عثمان بن عفان
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس رضي الله عنه، من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وسُمي بذو النورين؛ لأنه تزوج ابنتا النبي الكريم؛ رقية رضي الله عنها، وكان ذلك قبل البعثة وأنجب منها ولدًا، ثم توفيت بعد غزوة بدر، فتزوج من أختها أم كلثوم رضي الله عنها، ولقد عُرف عن عثمان طلاقة الوجه وبشاشته، وكان كبير اللحية، وعظيم الكراديس، وأسمر اللون، وعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنا نشبه عثمان بأبينا إبراهيم صلى الله عليه وسلم) [أخرجه مسلم]، ولقد كان النبي يحبه ويدعو له بالخير، ولعل من أبرز الصفات التي تميزه عن غيره كانت شدة حيائه حتى أن الملائكة كانت تستحي منه، كما أنه كان على علم بمناسك الدين والعقيدة[١].
إنجازات الخليفة عثمان بن عفان
خَلف عثمان بن عفان الفاروق عمر بن الخطاب في حكم الدولة الإسلامية وخلافة المسلمين، وكان ذلك في العصر الراشدي، ولقد دامت فترة حكمه اثنتي عشر عامًا، حسب ما يرى دارسو التاريخ الإسلامي والمطلعون على كتب السيرة وأخبار والصحابة، وقد كانت فترة حكمه وما قبلها حافلةً بالإنجازات، ومن ذلك[٢]:
- جمع القرآن الكريم بلغة أهل مكة القرشية وذلك خوفًا على الآيات والسور من أن يمسها التحريف والضياع، وبعد الانتهاء من جمعها أرسل نسخة إلى كل موطأ ومكان.
- أُنشأ أول أسطول بحري للمسلمين في عهد عثمان بن عفان، وذلك بقياد معاوية بن أبي سفيان، عندما واجه المسلمون خطر البيزنطيين، وفتحوا جزيرتي رودس وقبرص في معركة تاريخية سميت بذات الصواري.
- اشترى عثمان بن عفان بئر رومة، وهي بئر شهيرةً في المدينة المنورة، احتاجها المسلمون لمائها بعد الهجرة، وكانت ليهودي رفض أن يمنحهم الماء، فاشتراها عثمان كاملةً وجعلها متاحةً للمسلمين.
- اشترى عثمان بن عفان أرضًا قريبةً من الحرم المكي في مكة بعد الفتح الإسلامي من أجل توسيعها، وذلك نزولًا عند رغبة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي صرح بها للمسلمين واعتذروا لقلة المال، فما كان من عثمان إلا أن اشتراها.
- اشترى عثمان بن عفان المساحة القريبة من المسجد النبوي وقام بتوسيعها، وذلك بعد أن ازدادت أعداد المسلمين الداخلين في الإسلام، وأصبح المكان ضيقًا عليهم.
- ساهم عثمان بن عفان بالكثير من المال في تجهيز جيش العسرة، إرضاءًا للنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بتوفير الأسلحة والطعام وما يحتاجون، فقد كان عثمان من أشهر وأغنى تجار قريش.
مدفن الخليفة عثمان بن عفان
توفي الخليفة الجليل عثمان بن عفان في شهر ذي الحجة من السنة 35هـ وكان ذلك بعد العصر، ولا اختلاف كبير بين العلماء على مكان دفته ، فكما قال العلامة ابن كثير إن موقع قبره في شرق البقيع، بعد أن خرج به إلى القبر عددًا من الصحابة كان منهم ابن الزبير، وطلحة، وعلي رضي الله عنهم أجمعين، وبعد وفاته انتقلت الخلافة إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ليدخل المسلمون في مرحلة جديدة من الخلافة والولاية فيما بعد[٣].
المراجع
- ↑ "سير أعلام النبلاء"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-9.
- ↑ "انجازات عثمان بن عفان رضي الله عنه"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-9.
- ↑ "موضع قبر عثمان بن عفان رضي الله عنه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-9.