بحث عن الغواصة

بحث عن الغواصة
بحث عن الغواصة

تاريخ الغواصات

هي نوع من السفن لديها القدرة على الغوص تحت الماء وكذلك يمكنها أن تطفو فوق سطحه، وكان أول استخدام لها عمليًا في المجال العسكري بالحرب العالمية الأولى، أما حاضرًا فتُستخدم في قطع البحرية العسكرية للدول الكبرى كولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا وفرنسا، ولاحقًا أصبحت تُستخدم للأغراض المدنية في مجال الأبحاث العلمية والسياحة، إذ دلت الإحصائيات أن ما يزيد من 50 غواصة منها تستخدم لغرض السياحة فقط، وقد تطورت صناعتها مع التطور التكنولوجي الحاصل مثلها كبقية الصناعات الأخرى، لتصبح بعض أنواعها ذات تحكم عن بعد، وليست بحاجة لطواقم تشغيل وإبحار، وقد تنامى استخدام النوع الأخير في أعمال التنقيب عن النفط، وكذلك في حال كانت المياه بعمق يعرّض البحارة للخطر، ومن أبرز استخداماتها هو العثور على بقايا سفينة التايتنك المشهورة.

وبنظرة عن تاريخ صناعة الغواصات، فقد أشارت الدراسات التاريخية في هذا المجال أن أول غواصة صممها الألماني Cornelius van Drebbel في عام 1620م، فكانت فكرتها شبيهه بغواصات اليوم، ولكن الإمكانيات محدودة في قدرتها على الغوص وقطع المسافات تحت الماء، إذ كانت تتكون من مركب مغطى بالجلد فيه كوة لدخول الضوء وإمكانية الرؤية من تحت الماء، وتستطيع أن تقطع 4 كم والغوص لمسافة 4 أمتار تحت الماء فقط، وفي عام 1770م صمم المهندس البريطاني David Bushnell غواصة لبعض الاستخدامات الحربية وسماها آنذاك Turtle، وأيضًا كانت إمكانياتها محدود للغاية إذا ما قورنت بغواصات اليوم، فقدرتها كانت تصل للغوص بشخص واحد لمدة نصف ساعة تحت الماء من خلال وجود كمية من الهواء تكفيه لهذا الوقت، وتحتوي على آلة حادة تُحدث ثقبًا في سفن الأعداء وتغرقها، ولكن مع صناعة السفن من معدن الحديد لم تثبت هذه الغواصات فعاليتها، ولكن مع أواخر القرن الثامن عشر تطورت صناعة الغواصات شيئًا فشيئًا حتى أصبحت كما هي اليوم، التي يمكنها الغوص إلى أعماق البحار والمحيطات وقطع مسافات كبيرة، وتبقى عدة شهور في هذه الأعماق. [١]


آلية عمل الغواصات

ذكرنا في الفقرة السابقة أن الغواصة كما تغوص تحت سطح الماء، فإنها أيضًا تطفو على السطح كالسفن العملاقة، فالسفينة تطفو وفق مبدأ الطفو المعروف عند الفيزيائيين بدافعة أرخميدس، والذي نص على أن ثمة إزاحة يتولد عنها قوة معاكسة لقوة الجاذبية، أما الغواصات فإن فكرتها معاكسة لدافعة أرخميدس، وتتحكم بشكل مضاد لشدة الطفو؛ وذلك بسبب وجود صهاريج وخزانات تُملأ بالماء والهواء على جوانبها، فعند وجودها على السطح تُملأ هذه الصهاريج بالهواء، مما يؤدي إلى خفض كثافتها التي ستكون حتمًا أقل من كثافة الماء، وفي حال أراد طاقمها الغوص تفتح مخارج الهواء، فيخرج الهواء ويدخل مكانه الماء، مما يرفع من كثافتها لتصبح أعلى من كثافة الماء، فتنزل تدريجيًا تحت سطح الماء، وللتحكم في زوايا الغوص أو الصعود للسطح وأمكانها توجد فيها أجنحة تُسمى الزلاقات، فعندما تكون وضعية الزلاقات مائلة للخلف ومع ضغط الماء تتجه الغواصة للأسفل، أما فيما يتعلق بالحفاظ على مستوى الغوص المطلوب وعمقه، فإن طاقمها يتحكم في كمية الماء والهواء التي بداخل الصهاريج، وعند الاستقرار في عمق ما فإن كثافة الغواصة وكثافة المياه المحيطة بها ستكون متساوية وبالتزامن مع وضعية أفقية للزلاقات، أما التحكم بها للغوص إلى اليمين أو اليسار فيكون ذلك بما يُسمى دفات الذيل، بالإضافة لمحركات دفع إضافية يمكنها الدوران لـ 360 درجة، وأخيرًا تصعد الغواصات للأعلى إذا أُفرغ الهواء المضغوط في الصهاريج، فتقل كثافتها، وبمساعدة الزلاقات للأمام وضغط الماء تميل للأعلى. [٢]


استعمالات الغواصة

تستخدم الغواصات إما عسكريًا أو مدنيًا كما ذكرنا آنفًا، ولكن الاستخدام الأهم لها تاريخيًا هو الاستخدام الحربي، إذ يفيد الخبراء العسكريين بأن الغواصات هي أكثر القطع الحربية فعالية في مجال الحروب، وفيما يأتي تفصيلًا لاستخدامها: [٣]

  • الاستعمالات العسكرية: كان للغواصات فعالية كبيرة في الحروب عمومًا، وفي الحربين العالمية الأولى والثانية على وجه الخصوص، إذ تمكنت الغواصات من إغراق سفن الأعداء كسفن الشحن والنقل وغيرها مستخدمين ما يُسمى بالطوربيدات عند غوصها، والمدافع عند الطفو، وأيضًا استخدمت في غرز الألغام في بداية القرن التاسع عشر، وإدخال الجواسيس وعناصر المهمات لأراضي العدو، وإنقاذ الطيارين ممن يقعون في المحيطات بعد تحطم طائراتهم، وكذلك نقلت المواد التموينية للغواصات الأخرى، وفي وقت لاحق تطورت الغواصات الحربية لتصبح قادرة على تدمير بعضها البعض تحت الماء.
  • الاستخدامات المدنية: أهم استخدامها المدنية تتمثل في السياحة المائية، والأعمال الاستكشافية، وفي مجال صيانة المنشآت النفطية وخطوطها.


الطاقة المحركة للغواصات

تحتاج الغواصات إلى العديد من أنواع الطاقة لكي تسير وتتحرك بعدة اتجاهات، فالطاقة النووية التي تنتجها المفاعلات النووية هي من تدفع المراوح للأمام أو الخلف، بالاضافة إلى توربينات بخارية، ومحركات أخرى تستخدم للطوارئ أو عند الرسو، كما أن الغواصات تحتاج لطاقة كهربائية تُشغل فيها المعدات المساعدة داخل الغواصة، وبالتالي فالغواصة تحتاج لعدة أنواع من المحركات قد تعمل على الطاقة النووية أو طاقة الديزل، وفي حالة الطوارئ فإن ثمة بطاريات تشحنها هذه المحركات والتي قد تصبح هي المصدر الأوحد للطاقة في الغواصة، ويوجد نوع آخر للغواصات تعمل على الديزل، فمحركاتها جميعها تستخدم الديزل.


المراجع

  1. Bahreya (29-9-2008)، "الغواصات"، bahreya، اطّلع عليه بتاريخ 26-7-2019. بتصرّف.
  2. "كيف تعمل الغواصة"، group73historians، اطّلع عليه بتاريخ 26-7-2019. بتصرّف.
  3. حارث الجبوري"تصميم وتصنيع الغـواصة 1 – الغواصة"، isnaha، اطّلع عليه بتاريخ 26-7-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :