الملل
كلنا نعرفُ ذلك الشّعور الذي يجعلنا نحسُّ بأنّ الوقتَ بطيءٌ جدًا ولا شيء يبدو مثيرًا للاهتمام، وعدم الإحساس برغبة اتجاه أيّ شيء، هذا هو ما نسميه بالملل، ولكنّ المللَ عندما يكون مُزمنًا، هو أمرٌ مجهدٌ للغاية وذو عواقب وخيمة على الصّحة، من الأمثلة البسيطة على الملل من حياتنا اليوميّة، هو أن يكون شخصًا ما جالسًا في غرفة الانتظار من أجل مقابلة الطّبيب، لكن إذا ما طال الانتظار، قد يبدو وكأنّ الانتظار سيستمرُّ إلى الأبد يرافقه الشّعور بالضّيق والقلق والتّوتر الشّديد، ولا يمكن التّخلّص منه إلا عندما يأتي دور الشّخص ليقابل الطّبيب، مثال آخر للملل؛ وهو الضّجر الذي قد يؤدي إلى فقدان شخص ما التّركيز في العمل، أو في حالة القيادة لفترات طويلة التي تولّد الشّعور بالملل، وبالتالي تسبّب الحوادث المروريّة والإصابات، إنّ المللَ ليس أمرًا تافهًا أو بسيطًا كما يُخيل للبعض، إذ من الممكن أن يجعلَ بعض الناس يلجؤون إلى الإدمان، والمقامرة، والاكتئاب، والإفراط في تناول الطعام والكحول[١].
علاج الملل
لا يوجد علاجٌ أو وصفةٌ طبيّة محدّدة للملل، ولكن يوجدُ الكثيرُ من الحلول لعلاجه، على سبيل المثال، تجربة بعض الهوايات أو الأنشطة الجديدة، مثل الانضمام إلى النادي الرّياضيّ يمكن أن تكون وسيلةً جيّدةً للتّخلص من الملل، وكذلك الإنضمام إلى نوادي القراءة، أو المجموعات التي تنظّم الأنشطة والنزهات، كما وندرج هنا بعض الخطوات المقترحة[٢]:
- اتخاذ قرار مواجهة الملل: إنّ الشّخصَ المصابَ بالملل من الضّروري أن يُقرّرَ ويعزم على مواجهة الملل تماما كمواجهة أي فعل أو مرض آخر، ويبدأ ذلك بتغيير نظرته اتجاه التّعامل مع الملل، وتُعدُّ هذه الخطوة مهمةً؛ لأنّها تمنع الشخص من التورط في أمور أسوأ من الملل مثل الاكتئاب، بل تجعله متفهمًا للوضع من أجل إيجاد حلول حقيقية له.
- تدوين ثلاثة أمور مقترحة للقيام بها عند الشعور بالملل: قد تبدو هذه الخطوة سهلةً لكنّها ليست بتلك البساطة؛ لأنّ الأشياءَ التي يتوجّب على المرء اختيارها يجب أن تكون في حدّ ذاتها لا تسبّب الملل له، وهذا لا ينفي وجود الكثير من المسؤوليات المُملة التي لا يمكننا تجنبها في حياتنا، وقد لا نتمكن من القيام بمهام مملة دون الشّعور بالملل، ولكن يمكن العثور على طرق ووسائل للمساعدة في الحفاظ على التركيز أو لتقليل مستوى الشّعور بالملل، على سبيل المثال، إن تدوينَ الملاحظات قد يكون أقلُّ مللاً عندما يُفعلُ باستخدام أقلام حبر ملونة أو أوراق مختلفة الشكل، أشياء بسيطة كهذه تبقي العقل نشطًا وتبقي المرء بعيدًا عن الشعور بالملل.
- جعل العديد من الأنشطة المسلية في متناول اليد: مثلاً عندما تكون مضطرًا للجلوس في غرفة انتظار، يُعدُّ الاحتفاظُ بمجلة أو كتاب دائمًا معك، أو تحمّيل التّطبيقات المفضلة على هاتفك لإبقاء نفسك مشغولاً، أما إذا كنت لا تحب هذه الأمور، إنّ حلّ الكلمات المتقاطعة أو السودوكو، أو التّحدث مع الآخرين قد تضفي حيويةً للجوّ المحيط[٣].
- جعل المهام الرّوتينيّة أكثر إثارةً من خلال إضافة عنصر فريد، مثل فعل المهام اليوميّة وتحديد المدة التي تستغرقها لمعرفة مدى السّرعة التي يمكن لشخص ما إنجاز مهامه فيه.
- الجمع بين العديد من المهام التي يمكن تنفيذها معًا.
- تقسيم المهام الأكبر إلى مهام أصغر، ووضع مكافآت عند إنجاز الالتزامات الرّئيسة[٢].
أنشطة موصى بها لمحاربة الملل
- السفر: مشاهدة معالم المدن والمشي والقيام بالمغامرات.
- القراءة: إنّ القراءةَ لا تقضي فقط على الملل، بل تعمل على توسيع مدارك العقل وابتكار الأفكار الإبداعيّة وتحسين قدرة التّخيل.
- القيام بالتّمارين: تفيد التمارين أيضًا في الحصول على جسم صحي وجذّاب وعقل سليم.
- تعلم مهارة جديدة: مثل العزف على البيانو والكمان والكتابة وكرة السلة والتّنس وممارسة الرّياضات الأخرى.
- التأمل: إذ إنّ الاسترخاءَ يُفيدُ العقل والخلايا والجسم.
- عمل عصف ذهني للأفكار: يمكن للأفكار أن تتحولَ إلى عمل يغير الحياة، إنّ التّفكيرَ بكلّ ما حولك وبكلّ الاحتمالات وبكلّ الطّرق غير التقليدية هو أمرٌ مفيدٌ للصّحة النّفسيّة والجسديّة[٤].
المراجع
- ↑ ALLAN SCHWARTZ, LCSW, PH.D, "What Is Boredom?"، mentalhelp, Retrieved 13-1-2019. Edited.
- ^ أ ب Anna Zernone Giorgi (6-6-2016), "Boredom"، healthline, Retrieved 13-1-2019. Edited.
- ↑ DOUGLAS COOTEY , "Boredom x ADHD = Feeling Depressed"، additudemag, Retrieved 13-1-2019. Edited.
- ↑ stephenguise, "The Real Cure for Boredom (Ultimate Guide)"، stephenguise, Retrieved 13-1-2019. Edited.