوقت الذي يعتقد البعض أن تكاليف الرحلة لن تكون مقبولة، إلا أن قائمة الانتظار اكتملت، لا سيما وأن التواصل مع سكان كوكب الأرض سيكون متاحًا حسب ما صرح به مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي أوروين سبان، وإذا ما مل النزلاء فسيكون لديهم وجهات تسلية كالتحليق في الفضاء، والمشي على القمر، ولعب الجولف وغير ذلك عن طريق جهاز هولوديك الذي يحاكي الواقع الافتراضي، وسينامون في أكياس خاصة متصلة ببنية الوحدة الفضائية، فيما سيتناولون أطعمة مجففة بالتجميد، وعليه فإن الحاصلين على تذكرة الرحلة سيخضعون لفحص طبي صارم، لا سيما وأن قوة الجاذبية هناك تضاهي جاذبية الأرض على ثلاث مرات، ومع ذلك فقد يحول الزمن دون قدرة هؤلاء المسجلين بالرحلة على الانطلاق وخوض التجربة في ظل احتمالية إصابتهم بأي أمراض محتملة إلى ذلك الوقت، خاصة وأن التعب والغثيان والقيء كلها أمور محتملة قبل تعود الجسم ككل على البيئة الجديدة.[٢]
- وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس: صرّحت هذه الشركة في نهاية عام 2017 عن نيتها في بناء فندق 5 نجوم على متن محطة الفضاء الدولية لتشجيع الأثرياء على زيارة القمر الصناعي، علمًا بأن الجناح الجديد الخاص بروسيا يضم 4 كابينات خاصة بماسحة مترين مربعين لكل منها، مع إمكانيات تسهيلية لمشاهدة الأرض من ارتفاع 400 ميل، علمًا بأن كل كبينة مزودة بنافذة قياسها 16 بوصة، مع خدمات من النظافة والرعاية الطبية، بالإضافة إلى واي فاي بالمجان.[٣]
الوجه الآخر من غزو الفضاء
مما لا شك فيه أن انتقال الإنسان من بيئة إلى أخرى على مستوى السفر على نفس سطح الكرة الأرضية ينطوي على تغيرات كثيرة، فكيف بالانتقال الجذري من كوكب إلى آخر مجهول كليًا، ومهما حاول العلماء وصف الحالة فلن يعطوها حقها، لا سيما وأن أجساد الناس ليست واحدة، وما يتقبله جسم شخص قد يرفضه جسم شخص آخر، ومهما بدأ الأمر مثيرًا وجميلًا، لكنه ينطوي على العديد من المخاطر المحتملة مثل:
- قضاء الوقت الطويل في بيئة منعدمة الجاذبية يؤدي إلى إضعاف العظام وإصابتها بالهشاشة من ناحية، وتسطيح مقلة العين إلى حدّ التأثير على حاسة البصر، وقد لا يعاني من هذه المخاطر مَن يمضي مدة بسيطة من السياح، في حين أن العاملين بالفندق سيعانون من ذلك حتمًا.
- نقص المياه، وهو ما يؤثر على إجراءات النظافة الشخصية.
- تعذر ممارسة العلاقة الحميمية هناك.
- تسرب الجسيمات المشحونة إلى غرفة الفندق، وهو ما يؤثر على الحمض النووي.
- تشرب الإشعاعات الكونية إلى المركبة الفضائية، وهي تؤثر على العصب البصري أو القشرة البصرية في الدماغ.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت خالد بن الشريف (25-8-2019)، "ماذا تعرف عن سياحة الفضاء؟!"، ساسة بوست، اطّلع عليه بتاريخ 25-7-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ديفيد بيري (11-3-2019)، "سياحة الفضاء: مناظر خلابة وواقع افتراضي لمحاربة الملل"، عربي نيوز، اطّلع عليه بتاريخ 25-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "روسيا تخطط لبناء فندق 5 نجوم داخل محطة الفضاء الدولية للسياح الأثرياء"، اليو السابع، 23-12-2017، اطّلع عليه بتاريخ 25-7-2019. بتصرّف.