محتويات
العمل التطوعي
يُعد الوقت من أثمن الأشياء التي يمتلكها الإنسان في الدنيا، لهذا يجب استغلاله بطريقة صائبة، والاهتمام بالأفعال التي يقوم بها الإنسان خير اهتمام، خاصةً أنَّ المعاملة السليمة للآخرين تجعل الإنسان يشعر بالراحة والسعادة، مما يعود ذلك الأمر عليه بالخير.
ولكلّ إنسان أوقات فراغ قد يهدرها بالجلوس لساعات طويلة في اللعب أو على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وفي بعض الأحيان يجلس الإنسان لساعات طويلة دون أن يفعل شيئًا، لذا فإنّ العمل التطوعي يُقدّم المساعدة للآخرين حتى يسود الخير في المجتمع، وفيما يتعلق بتسميه فإنَّ سبب ذلك يعود إلى اختيار الإنسان تأديته، ولا يكون الإنسان بصورة عامة مجبرًا على فعله، أي أنه يأتي من داخل النفس البشرية، ولا يجبرها أحد عليه بغض النظر عن المواقف التي يمر بها الإنسان.[١]
أهداف العمل التطوعي
للعمل التطوعي أهداف كثيرة، والذي يتأمل هذه الأهداف يحرص على توفره في حياته، وهنا ستُذكَر بعض الأهداف المرجوة من العمل التطوعي على النحو الآتي:[٢]
- بث روح التعاون في المجتمع، وعمارة الأرض فالله خلق الإنسان وأسكنه الأرض ليحسن تعميرها، فالعمل التطوعي يبث الجمال في الأرض، كما أنه يعزز ترابط الأفراد في المجتمع، فالمجتمع الذي يتميز أفراده بثقافة العمل التطوعي يكون مترابطًا وقويًّا لا ينهار بل يسير قدمًا نحو التطور، كما يساهم العمل التطوعي في تطوير البنية النفسية للإنسان، مما يُلغي ذلك الأمر التوتر والقلق والتعب النفسي أدراج الرياح علمًا أن الضغط النفسي والاكتئاب يعاني منه كثير من الناس.
- مساهمة العمل التطوعي في صقل مهارات الإنسان، إضافة إلى اكتساب الثقة بالنفس، وثقافة التعامل مع الآخرين، وتبادل الآراء وغيرها من المهارات التي تزيد من خبرات الإنسان، كما يؤثر في نفوس العاملين به من خلال وضع بصمات فاعلة من أفراد المجتمع.
- رفع المستوى الثقافي بين أفراد المجتمع، فالقيام بالأعمال التطوعية يزيد من الثقافة الفعلية الناتجة عن العمل الحقيقي، مما يؤدي ذلك إلى نقل المجتمع من ميدان النظرية والأفكار إلى ميدان الفعل والتطبيق.
- وسيلة لتقدم الأمة ورفع قدرها، كما أنه وسيلة فاعلة لإظهار ما في المجتمع من خير وأخلاق فاضلة، لذلك فإنه من أصول التكافل الاجتماعي.
- تعزيز الدين في نفوس الناس، إذ إن أبرز ما يميز الدين اهتمامه بالجانب الخُلقي الذي ينظم طبيعة التعامل بين الناس على أساس المحبة والرحمة والتكافل.
الحث على العمل التطوعي
ينبغي على المرء القيام بأعمال تطوعية خالصة لا يُراد منها أي مصلحة ذاتية، أي يجب أن يؤديها الإنسان لمصالح عامة، واعتماد هدف أساسي هو مساعد الآخرين دون مقابل، ومما لا شكَّ فيه أنَّ هذا الأمر يزيد من انتماء الإنسان للمجتمع الذي يعيش فيه، كما تزداد أواصر الترابط بين أفراد المجتمع، والمتعارف تقليديًا أنَّ الإنسان لا يُعطي أهمية كبيرة للأعمال التطوعية، وفي مثل هذه الحالة يجب اتخاذ خطوة إيجابية نحو العمل التطوعي، وممارسته حتى لو لساعتين أسبوعيًا، ولكن يجب ألا ينسى الإنسان الهدف السامي منه، وهو تربية النفس على الانتماء للمجتمع.[٣]
أنواع العمل التطوعي
يأخذ العمل التطوعي أنواع عديدة، ولكل نوع من هذه الأنواع مميزات واعتبارت تجعله يختلف عن غيره، وفي هذا الفرع يجب التعرف على بعض الاعتبارات التي تميّز أنواع العمل التطوعي، وهي كما يأتي:[٤]
- التطوع الإفتراضي: يتميز هذا النوع من التطوع بأنه يكون على الشبكة العنكبوتية، ويهدف لنشر فكرة وثقافة معينة، ويقابله العمل التطوعي الميداني الذي يقع وينصب على أرض الواقع، أي على المجال الميداني الواقعي.
- العمل التطوعي باعتبار طول المدة: يقسم العمل التطوعي حسب طول المدة، إذ يوجد عمل تطوعي طويل الأجل أو مستمر ويتميز بأنه على مدار الساعة واليوم، ويوجد عمل تطوعي قصير الأجل أو يتعلق بمسألة مخصوصة، فإذا انتهت المسألة انتهى العمل التطوعي.
- العمل التطوعي باعتبار نوع المؤسسة المتطوع فيها: قد يكون العمل التطوعي في مؤسسة ربحية يهدف لاكتساب الخبرة، كما يمكن أن يكون في مؤسسة غير ربحية لمصلحة اجتماعية.
- ملاحظة: يؤخد في عين الاعتبار من القائم بالعمل التطوعي، أي أنه يمكن أن يكون العمل التطوعي فرديًّا يؤديه شخص معين، أو جماعي يؤدونه مجموعة بهدف مصلحة معينة.
معوقات العمل التطوعي
يعاني العمل التطوعي من بعض المعوّقات والمشكلات التي تحول دون انتشاره وفق المطلوب، وهي كما يأتي:[٥]
- معوقات تتعلق بالمتطوع:
- الجهل بأهمية العمل التطوعي؛ لأن الجهل به يحول من انتشاره، ويجعله محدودًا ومحاصرًا، لذلك لا بد من العمل التثقيفي في المجتمع بهدف تطوير العمل التطوعي، إذ إنَّ الجهل يهدم البناء المتين الذي يمكن أن يقوم عليه العمل التطوعي.
- البعد عن المهام المطلوبة من المتطوع، وعدم أدائها على أفضل وجه لأنَّ المتطوع يشعر بعدم الإلزام، وأنه يقوم بالأعمال على وجه التفضل منه، مما يحول ذلك من تقدم العمل التطوعي.
- ضيق الحال المالي عند الناس، مما يدفع الإنسان لطلب الرزق وعدم سعة الوقت له، إذ إن طبيعة النفس الإنسانية تميل لما فيه الكسب والمصلحة الخاصة، وتقدمه على غيره من الأعمال.
- تعارض الأوقات بالنسبة للمتطوع، أي بين وقت التطوع ووقت الدراسة أو العمل الرسمي، وهذا يقتل الجانب التطوعي، وذلك؛ لأن العلو الذي يطمح إليه الإنسان يدفعه إلى تقديم الدراسة أو العمل الثابت، فهو ميدان التطور المالي والوظيفي.
- معوقات تتعلق بالمؤسسة المتطوع فيها:
- انعدام وجود ممثل حقيقي للمتطوعين يحقق رغباتهم ويوجههم نحو ما يحقق لهم أكبر نفع علمي ومهاراتي ممكن، مما يدفع ذلك نحو ثقافة العمل التطوعي.
- انعدام وجود برامج تأهيلية للمتطوعين مما يجعل تطوعهم ذا فعالية تعود بالخير على المجتمع.
- جعل بعض من المسؤلين المؤسسات التطوعية حكرًا عليهم، ويكون ذلك من خلال تقيد العمل بأشخاص معينين لهدف ضبط المؤسسة، وعدم خروج القرار من يد المسؤول.
المراجع
- ↑ بسمة حسن (16/ 9/ 2017)، "مفهوم العمل التطوعي ومميزاته وكيفية تطويره"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 9/ 5/ 2019. بتصرّف.
- ↑ أماني السراج (9/ 12/ 2018م)، "فوائد العمل التطوعي"، sayidaty، اطّلع عليه بتاريخ 9/ 5/ 2019م. بتصرّف.
- ↑ علي عبد اللطيف (7/ 12/ 2017م)، "ما هي فوائد العمل التطوعي؟ ولماذا يجب أن نتطوع؟"، dkhlak، اطّلع عليه بتاريخ 9/ 5/ 2019م. بتصرّف.
- ↑ "أشكال العمل التطوّعي"، ebdaatc، 12/ 1/ 2017م، اطّلع عليه بتاريخ 9/ 4/ 2019م. بتصرّف.
- ↑ "معوقات العمل التطوعي"، irtikaa، 12/ 6/ 2016م، اطّلع عليه بتاريخ 9/ 4/ 2019م. بتصرّف.