التربية عن طريق الفن
للتربية الفنية دور مهم في بناء شخصية الإنسان فهي تساهم مع بقية المواد الدراسية في تكوين فرد ذي شخصية متكاملة وتعطيه قدرة للاستجابة للجمال أينما وجد، ويؤكد الباحثون على أهمية الفن في التربية باعتباره القوة المهذبة لغريزة الإنسان والتي ترفعها إلى المستويات الرفيعة فهو يهذب النفس البشرية ويضمن لها نموًا في الذوق والإحساس بالجمال إضافةً إلى اكتساب المهارات الفنية، ويعطى الفن في المدارس على أنه مادة ممتعة وله دور كبير في التربية فالذي يدرس الفن تتغير عاداته ويتغير سلوكه ويصبح قادرًا على إدراك المعاني والقيم الجمالية في الأشياء المحيطة به.
وتعد التربية الفنية جوهر التربية الوجدانية التي تغني الفرد روحيًا وتكمل اهتماماته العملية والفكرية، فتكتمل شخصيته الفنية عن طريق تنمية وتطوير مفاهيم التذوق السليمة ومعايير الاستمتاع الصحيحة بكل حواسه، وتعد التربية الفنية جزءًا مكملًا للعملية التربوية فالطفل يجد في الفن طريقة للتعبير عن انفعالاته وأحاسيسه، والمراهق يجد في الفن طريقة للتعبير عن طموحاته ورغباته الخيالية، والبالغ يجد في الفن طريقة للتعبير عن أفكاره وتشكيل شخصيته المستقبلية، ولهذا يجب أن تمارس التربية الفنية وفق ما توصلت إليه مؤخرًا الأبحاث التربوية والنفسية التي تُعنى بتعليم الفن ولا تبنى الشخصية المتكاملة للإنسان إلا عن طريق تعلم كافة مواد المعرفة والفهم المتعلقة بالفن، إذ تبنى علاقة سوية ومنسجمة مع بعضهما البعض، وبهذا نستطيع أن ننشىء جيلًا متزنًا عقليًا وسيكولوجيًا .
تستهدف نظم التعليم في بعض البلدان في تعليمها، تعليم الأفراد المواد العلمية والأدبية وتفضيلها على مادة التربية الفنية متجاهلة بذلك وظيفتها التي هي من أكثر وظائف التربية أهمية، فالفن لا يمتلكه أي فرد غير أصحابه الموهوبين فهو لا يخضع للمقاييس والدراسات التي تبنى عليها القوانين العلمية كالتي توجد في المواد العلمية، وإنما هو موهبة يحصل عليها الإنسان منذ ولادته، وهذا يعدّ الفن ذا قيمة للدولة والمجتمع والدولة، فالمجتمعات والدول المتقدمة تفتخر وتعتز بفنانيها وشعرائها وأدبائها وعلمائها وقاداتها، وربما تكون الفنون التشكيلية والفنون العملية ذات فائدة لا تعد ولا تحصى للإنسانية، علمًا بأننا نرى اليوم أن التعليم لم يعمل على إطلاق عنان الفن ونشره بين الناس ونتيجة لذلك لم نجد أناس من الخريجين من الجامعات لديهم الوعي الفني والذوق الجمالي ولديهم القدرة على الرسم المبتكر.[١]
أهداف التربية الفنية العامة
فيما يأتي أهداف التربية الفنية العامة:[٢]
- تربية الإنسان ليعيش حياة جمالية راقية ضمن الإطار الاجتماعي المتطور وتعمق المفاهيم والقيم الإسلامية في نفوس الطلبة خلال ممارستهم للعمل الفني والأنشطة المنهجية واللامنهجية.
- الكشف عن الطلبة الموهوبين وتنمية قدراتهم ومواهبهم المهنية والفنية.
- إتاحة الفرصة للطلبة للتعبير عن مشاعرهم وانفعالاتهم وتكوين شخصيتهم وتأكيد ذاتية الطلاب.
- القدرة على الملاحظة والنقد والرؤية الدقيقة والتذوق الفني الهادف.
- نمو الإحساس والإدراك بالعمل الفني.
- القدرة على التأمل والتفكير في بديع خلق الله و القدرة على موازنة الأمور.
- اكتساب المهارات والخبرات المتدرجة التي تتوافق مع أعمار الطلبة ومستوياتهم وربطهم ببيئتهم والسير بالثقافة الفنية في مجالات التراث الفني والشعبي.
- تقدير العمل اليدوي ومن يقومون به.
- إتاحة الفرصة للطلبة للتعبير عن المواضيع التي يختارونها عندما تكون لديهم رغبة في نفوسهم للتعبير عنها.
- إثارة ما يكمن في نفوس الطلبة للتعبير عنه من خلال الرسم والأشغال متفاعلين مع المواقف المثيرة أو الشائعة لتكون وسيلة خارجية لإثارة الرغبة لديهم في التعبير والإنتاج الفني.
- إعطاء المعلم الفرصة ليتعرف على رغبات طلابه والاستفادة منها في بعض المشاريع البسيطة التي تناسب مستوى تعبيرهم وإنتاجهم الفني وتوجد الكثير من الأنشطة في هذا المجال كالتصميم والبناء والتركيب والزخرفة والتصوير.
- مساعدة الطلبة على استعمال بعض الخامات المحلية المختلفة بناءً على اختيارهم في التعبير عن مواضيع تتصل بحياتهم العامة.
- اكتساب الطلاب صفات حميدة كالنظافة والمثابرة والثقة وتحمل المسؤولية والصبر والملاحظة الدقيقة.
- إظهار الطابع الخاص في التعبير الفني الذي يكون له الأثر الإيجابي في بناء الشخصية فالفن عملية ابتكار وتجديد وليس نقلًا أو تلقينًا حرفيًا.
- تنمية الذوق والإحساس الفني لدى الطلبة والاستمتاع بالقيم الجمالية وإدراك مواطن الجمال في الأشياء التي يشاهدونها.
- غرز روح التعاون والعمل الجماعي لدى الطلبة وذلك يكون بتنظيمهم على شكل مجموعات.
وتجدر الإشارة في الختام إلى أن الفن في حياة الطفل والفتى والمراهق عبارة عن حاجة نفسية تهدف إلى تحقيق المتعة، ولذلك يتوجب على الأهل تنظيم وقت الطفل، خاصةً في ظل إغراءات ثورة المعلومات وطرق الاتصال الحديثة، وإرشاده إلى ضرورة تنمية حسه الجمالي من خلال تذوق الفن وممارسته.[٣]
المراجع
- ↑ "التربية عن طريق الفن"، دنيا الرأي، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-28. بتصرّف.
- ↑ "العلاج بالفن والتربية الفنية"، Google Sites، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-28. بتصرّف.
- ↑ "التربية وقراءة العمل الفني"، الشرق الأوسط، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-28. بتصرّف.