التهاب العصعص
يُطلِقُ الخبراء على الالتهاب الحاصل في العصعص اسم ألم العصعص-Coccydynia، وعادةً ما ينشأ هذا الألم في المنطقة العلوية من العصعص، كما تزداد حدته كثيرًا أثناء الجلوس، مما يجعل من الصعب على المصابين بهذه المشكلة الجلوس بصورة طبيعية، وقد ينشأ الألم أحيانًا بسبب التعرض لإصابة مباشرة فوق العصعص، لكن يُمكن للألم أن يظهر لدى البعض أيضًا دون سببٍ واضح، وقد يخلط البعض بين ألم العصعص وبين الألم الناجم عن عرق النسا، أو كسور عظم العصعص، أو التهاب المفصل العجزي الحرقفي، أو أشكال الالتهابات الأخرى الحاصلة بين الأرداف، لذا، يجب استشارة الطبيب المختص من أجل الوصول إلى التشخيص المناسب للمشكلة[١].
علاج التهاب العصعص
هنالك الكثير من الخيارات العلاجية التي يُمكن اللجوء إليها لتخفيف حدة الآلام الناجمة عن التهاب العصعص، منها الآتي[٢]:
- العلاجات المنزلية: ينصح الكثير من الخبراء باتباع بعض الخطوات العملية والبسيطة التي يُمكنها تقليل آلم العصعص، مثل:
- استخدام أنواع خاصة من الوسائد الطبية المصممة خصيصًا لمساعدة الأفراد الذين يُعانون من التهاب العصعص على الجلوس بأريحية.
- تجنب الجلوس لفترات زمنية طويلة ومحاولة تمييل الجسم قليلًا إلى الأمام أثناء الجلوس.
- ارتداء ملابس فضفاضة وتجنب الملابس الضيقة؛ كبناطيل الجينز مثلًا.
- وضع كمادات دافئة أو باردة فوق عظم العصعص.
- استعمال الأدوية الملينة للأمعاء في حال كان الألم يزداد كثيرًا عند التبرز.
- مسكنات الآلام: يلجأ الأطباء في البداية إلى وصف أنواعٍ من مضادات الالتهابات التي يُمكن الحصول عليه دون وصفة طبية؛ كدواء اليبوبروفين مثلًا؛ بسبب قدرة هذه الأدوية على تخفيف الآلام والالتهابات الحاصلة في منطقة العصعص، لكن في حال كان المريض يُعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي، فإن الطبيب قد يلجأ إلى وصف دواء الباراسيتامول بدلًا عن فئة مضادات الالتهاب التي ينتمي إليها دواء الايبوبروفين، بسبب الأثار السيئة لهذه الأدوية على المعدة، وعلى العموم، يبقى الطبيب قادرًا أيضًا على وصف أنواع أقوى من مسكنات الآلام في حال كان الألم شديدًا للغاية، ويُعد دواء الترامادول أحد هذه المسكنات، لكن هذا الدواء يبقى مشهورًا بتسببه لأعراض جانبية كثيرة، مثل: الإمساك، والصداع، والدوار.
- العلاج الطبيعي: يستعين الأطباء أحيانًا بأخصائيين العلاج الطبيعي لعلاج الأفراد الذين لم تتحسن حالتهم كثيرًا بعد مرور بضعة أسابيع على إصابتهم بالتهاب العصعص، وعادةً ما ينجح هؤلاء الأخصائيين في تعليم المريض أنواعًا محددة من التمارين التي تهدف إلى إراحة العضلات المحيطة بالعصعص، بالإضافة إلى تعليم المريض بعض الحركات والوضعيات المناسبة لحالته.
- الحقن: تتوفر في الصيدليات والمستشفيات أنواعٍ من الحقن الطبية التي يُمكن للطبيب حقنها مباشرة حول عظم العصعص لتخفيف حدة الالتهاب والألم، لكن مفعول هذه الحقن قد لا يتجاوز بضعة أسابيع في كل مرة، كما أنها تبقى عاجزة عن شفاء المرض وقد تتسبب بحصول ضرر في عظام أسفل الظهر أيضًا.
- الجراحة: يلجأ الطبيب إلى الخيار الجراحي في حال فشلت جميع الجهود الأخرى عن إيقاف الالتهاب والألم، وقد تهدف الجراحة في هذه الحالة إلى إزالة جزء من عظم العصعص أو إزالته كاملًا، لكن من المعروف أن الشفاء من هذه العملية يستغرق وقتًا طويلًا قد يمتد لعام كامل أحيانًا.
تاريخ التهاب العصعص
يشتهر التهاب أو ألم العصعص بكونه من بين أكثر الأمراض والمشاكل الصحية التي حامت حولها الكثير من المعتقدات الخاطئة في الماضي؛ ففي عام 1900 دأب الأطباء على إعطاء الحالات التي تُعاني من آلام أسفل الظهر جميعها تشخيص واحد هو ألم العصعص، وهذا أدى إلى قيام الأطباء بإجراء عملية استئصال العصعص عند جميع الأفراد الذين يشكون من آلام أسفل الظهر، لكن ومع مرور الوقت بدأ الأطباء بالشك في هذا الموضوع وحاول بعضهم اثبات أن عدم نجاح عملية استئصال العصعص يشير إلى أن حالة ألم العصعص هي حالة ناجمة عن الإصابة بالعُصاب، الذي هو عبارة عن مشكلة نفسية بحتة، لكن الدراسات التي أجريت للكشف عن نجاعة العلاجات النفسية للتعامل مع آلام العصعص لم تضفي إلى أي نتيجة، مما أدى في النهاية إلى التسليم بكون أصل هذا الألم يرجع إلى وجود مشكلة بدنية لا علاقة للحالة النفسية بها[٣].
المراجع
- ↑ Jerry R. Balentine, DO, FACEP (18-7-2018), "Coccydynia (Tailbone Pain)"، Medicine Net, Retrieved 16-4-2019. Edited.
- ↑ "Coccydynia (tailbone pain)", National Health Service,10-7-2016، Retrieved 16-4-2019. Edited.
- ↑ Richard A. Staehler, MD (13-1-2017), "Coccydynia (Tailbone Pain)"، Spine-Health, Retrieved 16-4-2019. Edited.