- ذات صلة
- أين تقع الزبير
- أين تقع تبريز
التعريف بالأحواز
الأحواز دولة عربية غنية بالنفط تبتلعها إيران منذ ما يزيد عن تسعين عامًا، ويطلق عليها اسم عربستان، أو خوزستان، أو الأهواز، أو عرب الهولة، والأحواز كلمة مأخوذة من الفعل حاز، ومصدره الحوز، ويعني الحيازة والتملك، أما كلمة الأهواز فهي كلمة الأحواز نفسها، ولكنها محرّفة بفعل اللسان الفارسي الذي لا يستطيع نطق حرف الحاء، فيقلبه إلى هاء، أما عربستان فهو الاسم الذي كان يطلقه الفرس على هذا الإقليم الغني الفريد قديمًا، قبل الاحتلال، بينما خوزستان هو الاسم الذي اختارته إيران للإقليم، في محاولة منها لطمس هويته العربية.
تقع الأحواز على الساحل الشرقي للخليج العربي، بدءًا من الشمال، وتحديدًا من الجهة الشرقية لشط العرب المتاخمة للحدود العراقية، وينتهي الإقليم في الجهة الغربية لنهر جاقين الواقع في الجنوب، أما من الجهة الشرقية فتفصل إقليم الأحواز حدود طويلة تمتد علی طول جبال زاجرس التي تشكل حدًّا جغرافيًّا طبيعيًّا يفصل الإقليم عن بلاد فارس، في حين يقع الخليج العربي، والحدود المائية التي تفصل الإقليم عن دول الجوار من الجهة الأخرى.
تبلغ مساحة إقليم الأحواز حوالي (370.000) كيلو متر مربع، إلا أن الحكومة الإيرانية قامت باقتطاع ما مجموعه ( 25.400) كيلو متر مربع، وضمتها إلى محافظات فارس، وأصفهان، ولرستان؛ متعللة بإجرائها تنظيمات إدارية حديثة، ولكن، لا يخفى على ذي لُبّ أن الهدف من هذه العملية ما كان إلا لتقليص المساحة الجغرافية للإقليم، وتقسيم جسده الواحد إلى أجزاء، وبهذا تكون مساحة الأحواز قد تقلّصت لتصبح (344.600) كيلو متر مربع. [١]
أما سكان الأحواز فيبلغ عددهم حوالي ثمانية ملايين نسمة، تشكل نسبة السكان العرب منهم (99%) يعتنقون المذهب الشيعي الاثني عشري، والسنة الذين ما زالت أعدادهم تزداد منذ العام (1988م) بفعل موجات التسنن المتلاحقة، ولكن هذه النسبة تقلصت بفعل محاولات إيران المتكررة لطمس هوية الإقليم من خلال تشجيع الفرس للاستيطان في الإقليم، وتهجير السكان الأصليين لتصبح (95%) من العرب، و(5%) من الفرس، وقوميات أخرى، والملاحظ أن كثيرًا من العرب في الأحواز يقيمون في الخارج، لعدة أسباب منها ما هو سياسي، وآخر اقتصادي.[٢]
التاريخ الأحوازي
تُشير كثير من المصادر إلى أن الوجود العربي في الأحواز قديم جدًا، إذ توجد الكثير من العشائر العربية التي استوطنت في شرق الخليج منذ القدم، في جنوب الأحواز التي تشبه في بيئتها وتضاريسها بيئة وتضاريس الجزيرة العربية، مثل المشعشعي؛ وهم بطن بطون السادات الهاشميين، ينتسبون إلى الإمام موسى الكاظم، وبني كعـب الذين سكنوا في قبان، والفلاحية، وانتشروا أسفل أطراف مصب نهر كارون، ثم استقروا في جنوب غرب الأحواز، وبني طرف؛ وهم بطن من بطون قبيلة طي، التي ينتسب إليها الجواد الكريم حاتم الطائي، وسكنوا الخفاجية والحويزة، وقبائل آل سيد نعمة؛ وهم تجمع قبلي اختلطت فيه البطون والأفخاذ من شتى القبائل العربية، مثل القطارنة، والمجادمة، والحلاف، وبني منصور، والخضيرات، وغيرها، والباوية الذين كانوا يسكنون شرق نهر كارون، وأصلهم من ربيعة، والزرقان؛ وهم تفرع من الباوية، وكثير؛ وهم من أكبر عشائر الأحواز عددًا، وبني تميم، وغيرها، وقد أشار المؤرخون الغربيون إلى هذه المسألة، بل إن بعضهم عدّ إقليم الأحواز جزءًا من الجزيرة العربية رغم فصل البحر بينهما.
وبالرغم من ذلك، ظل وجود العرب في الأحواز محدودًا حتى جاءت الفتوحات الإسلامية بعد معركة القادسية التي سقطت معها بلاد فارس، والأحواز في القبضة الإسلامية التي استمرت إلى حين سقوط الخلافة العباسية على يد المغول الذين سيطروا على المنطقة في العام (1258) للميلاد، وبعد أفول نجم الدولة العباسية وتفككها قامت في شمال الأحواز دولة بني أسد التي اتخذت من مدينة الأحواز حاليًّا عاصمة لها، بالإضافة إلى دويلات أخرى أُسست على يد عشائر عربية، مثل: بني لام وكعب في الشمال، والقواسم، وبني تميم في الجنوب.
وفي مطلع القرن السادس عشر الميلادي، أُسست الدولة الصفوية في شمال إيران سنة (1506) على يد مجموعة من قبائل التركمان، وكان ذلك مزامنًا لقيام الدولة العثمانية عام (1518) ميلاديًا، وعلى حدود الدولتين الكبيرتين قامت إمارة عربية صغيرة اسمها الدولة المشعشعية على يد الأمير محمد بن فلاح المشعشعي، واستمرت خمسة قرون كاملة، حتى آل الحكم فيها سنة إلى آل رشيد، وهم من بني سعد، وكان ذلك سنة (1724) ميلاديًا، وقد سميت الإمارة في ذلك الوقت بالدولة الكعبية.
ويمكن اعتبار الفترة التي حكم فيها الشيخ سلمان بن سلطان آل ناصر بين عام (1737-1767) ميلاديًا، هي الفترة الذهبية للإمارة العربية الأحوازية، فقويت أساطيلها، وسيطرت على مياه الخليج، مما مكنها من التفوق على كل من الأساطيل الصفوية، والعثمانية، والبريطانية، ثم تأسست بعد عقود مدينة المحمرة سنة (1812) ميلاديًا، وهذه كانت تخضع لسيطرة قبيلة البوكاسب، فهم من كان يتولى زمام الأمور في الإمارة، ويعد الشيخ خزعل بن جابر ابن مرداو الذي ولد عام (1861) ميلاديًا، آخر أمراء الدولة الكعبية وساداتها، فقد ظل يحكم الإمارة إلى حين سقوطها عام (1925) ميلاديًا في يد إيران التي ظلت تمني النفس في احتلال الأهواز منذ القرن التاسع عشر، وفي بداية القرن العشرين أخذت العلاقات بين إيران، والشيخ خزعل تتدهور تدريجيًّا، خاصةً بعد قيام الحرب العالمية الأولى؛ إذ وقفت إيران محايدة، بينما وقف الشيخ خزعل مع بريطانيا، بالإضافة إلى أنه عارض الامتيازات الترابية والإستراتيجية التي وعد شاه إيران روسيا بمنحها لهم، وكانت من ضمن تلك الامتيازات منطقة الأحواز الأهواز.
وما أن حل العام (1922) ميلاديًا، حتى باتت الدولتان على شفى المواجهة والمصادمة، لدرجة أن الشيخ خزعل لم يعد يأمن على نفسه من السفر إلى طهران خوفًا من أن يؤخذ إليه وغدرًا، ووصل الأمر به في العام (1924) ميلاديًا أن أرسل أهله، وبعث أملاكه إلى مدينة البصرة، واتخذ كافة التدابير اللازمة لحماية نفسه أثناء الإقامة في المحمرة التي تركها فيما بعد ليستقر في البصرة، ولكن الحكومة الإيرانية استطاعت ان تستدرجه إلى المحمرة مرة أخرى، بعد أن خدعته بأكذوبة سحب قواتها العسكرية من المدينة، فقد نجح رجال رضا خان في اعتقال الشيخ خزعل في شهر تشرين الثاني من العام (1925) ميلاديًا، ليكون ذلك آخر عهد الدولة الكعبية في الأحواز.[٣]
أهمية الأحواز الإستراتيجية
تعدّ الأحواز من أغنى الدول العربية من حيث ثرواتها الطبيعية، ومن أكثرها أهمية من الناحية الإستراتيجية، فهي غنية بما تمتلكه من مخازين هائلة من النفط، والغاز، كما أن كما أن وفرة المياه العذبة فيها، وتشعب الأنهار جعل من أرضها أرضًا زراعية خصبة، إذ تشكل الموارد الموجودة في الإقليم نصف ناتج إيران القومي.
وتعد الأحواز من أغنى مناطق العالم بالثروات الطبيعية، وهذا ما دعا الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي إلى القول بأن إيران تحيا بخوزستان، وهذا ليس بمستغرب إذا علمنا أن الأحواز بما تمتلكه من امتداد على طول ساحل الخليج العربي الشرقي والشمالي جعل منها صلة الوصل بين كل من إيران والعالم بموانئها ومنافذها البحرية، ثم إن اكتشاف كل من النفط والغاز الطبيعيّ فيها يزيد من أهميتها الإستراتيجية؛ فهو يمثّل ما نسبته (90%) من مجمل إنتاج إيران من النفط، كما إن الغاز الذي يُستخرج من باطن الأرض في الأحواز تزيد نسبته عن (90%) من إجمالي إنتاج الغاز في إيران.
كما تتميز الأحواز بمياهها الوفيرة التي تشكل نصف مخزون إيران المائي الذي استُهلك للشرب والري، ففيها تمر خمسة أنهار، منها: نهرالكارون، ونهر الكرخة، والجراحي، بالإضافة إلى اشتهار الأحواز بزراعة عدد مهم من الأشجار والمحاصيل التي تعد رافدًا مهمًا وكبيرًا للاقتصاد الإيراني، إذ تشكل نسبة إنتاج القمح في الأحواز (50%) من إجمالي إنتاج إيران، ويبلغ إنتاجها من الحبوب نسبة تقارب (40%) من الإنتاج الإيرانيّ، أما التمور فتنتج الأحواز حوالي (90%) من مجمل الإنتاج الإيرانيّ، ففي الأحواز زُرعت ما يزيد على أربعة عشر مليون نخلة، بالإضافة إلى ما يوفره إقليم الأحواز السليب من مزايا كثيرة عملت على تحقيق التفوق الاقتصادي والعسكري لإيران، فموقعه المهم مكّنها من السيطرة على مضيق هرمز.[٤]
المراجع
- ↑ "جغرافيا الأحواز"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-27. بتصرّف.
- ↑ "إقليم الأحواز"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-27. بتصرّف.
- ↑ "منطقة الأهواز"، الجزيرة نت، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-27. بتصرّف.
- ↑ "أرض غنية وشعب فقير.. ثروات الأحواز المنهوبة"، الموقع الرسمي الإعلامي محمد صابر، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-27. بتصرّف.