محتويات
النفايات المنزلية
يتخلص الناس من كل الأشياء التي لا قيمة لها في نظرهم في سلة، إذ أثبتت الدراسات أن بقاء هذه النفايات في البيئة دون معالجة له أخطار على الكائنات الحية بمختلف أنواعها ومن ضمنها الإنسان، وذلك لأنها مختلفة التركيب وغير متجانسة كيميائيًَا وفيزيائيًا، فمنها ما هو عضوي (نفايات قابلة للتخمر) كبقايا الطعام ومخلفات الأماكن العامة، وغير عضوي كالبلاستيك، والمعادن والأقمشة والزجاج (غير قابلة للتحلل). تتفاوت معالجة هذه النفايات بحسب الدولة ومدى تقدمها العلمي والتكنولوجي، فنجد بعض الدول تجمعها وتنقلها إلى مكبات النفايات دون أي فرز أو إعادة استخدام على الإطلاق، ومنهم من يفرز المواد العضوية عن المواد غير العضوية، وتكون الاستفادة فقط من المواد غير العضوية، إذ يعاد تدويرها جزئيًا، ومن هذه الدول لا سيما الدول المتقدمة ما يعالج هذه النفايات وللاستفادة من كل مكوناتها العضوية وغير العضوية.
إعادة التدوير وإعادة الاستخدام للنفايات المنزلية
تعالج النفايات بطريقتين، الطريقة الأولى هي إعادة الاستخدام وهي من الطرق البسيطة للاستفادة من النفايات المنزلية، فمثلًا يمكن عمل أشكال زينة من الورق المكتوب عليه، أو إعادة تشكيل الكرتون ليُعاد استخدامه في عمل التجارب المدرسية وخلافه، أما إعادة التدوير فهي دخول النفايات بعد فرزها في عملية تصنيعية وإعادتها إلى مواد أولية، ليُعاد تشكيلها إما كما كانت من قبل أو بأشكال جديدة، كعملية صهر الحديد الناتج من علب المشروبات الغازية وتشكيلة ليدخل في صناعة السيارات. ومن الجدير ذكره أن إعادة التدوير أو الاستخدام لا تغير في خصائص هذه المواد كيميائيًا، أي أن الحديد يبقى حديدًا.
إعادة استخدام النفايات غير العضوية المنزلية
إعادة الاستعمال هي عملية أبسط من إعادة التدوير، فيمكن إعادة استخدام بعض النفايات في البيوت وعمل بعض الأعمال اليدية وغيرها، ولا يحتاج الأمر سوى بعض الخبرة البسيطة، بالإضافة إلى إنها غير مكلفة، هذه الأعمال على سبيل المثال لا الحصر هي كالآتي:
- استخدام علب الطعام المعدنية الفارغة بزراعة نباتات الزينة بعد إضافة لمسات جمالية عليها، لتعطي شكلًا جميلًا في المكان التي ستوضع فيه.
- استخدام أغطية زجاجات المياه المعدنية أو الغازية، وتلوينها ووضعها على قماش لتشكل لوحات فنية، يمكن وضعها في المطبخ أو أي مكان آخر.
- إضافة لمسات جمالية على الأواني البلاستيكية أو الزجاجية، بإضافة خيوط الخيش عليها بعد تلوينها، ووضعها في أماكن استقبال الضيوف، كعمل يدوي بسيط وجميل، أو رسم صور بعض الشخصيات المشهورة عليها، لتصبح عملًا فنيًا مميزًا.
- صنع بيت بلاستيكي كامل بسيط بحجم صغير من القوارير البلاستيكية، وزراعته بأشتال متنوعة تفي حاجة البيت من بعض الخضروات التي يحتاجها المنزل.
- صنع مقاعد في الحدائق العامة أو الحدائق المنزلية من إطارات السيارات منتهية الصلاحية، أو من البراميل المعدنية، بعد إضافة الألوان واللمسات الجمالية عليها.
النفايات المنزلية العضوية
يمكن صناعة الدبال أو ما يُسمى بالكمبوست (السماد العضوي)، لما له من أهمية في تحسين بنية التربة بمواد عضوية بها العناصر الغذائية الهامة، التي تنتقل للنبات المزروع فيها، فالدبل يُصنع من مواد عضوية أهمها المخلفات المنزلية العضوية القابلة للتحلل، التي تتخمر بفعل عدة أنواع من بكتيريا التحلل، بالإضافة إلى عوامل أخرى، إذ يمكن عمل الدبال إما في بيت به حديقة، أو من خلال مصانع تنتج كميات كبيرة تستخدم في زراعة الأشتال أو في البيوت البلاستكية، والحديث هنا سيكون عن عمل كومة دبال في البيت، من خلال الخطوات الآتية:
- تُجمع مخلفات المنزل العضوية بكافة أشكالها، كالنفايات النباتية (قشور الخضروات والفواكه) أو أي نفايات قابلة للتحلل، إذ إن المواد البلاستكية لا يمكن استخدامها لهذا الغرض.
- تخصيص مكان بعيد عن المنزل في الحديقة، لا سيما إن عملية التحلل سينتج عنها رائحة كريهة مع مرور الوقت، ويكون المكان في منطقة لا تتعرض لتيارات هوائية وفي منطقة بها ظل، لكي تحافظ كومة الدبال على نسبة من الرطوبة.
- توضع المخلفات في حفرة لا يزيد عمقها عن 60 سم، وبالضرورة توفير الظروف المناسبة للتهوية في هذه الحفرة، أو في برميل مثقوب من عدة أماكن.
- تُشكل كومة الدبال من عدة طبقات، وهي الطبقة الأولى من مواد نباتية خشنة كالقش أو أوراق الأشجار الجافة، هذه الطبقة لا يتجاوز سمكها عن 10سم، والطبقة الثانية من بقايات النباتات الخضراء (المخلفات المنزلية)، وبسمك حوالي 30 سم، والطبقة الثالثة والأخيرة هي طبقة من مخلفات روث الحيوانات بغض النظر عن نوعها، وتكون بحدود 5سم.
- يُعاد تكرير الطبقات الثلاث مع رش القليل من الماء عليهم خلال عملية تشكيل الطبقات، حتى يصبح ارتفاع الكومة حوالي المتر.
- يبدأ تقليب الكومة بعد أسبوعين، شرط المحافظة عليها من الغرق بالماء، لكي لا يمنع الماء من دخول الأكسجين الضروري لعملية التخمر البكتيري، وفي المعدل تًقلب الكومة كل أسبوع مرة أو كل أسبوعين، وذلك بالاعتماد على ظروف التهوية والرطوبة ودرجة الحرارة داخل الكومة التي ستزيد مع مرور الوقت بفعل النشاط البكتيري.
- ينضج الدبال بعد مرور وقت أقله شهر ونصف، إلى ثلاثة أشهر، يحكم مدى نضوجه هو قوام الكومة، وبداية تغير واضح على محتوياتها، فعند النضوج الكامل تميل محتوياتها لتصبح أقرب لمواد متفتتة ذات لون غامق (بني إلى أسود).