بحث عن فدوى طوقان

فدوى طوقان

فدوى عبد الفتاح آغا طوقان شاعرة فلسطينية ولدت في الواحد من شهر آذار من سنة 1917 للميلاد في فلسطين، وتحديدًا في نابلس، وعائلة فدوى طوقان عائلة معروفة مُكونة من عشرة أشقاء ترتيبها السابع بينهم، ولم تستطع فدوى إتمام تعليمها، إذ درست إلى المرحلة الابتدائية فقط، فقد أخرجت من المدرسة بعد علم شقيقها الكبير يوسف بإعجابها بفتى عمره 16 عامًا، وذلك بعد أن رمى عليها زهرة من الفل تعبيرًا عن إعجابه بها، فقد رأى أحد ما هذا الموقف وأخبر أخاها يوسف بذلك، وقالت له الحقيقة خوفًا منه، وخشية أن يضربها، وبذلك جعلها تترك الدراسة وتجلس في المنزل، فقد كانت عائلة فدوى طوقان ترى بأن مُشاركة المرأة في الحياة العامة شيء غير مقبول أبدًا[١]، أحبت فدوى طوقان القراءة مذ كانت صغيرة، فكانت تقرأ أي شيء تراه، إذ لم تتوقف عن التعلم على الرغم من خروجها من المدرسة، فلجأت إلى تثقيف ذاتها، وعاونها على ذلك شقيقها إبراهيم طوقان الشاعر الذي لُقب بشاعر فلسطين الكبير، فكان له دور كبير في صقل موهبتها وتطويرها وإرشادها باتجاه كتابة الشعر، ونشره في صحف عربية عدة[١].


إنجازاتها

بدأ ارتباط فدوى طوقان بالشعر من أخيها إبراهيم طوقان، إذ كانت تعتم بمُتابعة كتابات شقيقها إبراهيم الشعرية، وفي أحد الأيام سمعت فدوى شقيقها يُكلم والدته عن طالبين عنده، وكيفية تنظيمهما لقصائد ليس بها عيوب في الوزن والقافية، وانتبه إبراهيم إلى اهتمام فدوى بحديثه، وشعر بتحسرها وشغفها الكبير، فأخبرها بأنه سيُعلمها كيف تنظُم الشعر، فذهب معها إلى مكتبته، وبدأ يُعلمها قراءة القصيدة ويُفسرها لها، ثم كلفها بنقلها وحفظها كي يختبرها بها[١]، لم يختر إبراهيم لأخته فدوى قصائد عشوائية، فقد كان يدرس اختياراته لها، فاختار أولًا قصائد لامرأة ترثي شقيقها، وذلك ليُظهر لها كيف كانت المرأة العربية تنظم الشعر، وبذلك رجعت فدوى إلى مقاعد الدراسة في المدرسة ذاتها التي يدرس بها شقيقها، ومن هنا بدأت فدوى مرحلة جديدة في حياتها، وأحست بذاتها وبإنسانيتها وحقها في الحياة والتعلم، وأصبحت واثقة من ذاتها[١].

بدأت فدوى طوقان مسيرتها الشعرية بنظم الشعر العامودي، ثم بدأت بنظم الشعر الحر، وقد تطرقت في شعرها للمواضيع الشخصية والاجتماعية، وتُعد من الشعراء الأوائل الذين جسدوا المشاعر في شعرهم، وتكون بذلك قد وضعت أساسات قوية للتجارب الأنثوية بالحب، والثورة، والتمرد على المجتمع، فقد بدأ شعرها رومانسيًا، ثم اتخذ منحنى الشعر الحرّ الذي سيطرت عليه موضوعات المقاومة بعد أن تعرضت بلادها للاحتلال الإسرائيلي[١]، فبدات فدوى طوقان تنشر قصائدها في المجلات الأدبية في القاهرة وفي بيروت بأسماء مُستعارة، وقد نشرت المجلات قصائدها الأمر الذي زاد من ثقتها بذاتها وبموهبتها، وتوفي شقيقها إبراهيم سنة 1941، وكان ذلك بمثابة صدمة كبيرة لها، فألفت كتابها الأول بعنوان أخي إبراهيم قبل رجوعها إلى حياتها الكئيبة المليئة بالتشاؤم حبيسة بين الجدران، ونشرت ديوانها الأول باسم وحدي مع الأيام سنة 1952 الذي سيطر عليه الشعور بالعزلة والكآبة الحادة، وبين هذا الديوان تأثرها الكبير بالشاعر إيليا ابو ماضي، والشاعر علي محمود طه[١].

نُشر ديوانها الثاني باسم وجدتها سنة 1956، وكان هذا الديوان مختلفًا تمامًا عما سبقه، فقد أظهر فرحتها بالحب والحرية التي سادت المجتمع في تلك الفترة، وقد اتسم بشعر التفعيلة الذي أصبح نمطًا شعريًا منتشرًا آنذاك، وفي سنة 1960 نُشر ديوانها المُسمى أعطونا حبًا، وبينّ هذا الديوان افتقادها للحب، وفي سنة 1962 انتقلت إلى انجلترا بهدف دراسة الأدب الإنجليزي، ولم تبق هناك إلا سنتين، فعادت إلى فلسطين ورغبت بالبقاء بمفردها، وفي سنة 1967 شهدت الهزيمة التي تسببت بالألم للناس، فظهرت مرة أخرى لتُشاركم حزنهم، فبدأت تحضر الندوات والمؤتمرات واللقاءات التي أقامها الشعراء، ونُشر لها ديوان "أمام الباب المغلق"، وأظهر هذا الديوان تحولًا في قصائدها، فتناولت الهم العام الخاص بأحوال فلسطين، إضافة إلى تناولها لحادثة موت شقيقها نمر بحادث سقوط طائرة[١].

وفي سنة 1969 نُشر ديوان على قمة الدنيا وحيدًا، وتكلم هذا الديوان عن تضحيات الشعب الفلسطيني ونضاله، وبقيت تُقدم الأشعار إلى أن نُشر ديوانها تموز والشيء الآخر سنة 1987، وهي السنة التي حدثت بها الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وفي سنة 2000، أي قبل موتها بثلاثة أعوام نُشر ديوانها الأخير، واسمه "اللحن الأخير"، وتكلمت في ديوانها هذا عن تأملاتها للحياة وعن الحب والحرية[١]، واهتمت فدوى طوقان بالنثر أيضًا، فنشرت أول كتاب لها بعنوان "أخي إبراهيم"، ثم "رحلة جبلية، رحلة صعبة" سنة 1985، وهو الجزء الأول من سيرتها الذاتية، وتناول هذا الجزء فترة صباها ومراهقتها إلى سنة 1976، وأُعجب النقاد به كثيرًا، وفي سنة 1993 نُشر جزء الكتاب الثاني بعنوان "الرحلة الأصعب" الذي تكلم عن الأعوام القليلة بعد سنة 1967[١].


جوائزها

فيما يأتي الجوائز والأوسمة التي حصلت عليها الشاعرة فدوى طوقان[٢]:

  • جائزة الزيتونة الفضية الثقافية، وحصلت عليها سنة 1978.
  • جائزة سلطان العويس، وحصلت عليها سنة 1989.
  • وسام القدس، وحصلت عليه سنة 1990.
  • جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة.
  • جائزة المهرجان العالمي، وحصلت عليها سنة 1992.
  • وسام الاستحقاق الثقافي وحصلت عليه سنة 1996.


وفاتها

لاقت فدوى طوقان منيتها في اليوم الثاني عشر من شهر ديسمبر من سنة 2003 م، وكان عمرها خمسة وثمانين سنة، ودُفنت في مسقط رأسها في مدينة نابلس، وتعرضت قبل موتها بأربعة أعوام لجلطة دماغية أثرت على بصرها كثيرًا، وأدى ذلك إلى امتناعها عن القلم والكتاب، ونعت السلطة الوطنية الفلسطينية شاعرة فلسطين فدوى طوقان للعالم بقولها: "ننعى رحيل شاعرة فلسطين الكبيرة، رائدة الإبداع، ابنة جبل النار نابلس، ابنة فلسطين، المناضلة المربية الفاضلة، وأحد أعمدتها الثقافية والأديبة الراسخة والمميزة، الحائزة على وسام فلسطين، الشاعرة فدوى طوقان"[٣].


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "من هي فدوى طوقان "، arageek، 2018-7-7، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-17. بتصرّف.
  2. "فدوى طوقان"، وكالة وفا، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-16. بتصرّف.
  3. "فدوى طوقان"، رحلات فلسطينية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-16. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :