الصبر على الزوج
بُنيت الأديان على الأخلاق وبخاصة الدين الإسلامي إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" [رواه أحمد]، فالمسلم يتعامل مع الآخرين بأخلاقه التي تعكس عقيدته ومدى التزامه في ضوابط دينه، ومن ضمن تلك الأخلاق التي حثت الشريعة الإسلامية على التمسك بها الصبر، الذي يعني حبس النفس على الطاعة وحثها عليها وكفها عن المعصية والتسليم والرضا بقضاء الله عز وجل وقدره دونما شكوى، وللصبر أشكال كثيرة وعديدة منها صبر الزوجة على زوجها، وذلك لأن الزواج هو مشروع عمر كامل يتشارك فيه كلا الزوجين الأمنيات والأحلام والطموحات، ولا بد أن تظهر المشاكل والعراقيل التي تهدد طبيعة تلك العلاقة وتحفها بالمخاطر، ومن الآيات الكثيرة التي تحث على الصبر في القرآن نذكر قوله تعالى: "والْعَصْرِ(1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)" [سورة العصر:الآيات1-3][١][٢].
وسائل الصبر على الزوج
لا شك أن الصبر على الآخر أمر صعب، فالزوجة عندما تصبر على زوجها العاطل عن العمل أو المقصر في حقوقها وحقوق أولاده أو البعيد عن الدين والصلاة وغيرها من المحرمات؛ فهي إنما تحتاج إلى الكثير من الثبات والطاقة وكذلك بعض الإرشادات والنصائح التي سنبين فيها الوسائل التي تساعد على الصبر عليه، ومنها:
- استشعار عِظم المسؤولية الملقاة على عاتقها وأخذ الأمر على محمل الجد بما أمكن من طاقة وقدرة، وذلك لأن الأسرة السعيدة والناجحة انعكاس للمجتمع الصالح والقوي الذي يعود على الأمة بالخير والرفعة.
- ضرورة إخلاص الزوجة في نيتها على الصبر والإصلاح، وذلك بأن تكون نية سليمة لا منة فيها ولا أذى، وستشعر بعون الله لها عليه ومقدرتها على تغييره تدريجيًا لما فيه سداد الأمر.
- الكتمان والسرية من أبرز علامات الصبر، وذلك بألا تُخرج أسرار البيت إلى من حولها من صديقات وأقارب مهما كانت العلاقات فيما بينهم، وذلك كي لا ينعكس التأثير السلبي على العلاقة بين الأزواج.
- تحسين الذات وتغيير النفس إلى الأفضل، فالزوجة عندما تسعى إلى تبديل العادات السلبية لديها إلى عادات إيجابية مهما كانت بسيطة، فإن الزوج سيلمس ذلك ولا بد سيسعى إلى التغيير من نفسه أيضًا.
- الاستمرار بالدعوة للصلاح وعدم اليأس والقنوط، وذلك بالأسلوب الحسن الطيب مهما يكون الزوج معرضًا وبعيدًا، فالكلمة الفظة وغلاظة القلب لن تأتي بالنتيجة المطلوبة.
- تذكير الزوج على الدوام بأنه يمثل القدوة لأبنائه، فالكثير من الأزواج يتغيرون للأفضل عند قدوم الأطفال، لرغبتهم في أن يكونوا مصدر فخر لهم، وهو ما يمكن للزوجة أن تستغله إيجابيًا[٣].
أهمية الصبر على الزوج
- درء للمفاسد والمضرات عن الأسرة ككل، وحمايتها من وساوس شياطين الإنس والجن وحفظها من الضياع والهدم.
- الرضا من الله عز وجل ونيل الحسنات وتيسير الطريق للجنة، فالزواج علاقة مقدسة والآيات القرآنية والأحاديث النبوية تكثِر من الحث على الاهتمام بها.
- الحفاظ على الأسرة والأبناء من الطلاق والتفكك في المجتمع، وتربيتهم في جو عائلي صحي وسليم.
- التقرب من الله عز وجل وتقوية الدين وترسيخ الإيمان، وهو ما يكسب الزوجين الحكمة والقبول[٤].
المراجع
- ↑ "أقوال السَّلف والعلماء في التَّودُّد"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-3.
- ↑ "الصبر على نفور الزوج ووسائل علاجه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-3.
- ↑ "كيف تحتسبين على زوجك؟! عشرون نصيحة للاحتساب على الزوج رابط المادة: http://iswy.co/e14ma5"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-3.
- ↑ "صبر المرأة على زوجها وتحملها له لا يضيع أجره عند الله"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-3.
