محتويات
الفاتيكان أصغر دولة من حيث عدد السكّان
تتصدر دولة "مدينة الفاتيكان" قائمة أقل البلدان سكّانًا ومساحةً في العالم، إذ يُقدّر عدد سكانها بـ 1000 نسمة، على مساحةٍ لا تتجاوز 0.4كم2، وتقع هذه الدولة الصغيرة داخل حدود مدينة روما الإيطاليّة، ويتكلّم سكانها اللّغة الإيطاليّة، ويستخدمون اللاتينيّة القديمة في الشؤون الرسميّة.
يُعد نظام الحكم في الفاتيكان كنائسي كهنوتي، بقيادة بابا الكنيسة الكاثوليكيّة، وتبلغ نسبة رجال الدين وأعضاء الكنيسة 74% من مجموع السكان، وتقدّر نسبة الحرس البابوي فيها بـ 18% من المجموع العام، وعلى الرغم من أنّ الفاتيكان صغيرة المساحة وقليلة السكان، إلّا أنها تستقبل ما يزيد عن 5 ملايين سائحًا سنويًا، وتمثّل هذه النسبة ما يزيد عن 663% من مجموع سكان المدينة.
نبذة تاريخيّة عن الفاتيكان
كانت منطقة الفاتيكان في العصر الروماني القديم تجمّعًا للمباني الراقية والحدائق العامّة، والتي بدأ العمل على إنشائها فترة حكم الإمبراطور كاليجولا، وتم الإنتهاء منها وقت الإمبراطور نيرون، ولطالما طغت على الفاتيكان الصبغةُ الروحانيّة، وحتى قبل ظهور المسيحيّة في روما، إذ كانت الفاتيكان منطقة دينيّة مقدّسة غير مأهولة بالسكان، إذ كانت هذه المدينة تحوي مُختَلف الأبنية والأضرحة والمقابر المقدّسة، بالإضافة للعديد من مذابح الآلهة الوثنيّة الخاصة بالأديان الرومانيّة القديمة، واستمرّت المدينة على ذلك الحال حتى ظهرت الديانة المسيحيّة في روما، واختير القديس بطرس كأول بابا لها في القرن الأول الميلاديّ، وعلى الرغم من الصعوبات والإضطهادات التي تعرّض لها أبناء الدين الجديد، إلا أنّهم صمدوا في وجه الدكتاتوريّة الرومانيّة، وقدّموا العديد من التضحيات البشريّة في سبيل حريَّتهم الدينيّة.
ازدادت أهميّة الفاتيكان أكثر وأكثر بعد الإنتهاء من بناء كنيسة القديس بطرس في النصف الأوّل من القرن الرابع، والتي شُيِّدت تكريمًا لإستشهاده وَتلاميذِه المُخْلِصين، وباتت هذه الكنيسةُ رمزًا للكاثوليكيّة في مختلف أنحاء العالم، ومنذ ذلك الحين أصبحت المدينة أكثر اكتظاظًا ونشاطًا، وازدادت معها صلاحيّات البابوات ونفوذهم الإداريّ فيها، ليمتدّ لاحقًا ويطال معظم الأراضي الإيطاليّة، واستمّرت سطوة البابوات الإداريّة والماليّة على الأراضي الإيطاليّة لغاية القرن التاسع عشر، وبالتحديد بعد تأسيس المملكة الإيطاليّة وتوحيد أراضيها، واستمر الخلاف بين مجتمع البابوات وبين حُكّام إيطاليا حتى عام 1929، الذي شهد توقيع سلسلة معاهدات لاتران، التي شملت ثلاثة بنود، البند السياسي: والذي يقرّ باستقلاليّة دولة الفاتيكان عن السيادة الإيطالّية، والبند الدينيّ: وينظِّم الأمور الدينيّة بين الفاتيكان وإيطاليا، والبند المالي: ويشمل آليّة التعويضات الماليّة لقاء المخاسر التي تكبّدتها الفاتيكان إثر التوحيد الإيطالي.
أهمّ المعالم العريقة في الفاتيكان
- كاثيدرائيّة القديس بطرس: امتدّت مراحل بناء كاتدرائيّة القديس بطرس بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، لتحلّ محلّ المباني القديمة التي شُيِّدت في منتصف القرن الرابع الميلادي، على ما يعتقد أنه المكان الذي دُفن فيه القديس بطرس، وكان مُعظم تمويل البناء لهذه الكنيسة من عوائد بيع صكوك الغفران على عامّة سكان القارة العجوز، ويتميّز تصميم هذه الكاثيدرائيّة بالفخامة والصرحيّة بآنٍ واحد، فمن قُبّتها الضخمة، لجدرانها المزخرفة بالفسيفساء، لأرْضِيَّاتها المزيّنة بالتماثيل، تُعد كنيسة القديس بطرس تحفةً فنيّة معماريّة لا مثيل لها في أوروبا كاملة، واشترك في خَلْقِ هذه التحفة القديمة، العديد من فنّاني ونَحّاتي ومعمارييّ ذلك الزمن الجميل، ومن أشهر تلك الأسماء: ميكل أنجلو، وجان لورينزو برنيني، وجيوتو دي بوندون.
- ساحة القديس بطرس: هي ساحة كبيرة تقع مباشرةً أمام الكاثيدرائيّة التي تحمل نفس الاسم، وقام بتصميمها الفنان الإيطالي برنيني، ويشمل تصميمها مجموعةً من الأرْوِقَة الدُّوريّة، التي يتخلّلها مجموعة من الأعمدة الضخمة التي تحتضن زوارها، لِتَرمِيَ بهم لمجموعةٍ من الحدائق الصغيرة والنوافير المائيّة الراقية، وتتوسّط ساحة القديس بطرس مسلّة فرعونيّة قديمة، تُعدّ واحدة من أكبر مصادر الجذب لزوار المدينة.
- كنيسة سيستينا: هي كنيسة صغيرة في القصر الرسولي، الذي يُعد المقر الرسمي للبابا في مدينة الفاتيكان، واشترك بتصميمها عددٌ من فناني عصر النهضة، من أمثال: بيرنيني، وميكل أنجلو، ووساندرو، وبوتيتشيلي، وتتميّز هذه الكنيسة بالجداريات الفنيّة المستوحاة من قصص العهد القديم، كمملكة سليمان وقصر داوود.
- القصر الرسولي: هو القصر الخاصّ بالبابا، والمسكن الرئيسي له داخل مدينة الفاتيكان، وشُيِّد هذا القصر تكريمًا للبابا سيكستس الخامس. ويتضمن القصر كلًّا من: شقق البابا السكنيّة، ومكاتب الأساقفة، وكنيسة سيستينا، والمكتبة العامة، ومتحف الفاتيكان.
قائمة بِدُوَل أخرى قليلة السكان
- جمهوريّة ناورو: والمسمّاة بالجزيرة السعيدة، تقع في الطرف العلوي من المحيط الهادي، وتُعتبر أصغر جمهوريّة مستقلّة مساحةً في العالم، ويُقدّر تعدادها السكاني ب 10,263 نسمة.
- توفالو: كانت تُعرف سابقًا بجُزُر إليس، ويتوسّط موقعها الطريق بين هاواي وأستراليا في منصف المحيط الهادي، ويبلغ عدد سكان توفالو 10،500 نسمة تقريبًا.
- جمهوريّة بالاو: تقع في المحيط الهادي، على بعد 800كم من الفلبين، ويبلغ عدد سكانها قرابة 21،000 نسمة.
- جمهوريّة سان مارين: وتقع في شبه الجزيرة الإيطاليّة، على حدود سلسلة جبال أبينيني، يقارب عدد سكان سان مورينو 31,000 نسمة.
- إمارة ليختنشتاين: تتوسّط هذه الإمارة الصغيرة جبالَ الألب، إذ تحدّها من الشرق النمسا، ومن الغرب سويسرا، ويقدر عدد سكانها ب 37,776 نسمة.
