بواسطة ابتهال أبو سلعوم
البحرين هي دولة تتكون من مجموعة من الجزر، تقع في منطقة الخليج العربي وتحديدًا إلى شرق شبه الجزيرة العربية، وتعتبر البحرين إحدى دول مجلس التعاون الخليجي، وهي دولة صغيرة نسبيًا إلا أن اقتصادها يعد من أقوى المستويات في الدول العربية، على الرغم من امتلاكها للذهب الأسود إلا أنها تسعى جاهدةً إلى تنويع مواردها المالية، لتصبح أقل اعتمادًا على النفط الذي يعد نهضة اقتصادية مؤقتة لا بد لها من الزوال، وتجدر الإشارة إلى أن تاريخ البحرين العريق يضرب جذوره بعمق، إذ يعود تاريخ دولة البحرين إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، إذ ذكرت في بعض الكتابات المسمارية باسم دلمون، وذلك بسبب امتلاك جزر البحرين لموقع جغرافي استراتيجي متميز احتال ميناءً تجاريًا يربط الشرق بالغرب على مدى آلاف السنين.
والبحرين تتكون من ثلاثة وثلاثين جزيرة طبيعية، إضافة إلى عدد من الجزر الاصطناعية التي تمثل جزءًا من خطة المملكة في جعل البحرين وجهة سياحية، وتعتبر جزر الدار التابعة للبحرين أحد أجمل الجزر الطبيعية، وسنخصص هذا المقال للحديث بإسهاب عن جزر الدار ومميزاتها وأهم خصائصها.
جزر الدار
تعد جزر الدار أحد أكثر الجزر الطبيعية جاذبية على مستوى منطقة الوطن العربي أجمع وليس البحرين فحسب، جزر تقع على بعد ستة كيلومترات شرق البحرين، حيث تتكون من جزيرتين سياحيتين بامتياز تنتشر فيهما الأماكن والمرافق الترفيهية والترويحية، ويعود السبب في ذلك إلى أن الجزيرتين تقعان وسط مياه تمتاز بنقائها وخلوها مما يعكر صفوها، فتجد أن شاطئها يعد أحد أفضل الشطآن الموجودة في الخليج العربي، حيث إنّه يمتاز برماله الذهبية الناعمة والتي قد هُيئت لتكون مصدرًا ترفيهيًا وبقعة هدوء في نفس الوقت، فهناك أماكن مخصصة لطالبي العزلة الذين يودون الاستلقاء على الرمال والتعرض مباشرة لأشعة الشمس، من أجل التمتع بالهدوء الذي يستطيع أن ينسي سياحها متاعب وضغوط الحياة التي لا تنتهي، ناهيك عن رغبة بعض السياح في اكتساب السمرة الطبيعية بعيدًا عن الأجهزة الكهربائية، وفي المقابل تجد أن هناك العديد من الأماكن المصممة لتكون مصدرًا ترويحيًا عائليًا حميميًا، فشاطئ جزر الدار يضم العديد من الملاعب التي تشتمل على عدة رياضات، كالألعاب المائية، والكرة الشاطئية، وألعاب التزلج على الماء، الأمر الذي يخلق جوًا نابضًا بالحياة على أرض الجزيرتين، ناهيك عن رحلات القوارب الشراعية والقوارب السريعة.
جزر الدار والحياة البحرية
تتمتع المياه المحيطة بجزر الدار بحياة بحرية متنوعة قلما تجد مثيلًا لها، واعتبرت هذه النقطة من مصادر الجذب الرئيسية للجزر؛ لذلك يسّرت الحكومة البحرينية رحلات خاصة للغوص في مياهها من أجل بلوغ أعماقها، رحلة مثيرة يستطيع السائح التعرف فيها إلى الشعاب المرجانية البديعة والتي يبلغ عدد أنواعها ما يقارب الثلاثمائة نوعًا، شعاب تتعدد ألوانها وأنواعها أشكالها يقع في حبها كل من تراها عيناه، فهي تمتلك العديد من الشعاب المميزة وغير المنتشرة بكثرة بفضل مياهها الصافية التي توفر الأجواء المناسبة لتكاثرها ونموها، هذا إضافة إلى إرسال رحلات يصاد فيها اللؤلؤ، فالمحار يوجد بكثرة في مياه الجزر، فتجد أن الكثير من السياح يأتون إلى الجزر خصيصًا لهذه الغاية، ناهيك عن الحياة السمكية المذهلة التي تتمتع بها جزر الدار، حيث يصل فيها عدد فصائل الأسماك إلى ما يقارب المائتين، والتي تعتبر الدلافين أحدها، حيث وفرت الجزيرة أماكن خاصة لمشاهدتها خلال لعبها وقفزها من مكان لآخر.
رحلة تزدحم بالنشاطات تلك التي يخوض غمارها السياح، بفضل العمل الدؤوب للحكومة لجعل جزرها الأفضل في منطقة الخليج العربي والعالم العربي بلا استثناء، حياة هادئة تلك التي يحياها مواطنو دولة البحرين بين جزرهم التي اكتسبوا منها الهدوء والسكينة التي تتمتع بها..