محتويات
مكان ولادة نابليون بونابرت
ولد القائد العسكري والإمبراطور نابليون بونابرت Napoleon Bonaparte في العام 1769م بأجاكسيو وتحديدًا في جزيرة كورسيكا إحدى أكبر جزر البحر الأبيض المتوسط والأقرب لفرنسا وإيطاليا، فوالده كارلو بونابرت المحامي ووالدته "ليتزيا رامولينو"، وجزيرة كورسيكا مسقط رأسه كانت خاضعة للاحتلال الفرنسي آنذاك، وقد قاوم أهلها الاحتلال الفرنسي بعنف منقطع النظير، وانضم لهم القائد بونابرت الابن للمقاومة بدعم وتأييد من والده، إذ كانت هذه المقاومة بقيادة "باسكوال باولي" الذي فر من الجزيرة للخارج، لينحاز بونابرت بعد ذلك للفرنسيين، فوثقوا به وعينوه مستشارًا في القضاء لمنطقة أجاكسيو مسقط رأسه في العام 1771م.
وخلال هذه الفترة درس نابليون اللاهوت في مدرسة كانت تُسمى " أوتون"، لينتقل بعد ذلك للكلية العسكرية في برين، إذ استغرقت دراسته العسكرية مدة خمس سنوات، فانتقل إلى باريس بعد ذلك للدراسة الأكاديمية العسكرية، ولم يمكث بها طويلًا بسبب وفاة والده في العام 1785م، فعاد لجزيرة كورسيكا بعد حصوله على رتبة ملازم من الدرجة الثانية بسلاح المدفعية، ليعود وينحاز للقائد باولي القائد الذي كان مؤيدًا له، ولكنه غادر الجزيرة نتيجة الحرب الأهلية التي قامت فيها في العام 1793م وعاد إلى فرنسا التي كانت فيها الأوضاع في غاية الصعوبة والاضطراب.
وتميزت هذه الفترة بإعدام الملك لويس السادس عشر، فنشأ حكم ديكتاتوري قادته لجنة كانت تدعى "لجنة السلامة العامة"، الأمر الذي أدى لالتحاق نابليون بونابرت للجيش الفرنسي، وأعلن تأييدة لحركة اليعقوبيين، فعاشت فرنسا خلال العديد من السنوات في عهد من العنف سميت "بعهد الإرهاب"، والتي أفضت إلى هزيمة اليعقوبيين وإعدام زعيمها، فانتقلت البلاد لحكم المديرين حتى العام 1799م، إذ كانت حكومة المديرين تستقطب القادة العسكريين الشباب وكان من ضمنهم نابليون بونابرت، وعينوه قائدًا للجيش الداخل ومن أهم المستشارين العسكريين لها.[١]
تنصيب نابليون إمبراطورًا لفرنسا
يعد الانقلاب الذي حصل في العام 1799م، والمعروف باسم "انقلاب برومير" بداية صعود القائد نابليون بونابرت ووصوله لقيادة فرنسا، فقد كان أحد الذين أطاحوا ما يُسمى بالدليل الفرنسي واستبداله بقنصلية بزعامة بونابرت، وبالتالي أصبح شخصية مرموقة ورائدة في عموم فرنسا، وبعد عام تقريبًا خاض معركة تُسمى "مارينغو" وانتصرت فيها قواته على النمساويين، وقد مهّدت هذه المعركة لخروجهم من إيطاليا، وبعد عامين أي في العام 1802م أبرم بونابرت معاهدة مع البريطانيين أوقفت الحرب بينهم وبين الفرنسيين، إذ أجرى القائد بونابرت العديد من الإصلاحات في فرنسا ليعين نفسه في العام 1804م امبراطورًا على عموم الأراضي الفرنسية في احتفال أقامه في منطقة نوتردام بالعاصمة الفرنسية باريس.[٢]
الأحداث السياسية والعسكرية فترة حكم نابليون
حققت فرنسا في فترة حكم نابليون بونابرت العديد من الإنجازات العسكرية، وكذلك أخفقت في غيرها لا سيما في حملاته العسكرية على منطقتي فلسطين ومصر، أما أهم الانتصارات فقد حدثت في أوروبا وجرى قتال ومواجهات عسكرية مع عدد من الدول الأوروبية التي انتصرت عليها، وتدخلت في شؤونها السياسية والداخلية مما جعلها دولة مركزية لها ثقل هام في جميع أنحاء أوروبا، وخلقت التحالفات التي أدت لتعيين نابيلون بونابرت العديد من أصدقائه وأقاربه زعماءً على بعض الدول الأوروبية، أما الحدث الذي غير المنحى التصاعدي للقائد العسكري نابليون بوناربرت فهو غزو فرنسا لروسيا في العام 1812م.
هذا الغزو الذي كبد الجيش الفرنسي خسائر هائلة في المعدات والأفراد، مما أضعفهم وحد من قدرتهم العسكرية وأدى لهزيمتهم بمعركة الأمم في العام 1813م من قبل ما يُسمى بقوات الائتلاف السادس، وبعد سنة تقريبًا دخلت هذه القوات فرنسا وعاصمتها باريس مما أجبر نابليون للتنازل عن العرش ونفيه لجزيرة ألبا ليعود بعد سنة لفرنسا محاولًا الإطاحة بالحلفاء ولكنه لم يدم طويلًا، وفي هذه المحاولة هزم في معركة "واترلو" في العام 1815م ليستسلم بعد ذلك هذا القائد للقوات البريطانية التي نفته لجزيرة القديسه هيلانة، فأمضى فيها ست سنوات وتوفي فيها بمرض السرطان في المعدة وفي رواية أخرى كانت وفاته بسبب تسممه بمادة الزرنيخ.[٣]
الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون
انطلقت في العام 1798م من مدينة طولون التي تقع في الجنوب الفرنسي حملة عسكرية بقيادة نابليون بونابرت، إذ سُمي الجيش آنذاك بجيش الشرق، وكان عدده أكثر من 36826 عسكريًا، بالاضافة لأكثر من 1200 خبير وعالم، وكانت هذه الحملة تسعى لاحتلال مصر والشام للسيطرة على الطرق التجارية المؤدية للهند، فكان أول هدف لهم هي مدينة الإسكندرية ليشتبك فيها الجيش الفرنسي مع المماليك وانتصرت القوات الفرنسية، ولكن القوات الإنجليزية تعقّبت الحملة الفرنسية على مصر مما أدى إلى اشتباكهم في معركة أبي قير، واستطاع فيها القائد نلسون إبادة من قاومه من القوات الفرنسية وبالرغم من الهزيمة التي لحقت بالجيش الفرنسي إلا أن نابليون استطاع السيطرة على مصر.[٤]
الحملة الفرنسية على فلسطين بقيادة نابليون
انطلق نابليون بونابرت من مصر بهدف احتلال فلسطين، وقد تمكن بعد حصاره لحامية يافا التي كانت تتبع آنذاك للقوات العثمانية والألبانية في عهد أحمد باشا من الاستيلاء عليها واستسلام من فيها في العام 1799م، ولكن كان لمحاولته في احتلال مدينة عكا التي تتميز بأسوارها الحصينة واستبسال أهلها في مقاومة الفرنسيين صفعة قوية لنابليون وحملته العسكرية في فلسطين، ليقول مقولته الشهيرة: "تحطمت أحلامي على أسوارك يا عكا، سلاما لا لقاء بعده".[٥]
المراجع
- ↑ "من هو نابليون بونابرت - Napoleon Bonaparte؟"، arageek، اطّلع عليه بتاريخ 8-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "قصة حياة نابليون بونابرت الاول امبراطور فرنسا "، universemagic، اطّلع عليه بتاريخ 8-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "نبذة عن حياة نابليون بونابرت"، edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 8-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "الحملة الفرنسية على مصر والشام"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 8-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "بونابرت والباشا العثماني.. هكذا تحطمت أحلام فرنسا عند الأسوار"، aljazeera، 7-3-2019، اطّلع عليه بتاريخ 8-6-2019. بتصرّف.