الخضر -عليه السلام-
هو عبدٌ من عباد الله وهبه -عز وجل- الحكمة والعلم والرحمة، واسمه الخضر كما جاء في السنة المطهرة النبويّة الصحيحة، وسمي بهذا الاسم؛ لأنه جلس على وجه الأرض وقد كانت فروة بيضاء فإذا هي تهتز من تحته خضراء، وقال أهل السِّير وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنّ اسمه كان بَلْيا، وقد كان من أبناء الملوك من بني إسرائيل وابتعد عن المُلك وانطوى للعبادة، وقد اخْتُلِفَ في حقيقة كونه حيًا أم ميتًا، وممن قال أنّهُ حيٌّ موجودٌ بين أظهرنا الآن هما النووي وجمهور العلماء، واتفق على هذا الرأي الصوفيّة، وأهل الصلاح والمعرفة، وفي ذلك أخبارٌ كثيرة عن الاجتماع به، أمّا في حقيقة موته فقد أجمع الحسن، وابن المناوي، والإمام أبو بكر بن العربي، والإمام محمد البخاري أنّه مات، وحجتهم قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّه لا يبقى أحدٌ على رأس مائة سنة ممن هم على ظهر الأرض.[١]
مكان الخضر -عليه السلام-
جاء في قصة الخضر مع موسى -عليه السلام- أن موسى كان يخطب في بني إسرائيل عندما سأله أحد الحاضرين عمّا إذا كان على وجه الأرض من هو أعلم منه، فأخبرهم مندفًعا بالنفي، فعاتب الله -عز وجل- موسى بأن أرسل جبريلًا إليه ليسأله إن كان يعلم أين يضعُ الله علمه، وعندما أدرك موسى تسرعه عاد إليه جبريل -عليه السلام- مرةً أُخرى ليخبره أنّ هناك عبدًا عند مجمع البحرين أعلم منه، فارتحل موسى مع معاونه يوشع بن نون باحثًا عنه ليتعلّم منه، فأوحى الله -عز وجل- إلى موسى أن يحمل معه سمكةً في سلة وينطلق وفتاه، وأعطاه علامةً عندها يجدُّ ضالته؛ وهو العبد الصالح الخضر -عليه السلام-، والعلامة هي ارتداد السمكة التي في السلة إلى الحياة ونزولها في البحر، والمكان الّذي تسربت فيه السمكة للبحر هو ملتقى سيدنا موسى -عليه السلام- بالعبد الصالح، ومما يظهر هنا أنّ القرآن الكريم لم يحدد المكان الذي حصلت فيه الأحداث بدقة، ولا حتّى التاريخ، ولا حتّى الأسماء، حتّى إنه لم يبين حقيقة العبد الصالح أهو نبي أم رسول أم عالم أم وَلي، وقد ورد الاختلاف ين المفسرين في تحديد البحر، أهو بحر فارس أو بحر الروم، أو بحر الأردن أو القلزم، وقيل أيضًا إنه في طنجة، أو إفريقيا، أو هو بحر الأندلس.[٢]
حقيقة موت الخضر
الصحيح أنّ الخضر عليه السلام مات منذ عهد طويل؛ أي قبل بعثة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهذا ما اتّفق عليه أهل العلم، وقد دلّ ظاهر القرآن الكريم على أنّه نبي، ولو كان رجلًا صالحًا لاتصل بالنبي -صلى الله عليه وسّلم-، ولو لم يتّصل لمات على رأس مئةِ سنة، كما أورد في الحديث النبوي الشريف الذي بيّن فيه النبي محمد -صلى الله عليه وسلّم- أنّ من كان موجودًا في ذلك الوقت لا يبقى بعد مئة سنة، وقد نص النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّهم يموتون قبل انقضاء المئة، وفي ذلك إثبات أنّ الخضر قد مات ومن رآه إمّا أن يكون كاذبًا، أو أنّ من قال إنّه الخضر قد كذب على الناس.[٣]
المراجع
- ↑ فريق الموقع، "أخبار الخضر عليه السلام "، اسلام اون لاين-سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-27.
- ↑ "قصة الخضر عليه السلام"، الصفحة الدينية، 2017-7-7، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-27.
- ↑ مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (9/ 287)، "الخضـر مات قبـل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم"، الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله تعالى، اطّلع عليه بتاريخ 2019-3-27.