محتويات
دودة العلقة
تعدّ دودة العلقة نوعًا من أنواع الديدان القليلة التي تعيش في المياه العذبة، ولها جسم أسطواني مسطح مقسم إلى ثلاث وثلاثين أو أربع وثلاثين قطعة، يكون الجانب الظاهر منها ذا لون بني داكن يميل إلى الأسود، ولها خمسة أزواج من العيون تقع في نهايتها الأمامية، كما أن دودة العلقة خنثى، فهي تحتوي على الأعضاء الذكرية والأنثوية، فيكون الإخصاب داخليًّا، ويُوضع كيس البيض في تربة رطبة عادة بالقرب من الشاطئ وبعد حوالي 14 يومًا يفقس البيض، وتتواجد دودة العلقة في أغلب دول العالم، إذ تعدّ قارة أوروبا أكثر مكان تتواجد فيه، وعندما تلتصق العلقة بجسم العائل، فإن اللعاب الذي تفرزه يحتوي على مواد نشطة بيولوجية، وتضم مضادات التجلط، كما تشمل مواد مخدرة تخدر مكان العضة، ومنذ القدم وقبل أن يتطور الطب، كانت تستخدم دودة العلقة في المجال الطبي، إذ كانت تستخدم لامتصاص بعض الدم من جسم المريض، إذ إنهم كانوا يعدّون أنّ خروج هذا الدم من جسم المريض يجعله يشفى من مرضه. [١]
أماكن تواجد دودة العلقة
تعدّ دودة العلقة برمائية، أي أنها تحتاج إلى كل من الأرض والمياه، ولكنها تفضل التواجد في المياه العذبة، مثل المستنقعات والبرك، ويمكن أن تكون الموائل المثالية لها هي البرك الصغيرة ذات القاع الموحل، والتي تتواجد فيها الضفادع، ويتواجد هذا النوع من الديدان في أغلب دول العالم، إلا أن المناطق الجغرافية الحيوية لها يمتد نطاقها عبر العالم من أجزاء غرب أوروبا وجنوبها إلى جبال الأورال وإلى شمال شرق البحر المتوسط.[٢]
سلوك دودة العلقة
بما أنَّ دودة العلقة برمائية فهي تتحرك في كل من الأرض والمياه، وتتحرك في الماء عن طريق تقلص العضلات الطولية للجسم في حركة تشبه الموجة التي تدفعه للأمام في الماء، أما في الأرض فتتم الحركة عن طريق الحلقات، وهي حركة مماثلة لحركة الديدان الزاحفة، بينما عندما ترتاح دودة العلقة فإنها تتواجد تحت أشياء كبيرة على الخط الساحلي، خارج الماء جزئيًا، وتعد دودة العلقة حساسة للضوء والحرارة.[٢]
مكونات لعاب دودة العلقة
من خلال الكثير من التجارب التي تمت في العديد من المختبرات في العالم على تحليل عينات مختلفة من لعاب دودة العلقة توصّل لأهم ما يحتويه اللعاب، ويشمل مادة Vasodilator، وهي مادة توسّع الأوعية الدموية، وهي بديل للمادة التي تسمى أديانترا الموجودة في الأدوية التي يتناولها مرضى القلب والذبحة الصدرية، كما يحتوي اللعاب على مادة Hirudin، إذ تمنع هذه المادة تجلط الدم، وتعدّ هذه المادة باهظة الثمن، كما وتدخل في تحضير الأدوية المتعلقة بعلاج التهاب الأذن الوسطي، كذلك يعدّ أنزيم Hyaluronidase من المكونات الموجودة في لعاب دودة العلقة، إذ يزيد هذا الإنزيم نفاذية الجلد، ومادة مثبط التريبتيز Tryptase inhibitor التي تثبط عمل الأنزيمات المححلة للأنسجة، وكذلك مادة الإيجاليين Eglins والتي تعدّ مضادًا للالتهابات التي تنجم عن وجود بعض الإنزيمات مثل أنزيم الكايميز، إضافة إلى الأحماض الفوسفاتية والأحماض الدهنية التي تساعد على عدم التئام الجرح، إذ تفيد العلقة في استمرار امتصاص الدم من الجسم الذي قامت بعضه، ويحتوي لعاب دودة العلقة على مواد شبيهة بالهيستامين ومادة الأستيل كولين، إضافةً لمواد مخدرة موضعية، تساعدها في تقليل شعور الجسم المتعرض للعضّ بوجودها.[٣]
تغذية دودة العلقة
دودة العلقة دودة طفيلية، إذ يتغذى البالغون منها على دم الثدييات، إذ إنها تعلق على الجسم العائل، وتمصّ الدم من خلال الثقب الذي ينتج من عضتها على جلد ضحيتها، وفي نفس الوقت تحقن مادة مخدرة تنتج مع لعابها حتى لا يشعر العائل بالوجع فلا يُكشف عن وجودها، إضافةً إلى أنَّ لعابها يحتوي مضادًّا للتخثر يبقي الثقب الذي صنعته مفتوحًا أثناء امتصاص الدم، وتستغرق عملية امتصاص الدم عادةً ما بين 20 - 40 دقيقة وتترك ندبة ثلاثية على شكل نجمة على جسم العائل، وبعد امتصاص وجبة كاملة من 10 مل - 15 ملًّا من الدم، يزداد حجم العلقة من 8 - 11 ضعف حجمها قبل امتصاص الدم، وتتغذى دودة العلقة مرة واحدة كل ستة أشهر إذا تناولت وجبتها كاملة، أما دودة العلقة الصغيرة فلا تستطيع أن تتغذى على الثديات لأن فكيها ليست قوية كفاية لاختراق جلد الثدييات، فتتغذى على الضفادع بدلًا من الثدييات.[٢]
فوائد دودة العلقة للإنسان
منذ القدم استخدمت دودة العلقة في الكثير من المجالات الطبية، وما زالت تستخدم لحل بعض المشكلات الصحية، ومنها إزالة الدم الفاسد المتسرب تحت الجلد، إذ تُوضع الدودة في منطقة تجمع الدم لتمتصه، كما تستخدم في علاج أمراض الأوردة الدموية، ومنع حدوث التجلط أو الخثرات، كذلك تعد مفيدة في علاج الذبحة الصدرية الحادة والمزمنة والأمراض المتعلقة بالشرايين وحالات احتشاء عضلة القلب وتصلب الشرايين، وعلاج الأمراض الروماتزمية والروماتويد المستعصية، وعلاج الطنين المزمن في الآذان الذي لا يفلح معه كثير من العلاجات التقليدية، كما وتهضم البروتينات المعقدة الموجودة في الدم، وهي مفيدة في مجال علاج البواسير أو الدوالي الشرجية، وعلاج للجيوب الأنفية المزمن، وكذلك تعد مفيدة في علاج بعض أنواع الالتهابات المختلفة في الجسم، والتهاب أوتار العضلات، كما تساعد على تنشيط نخاع العظم في إفراز خلايا جديدة، وتخفف من آلام فقرات الرقبة المزمن، إضافةً لدورها في تسريع التعافي في حالات الجلطات الدماغية في حال حدوثها، مما يعجل بشفاء المريض خلال أيام، بدلًا من أن يظل راقدًا ومشلولًا مدى الحياة، كما يستخدمها البعض في علاج حالات الصداع المزمن سواء الكلي أو النصفي.[١][٢]
المراجع
- ^ أ ب "الفوائد الصحية لـ دودة العلق"، البوابة ، 2018-9-12، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-19. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث Kathy Silverstein, "Hirudo medicinalis"، animal diversity, Retrieved 2019-4-19. Edited.
- ↑ "Salivary lipid profiles of the leech (Hirudo medicinalis)"، ِAOCS، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-19.